رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاعلام الرسمي.. في حاجة لثورة

 

قطعاً.. تغيير القيادات الاعلامية حتمي.. ولكن لن يختلف الإعلام إذا تغيرت قياداته وظلت أفكاره جامدة بلا تغيير.. والمطلوب تغيير الرؤية والمفهوم بالتزامن مع تغيير قيادات الاعلام.

والأصل في أي مؤسسة إعلامية أنها تقدم خدمة معلوماتيه للمواطنين.. سواء كانت هذه الخدمة مقروءة أو مسموعة أو مرئية.. وكلما كانت الخدمة أفضل وأسرع وأصدق، كان هذا الإعلام متميزاً.

 

وللأسف، فإن ثورة 25 يناير لم يترتب عليها تغيير في المفاهيم الإعلامية.. فحينما أتابع نشرة أخبار التليفزيون المصري، أجد أن كل التغيير الذي طرأ هو أن الخبر الأول الذي كان يخص الرئيس السابق أصبح هو نفسه وبنفس المفردات ولكن باسم المشير طنطاوي والمجلس العسكري.. والخبر الثاني الذي كان يخص الدكتور أحمد نظيف، أصبح هو نفسه ولكن باسم الفريق أحمد شفيق لفترة ثم أصبح باسم الدكتور عصام شرف حالياً، وتتوالي الاخبار بعد ذلك حسب أقدمية الوزراء.. وهذا ببساطة يعني أن الاعلام المصري الرسمي لو استمر علي هذا النحو فسوف يهتم بأخبار الرئيس القادم بعد المرحلة الانتقالية، وستظل نفس السياسة الاعلامية العقيمة التي أدت لاهتزاز صورة الاعلام الرسمي المصري، وسيكون إعلاماً موجهاً من الرئيس أو إلي الرئيس، وسيظل الشعب خارج المعادلة.. أي أننا سنظل نتلقف الاخبار والمعلومات من أجهزة إعلام أخري غير الإعلام الرسمي المصري، وسنظل ننتقده بدلاً من الاستفادة منه.

المطلوب أن تعاد صياغة سياسات أجهزة الاعلام الرسمية، وأن تكون هذه المهمة تكليفاً للقيادات الجديدة التي ستتولي المسئولية.. فهو إعلام مملوك للدولة، ويدار بأموال الشعب.. ولابد أن يتلقي الشعب خدمة اعلامية جيدة وأمينة مقابل هذه الأموال التي تخصم من ضرائبه.. فليس مطلوباً أن يدفع الموظف الضرائب ليتم استغلالها في إدارة إعلام يضلله ويغمي عينيه لمصلحة النظام الحاكم مهما كان هذا النظام مخطئاً أو مفسداً..

لابد من تغيير منهج عمل أجهزة الاعلام الرسمية ليتواكب مع مناخ ديمقراطي نتطلع إليه.. فلم يعد مقبولاً إهدار المال العام - الذي هو مال الشعب - علي هذه الأجهزة، ولم يعد

مقبولاً أيضاً إهدار الطاقات البشرية الهائلة بداخل هذه الاجهزة.. ولا يليق أن تكون لدي مصر كل هذه الامكانيات الاعلامية، بينما يتسول المواطن معلوماته من أجهزة إعلام خارجية.. وتستطيع قنوات محدودة الموارد أن تجتذب قطاعات أكبر من المشاهدين.

لماذا لا تدرس الدولة نموذج »BBC« وتطبقه علي اتحاد الاذاعة والتليفزيون.. فهي محطة عالمية مشهورة ومملوكة للدولة البريطانية، ولكنها لم تعمل أبداً لصالح ملكة بريطانيا ولم تتستر علي أفعال رئيس الحكومة البريطانية! أعتقد أن هذا النموذج هو الأنسب لحالة الاعلام المصري بلا شك، ونحن لم نسمع أن هذه المحطة أضرت بالأمن القومي البريطاني.

نحن نحتاج لتغيير الأفكار وبسرعة حتي لا يضيع الوقت أكثر وحتي لا تهدر أموال أكثر.. وحتي لا يتكرر هتاف »الاعلام الفاسد أهوه« أمام مبني ماسبيرو الشهير، وهي جملة مزعجة ومؤلمة كانت تستوجب علي من يديرون هذا المبني أن يستقيلوا من تلقاء أنفسهم لا أن يتمسكوا بمقاعدهم..

نحن علي أعتاب عهد جديد لا يصلح أن يكون الاعلام فيه علي نفس ضلاله القديم.. وما مظاهرات الغضب داخل المبني إلا انعكاس لهذه السياسات الفاشلة التي لم يعد يرضي عنها المواطنون، ولم يعد يرضي عنها الاعلاميون.

الاعلام في حاجة إلي ثورة حقيقية تعتمد علي الفكر وتستند لقيادات ذات كفاءة مهنية تؤهلهم لتطبيق هذا الفكر.. وتصل بالاعلام الرسمي للمنافسة.