رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا مصري


الآن.. أقولها بكل فخر.. أقولها ورأسي مرفوع عاليا.. ليس لأن الشعب أسقط الرئيس فقط، ولكن للطريقة المتحضرة الراقية التي أسقط بها الشعب رئيسه.. فهذه الثورة التي انحني لها الجميع احترامًا داخل مصر وخارجها ستظل علامة فارقة في تاريخ مصر، وملهمة للشعوب الأخري.. فهي ثورة شعبية أطلق شرارتها الأولي شباب غاضب يطمح في مستقبل أفضل، واجتذبوا لهم طوابير من المصريين الغاضبين.. فأصبح الملايين يصطفون لتحقيق هدف واضح.

هذه الثورة لم يكن لها قائد محدد، ولكنها تنتسب لشعب مصر.. ورغم ذلك كانت أكثر الثورات الشعبية تحضرًا وتأثيرًا.. لم نسمع عن حادثة تحرش واحدة طوال فترة الثورة.. لم نسمع عن مشاجرة بين متظاهر وآخر.. لم يقلب المتظاهرون ترامًا أو أتوبيسًا، ولم يستخدموا أي مظهر من مظاهر العنف إلا حينما بادرتهم قوات الأمن المركزي بالعنف يوم 28 يناير.. هؤلاء الشباب لم يستخدموا في التظاهر سوي إبداعات وضعوها في لافتات وشعارات تعبر عن أفكارهم ومطالبهم. ورغم غياب الأمن المريب، لم نسمع عن حادث طائفي واحد.. ولكننا شاهدنا المسلمين يؤدون صلاة الجمعة في ميدان التحرير تحت حماية المسيحيين، وشاهدنا المسيحيين في قداس الأحد وفي نفس الميدان تحت حماية المسلمين.. وعقب الصلاة يلتحم المسلم والمسيحي في جسد مصري واحد لتحقيق هدف واحد.. وهو إسقاط النظام.

لم يهتز الشباب المحترم الغاضب حينما استخدم النظام أسوأ أنواع البلطجة في أحط مشهد حينما أطلق مأجورين عليهم يعتلون ظهور الخيل والجمال والبغال، ثم حملوا زجاجات المولوتوف لتفريق المتظاهرين.. ورغم سقوط شهداء وجرحي بالمئات والآلاف، لم يزد هذا المتظاهرين إلا إصرارًا علي اسقاط هذا النظام.. ولم يغيروا منهجهم المحترم في التعبير عن رأيهم.

وفي السادسة مساء 11 فبراير 2011، سقط الرئيس، وتنحي عن الرئاسة مجبرًا.. فخرج شعب مصر العظيم.. فجأة.. وبدون ترتيب مسبق.. وسهروا في الشوارع حتي الصباح.. وللمرة الأولي منذ زمن طويل، أشعر أن

المصريين وحدة واحدة.. يتعانقون في الشوارع وهم لا يعرفون بعضهم البعض مهنئين أنفسهم بسقوط الرئيس ونظامه، ولا رابط بين كل هؤلاء إلا علم مصر الذي حمله الجميع كبارًا وصغارًا.. رجالاً ونساء.. ولم تقع حادثة عنف واحدة.. بل أن شبابًا مصريين عظماء تطوعوا لتنظيم المرور في الشوارع في مشهد حضاري آخر.

لقد كنا نظن أن الشعب المصري أصبح كئيبًا عنيفًا يكره نفسه.. ولكن تبين أن هذه المظاهر كانت مرتبطة بالجمود في النظام.. وما إن زال السبب، عاد المصريون لطبيعتهم.. وطنيين. مخلصين.. متحابين.. مبتسمين.. وعلي خلق عظيم. والأهم من هذا كله.. أن ثورة 25 يناير المجيدة أصبحت درسًا لا ينسي لأي حاكم قادم.. فقد أثبتت أن الشعب هو صاحب الشرعية، ويستطيع مواجهة الحاكم إذا أخفق وأخطأ.. قد يصبر الشعب، ويطول صبره، ولكنه لا يقبل الظلم.. والقائد الجيد يظهر أحسن ما في شعبه.. والقائد السيئ يظهر أسوأ ما في شعبه.

لقد كشفت لنا هذه الثورة قدر مصر ومكانتها.. فالعالم كله ظل يتابع ميدان التحرير 18 يومًا متصلة، وكان الخبر الأول في نشرات أخبار العالم عن هذه الثورة البيضاء المتحضرة.

يا شباب مصر العظماء.. شكرًا.. فقد جعلتم كل مصري يرفع رأسه فخورًا بكلمة أنا مصري.. تحيا مصر.

[email protected]