رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتي لا تتحول ثورة الشباب إلي »غزوة أُحد«

نجح شباب مصر العظماء في الإطاحة بالنظام الحاكم، وتسلم المجلس الأعلي للقوات المسلحة مقاليد إدارة شئون مصر مؤقتاً لحين إقرار التعديلات الدستورية التي أجمع عليها الشعب، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.. وقد بدأ المجلس العسكري بالفعل في اجراءاته، وتعهد بتسليم السلطة إلي إدارة مدنية منتخبة بنظام ديمقراطي حر، كما أعلن أنه ليس بديلاً للشرعية التي يرتضيها الشعب.. وتاريخ القوات المسلحة المصرية، ورقي تعاملها خلال فترة ثورة الشباب يجعلنا نثق فيما تفعله وفيما تقوله.

إلا أن الأيام الماضية شهدت موجة احتجاجات عارمة في جميع انحاء مصر ووزاراتها وهيئاتها.. وتبين من هذه الاحتجاجات الفئوية أن الشعب كله تقريباً ضحايا للنظام السابق.. والتغيير الذي حدث دفع كل المصريين الذين شعروا بالظلم لسنوات طويلة للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي حرموا منها سنوات طويلة، فالعمالة المؤقتة تريد التثبيت، وأصحاب الأجور المنخفضة يريدون زيادتها، والعاطلون يريدون عملاً، والشباب يريدون سكناً، وكلها مطالب عادلة بلاشك.. فهؤلاء عاشوا عقوداً شهدوا فيها أن الثروة توزع علي فئة قليلة من المواطنين، واعتادوا ان مطالبهم لا تصل لأسماع المسئولين، فإذا وصلت لم يستجب لها.. بل إن جهاز الشرطة نفسه نظم مظاهرات للمطالبة بحقوقهم الضائعة والتي لم يكونوا قادرين من قبل علي مجرد المطالبة بها.. ولكنهم شعروا بأن تغييراً حدث، وأنهم يستطيعون الآن أن يطلبوا هذه الحقوق.

وترتب علي هذه الاحتجاجات تعطل العمل في مصالح كثيرة، حتي أن البنوك أغلقت أبوابها في وجه العملاء، وتوقفت شركات عن تقديم خدماتها، بل إن مناطق سكنية علي أطراف المدن شهدت قيام بعض الشباب باقتحام شقق خالية وأقاموا بها. وهذه لا يمكن الاستهانة بها وتتطلب عودة الشرطة لدورها بأقصي سرعة.

والحقيقة أن دماء الشهداء التي أهدرت في ثورة 25 يناير لا يجب ان تضيع هدراً، ولا يجب استعجال المكاسب حتي لا تصبح مثل »غزوة أحد« فبمجرد أن شعرنا ان نصراً بدأ يتحقق، تركنا الميدان، وسارعنا لجمع الغنائم، فبعدنا عن الهدف الرئيسي وهو الإصلاح الشامل.. ولا

يمكن تحقيق إصلاح اقتصادي واجتماعي قبل الاصلاح الدستوري والسياسي.

المطلوب أن نكون جميعاً علي نفس درجة التحضر والرقي والعقلانية التي اظهرها شباب مصر الشرفاء حينما قاموا بثورة أثارت إعجاب العالم كله.. فكانت ثورة سلمية حضارية حققت هدفها الأول وهو إسقاط النظام، ولا يجب أن ننصرف عن باقي الأهداف.. فالدستور يجب أن يتغير، وأي انتخابات رئاسية أو برلمانية قادمة لابد ان تجري في شفافية مطلقة ونزاهة كاملة، ورئيس مصر القادم يجب ان يكون منتخباً بإرادة شعبية حقيقية ولمدة محددة، ونحاسبه علي قراراته إذا اخطأ، ونمنعه من تكوين لوبي فساد حوله، ولابد ان تكون لدينا احزاب قوية قادرة علي المنافسة، ولابد ان يصل لكل منصب قيادي الأكفأ وليس الأقرب، ولابد ان يسود العدل ويتضاءل الظلم.

إن ما يطلبه المحتجون والمعتصمون في كل أنحاء مصر هي مطالب مشروعة، ولكن تزايد حدة هذه الاعتصامات والاحتجاجات، واتساع نطاقها بهذه الصورة ينبئ بخطر بالغ.. وعلينا جميعاً ان نتحمل مسئولياتنا، ونصبر قليلاً، فقد صبرنا كثيراً ولم يكن لدينا أمل في الإصلاح.. وعلينا جميعاً أن نتكاتف لتحقيق كافة اهداف ثورة الشباب، وإتاحة الفرصة لديمقراطية كاملة وحقيقة، وبعدها سيتغير الحال، وبأسرع مما يتوقع كثيرون.

علينا جميعاً ان نترحم علي شهداء الثورة، ونحافظ علي روحها وانجازاتها، فالمعارك تحتاج لبعض الصبر، وإلا تتحول لهزائم.

[email protected]