عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لغز الحركة الدبلوماسية »المريبة«

 

ما الذي يدعو رئيساً تقف الثورة الشعبية علي باب قصره لتوقيع حركة سفراء جدد، خاصة اذا وضعنا في الاعتبار أن هذه الحركة تمت قبل موعدها الطبيعي بثلاثة أشهر؟!

في 7 فبراير الماضي، كانت الصورة قد اتضحت للرئيس السابق، وعرف أن أيامه في الحكم معدودة.. وحتي لو لم تكن قد اتضحت إليه، فلا يمكن أن يصدق أحد أن أولوياته في هذه المرحلة الصعبة التي عرفناها وشاهدناها جميعاً هي اعتماد حركة سفراء جديدة.. ما أسبابها؟! وما الذي دفعه للعجلة في إصدارها؟!

 

لا حديث في وزارة الخارجية إلا عن هذه الحركة المريبة التي وقعها الرئيس السابق قبل رحيله بيومين، وأعدها له وزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط.. وقد تضمنت الحركة 31 سفيراً، من بينهم سفراء كانت عليهم تحفظات في مواقع سابقة، وسفراء لم يخرجوا ضمن بعثات خارجية إلا لمرافقة الزوج، أو ضمن بعثات صغيرة كما شهدت الحركة إفساح المجال لسفراء مرتبطين بعلاقات قوية مع الرئيس السابق ولدينا الأسماء كلها.

ونحن نحترم الجميع ونقدرهم، ولكن هذه بعض التساؤلات المشروعة التي تطرح في جنبات وأروقة وزارة الخارجية.. وهي نتيجة طبيعية للعجلة غير المبررة في إصدار الحركة.. والناس تسأل عن أسباب هرولة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية السابق لإقرار هذه الحركة؟! والناس تسأل عن أهمية هذه الحركة لرئيس كاد أن يفقد كرسيه وقت اعتمادها، بينما كان المتظاهرون يحتشدون للخلاص منه؟!

الأصل أن حركة أعضاء البعثات الدبلوماسية تصدر في فبراير كل عام.. وتصدر حركة السفراء في مايو من كل عام ليتم تنفيذها اعتباراً من أول سبتمبر التالي.. ولم تحدث حركة مماثلة بهذه العجلة من قبل، وخاصة في ظروف كالتي مرت بها مصر من خلال شهري يناير وفبراير،

وهي ظروف كانت تستوجب الانتظار لا الاسراع.. والمعروف أن السفير هو ممثل رئيس الجمهورية في الدولة التي يسافر لها، فلماذا يسرع رئيس يدرك أنه راحل بتكليف من يمثلونه في هذه الدول؟!!

هي حركة مريبة ومثيرة لتساؤلات كثيرة.. وما دفعني لإثارتها اليوم هو ذلك التاريخ المشرف لوزير الخارجية الجديد الدكتور نبيل العربي علي المستوي الوطني والدبلوماسي والقانوني.. بالإضافة إلي مستوي أدائه الذي ظهر بوضوح خلال أسابيع قليلة اعطت احساساً بأن اختلافاً مهنياً إيجابياً قد طرأ علي الوزارة.. وأدعوه لمراجعة هذه الحركة المريبة التي لا حديث داخل وزارة الخارجية إلا عنها.. وما زال أمامنا وقت كاف للمراجعة.. والمبرر الذي يسوقه البعض بأن اخطارات اعتماد السفراء الجدد قد أرسلت بالفعل للدول الاخري ليس مقنعاً.. فالعالم كله يعلم أن مصر مرت بثورة انتهت بالإطاحة بالرئيس السابق.. ومن الطبيعي جداً أن تلغي بعض قراراته، خاصة اذا كانت قد صدرت في الوقت بدل الضائع من حكمه، وبطريقة تثير الريبة.. والعالم سوف يتفهم أسباب ذلك ويحترم ما نريده.. نحن نحتاج تصحيح الأوضاع وفق قواعد شفافة ونزيهة.. وثقتي في الدكتور نبيل العربي كبيرة

[email protected]

.