عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة في خطر

سقط النظام.. ومن الطبيعي أن تتساقط رموزه الواحد تلو الآخر.. ولكن لا ينبغي أن تسقط الدولة.. ولا يجب ان تشيع الخلافات بين فئات المجتمع حتي قبل أن تتكون ملامح للنظام القادم.. والنظام السابق مثل أي نظام حكم في العالم، كان له مؤيدوه كما كان له معارضوه، وكلما استقر هذا النظام عاماً في الحكم كلا كان عدد المعارضين يزداد، وكلما كان عدد المؤيدن ينحسر ويقتصر علي أصحاب المصالح المستفيدين من بقائه.. ولا يوجد نظام حكم في العالم - حتي الديمقراطي - لا يحدث اختلاف حوله.. ولكننا الآن لسنا في مرحلة فرز وتصنيف أو تصفية حسابات.. فالآن، لا يوجد نظام حكم في مصر نختلف أو نتفق معه، ولهذا لا يجب أن نترك الخلافات تنهش فيما تحقق من إنجازات لثورة الشباب.. والدولة المصرية يجب أن تظل فوق الجميع.. ولابد ألا نحيد عن الهدف الذي ارتضيناه، وهو إقامة دولة مدنية حديثة علي أسس ديمقراطية سليمة تضمن تداول السلطة وحرية العمل الحزبي وتؤدي لمنع الفساد وإقرار العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد دون تفريق.

وخلال الأيام الماضية، بدأت أشعر بقلق شعر به كثيرون غيري.. فقد انصرف بعض المصريين لتخوين البعض الآخر.. واتجه قطاع من المجتمع لتصنيف المواطنين بين مؤيد للثورة ومعارض لها.. وظهرت قوائم كثيرة منسوبة لشباب ثورة التحرير، فهذه اسمها قائمة العار، وهذه اسمها قائمة أعداء الثورة، ولا أعتقد أن أحداً يستطيع تحديد مصدر هذه القوائم علي وجه الدقة .. فقد أصبح الهم الأكبر للواردة أسماؤهم في هذه القوائم من الاعلاميين والصحفيين والسياسيين هو الدفاع عن أنفسهم.. وبدلاً من أن نلتف جميعاً حول أهداف هذه الثورة العظيمة ونتمسك بتحقيقها، أصبحنا فريقين الأول متحفز والثاني يدافع عن نفسه، بينما هذه الثورة قامت للتغيير نحو الديمقراطية، والديمقراطية تقوم علي الحوار وتقبل الآراء المختلفة.. وبين الفريقين، تسلل بعض المنافقين الذين كانوا يساندون النظام السابق علناً، ويسبحون بحمده

ويضللون الرأي العام ويقلبون الحقائق للاستفادة منه، وتحولوا ليسبوا هذا النظام ويكشفوا فساده، وبدوا كأنهم الذين فجروا ثورة الشباب.

أي ثورة في العالم يترتب عليها مثل هذه الأمور، وتحدث اختلافات.. ولكن ثورة شباب مصر مختلفة تماماً، فهي الأكثر نقاء واحتراماً في عيون العالم، وهي تعبير عن ثورة شعبية حقيقية، فليس لها قائد بعينه يمكن تسميته.. وهنا يكمن الخطر، حيث يري كثيرون في هذا فرصة لركوب موجة الثورة وجني ثمارها دون وجه حق.

يا سادة.. علينا أن ننتبه، ولا نفرح بما تحقق من إطاحة برأس النظام.. فلا يزال الطريق طويلاً وشاقا نحو الديمقراطية.. وهذا الطريق يستوجب وحدة الشعب، واستيعاب الجميع تحت جناحي هذه الثورة.. ولا يمكن أن نسير في هذا الطريق بينما بعضنا يخون بعضه ويحاسبه علي مواقف سابقة.. علينا ألا نفقد الهدف الذي نتفق عليه جميعاً.. فالتغيير المطلوب لم يحدث بعد.. ومن المستحيل تحقيقه إذا كنا شيعاً وأطيافاً.. علينا أن نتعلم من الشباب الذين قادوا الثورة، والذين نظفوا ميدان التحرير عقب الإطاحة برأس النظام، والذين ينظفون شوارع مصر حالياً بمبادرات شجاعة، وهم لا يعرفون بعضهم البعض ولا يجمعهم سوي الرغبة في مستقبل أفضل.

إذا كنا كباراً.. علينا أن نتعلم من هؤلاء الشباب .. وألا نتسبب في إزهاق روح ثورتهم.

[email protected]