رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العلاج بالأعشاب.. طريقة البسطاء لمحاربة الغلاء

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق: أمانى زايد

 

أعشاب للتخسيس وأخرى للكحة ونزلات البرد، وآلام الكلى والمفاصل وغيرها من الوصفات العشبية التى يصفها بعض العطارين للمرضى كبديل للأدوية، تلك الوصفات لاقت رواجاً فى الأحياء الشعبية وأصبحت من موروثات أجدادنا ولها زبائنها، خاصة بعد موجات الغلاء الحالية.

ازداد الإقبال على الأعشاب فى الآونة الأخيرة بعد ارتفاع أسعار ما يقرب من 5 آلاف صنف من الأدوية فى الأشهر الماضية، واختفاء 1200 صنف من الصيدليات، وعدم جدوى المادة الفعالة للكثير من الأدوية، الأمر الذى وجد فيه العديد من المواطنين وسيلة، لمحاربة الغلاء، فى وقت تخطت فيه أسعار الأدوية إمكانيات المواطن البسيط.

وعلى الرغم من الاعتقاد السائد عن قدرة تلك الأعشاب على الشفاء من الأمراض، فإن الخبراء حذروا من خطورة التداوى بها لما لها من تأثير ضار على حياة المرضى، كما أكدت الدراسات على أن بعضها قد يسبب أضرارًا إذا تم استخدامها فى حالات مرضية معينة.

تشير الإحصائيات إلى أن هناك نحو 5 آلاف محل عطارة فى القاهرة، والجيزة، وأن نسبة وجود الأعشاب الطبية فى صناعة الأدوية فى المصانع تصل لنحو 5% فقط.

تؤكد الدراسات الحديثة أن المرضى الذين يتناولون عقاقير لمعالجة الاكتئاب أو أدوية لمعالجة أمراض السرطان عليهم تجنب تناول الأدوية البديلة المصنوعة من الأعشاب، لأنها قد تسبب أضرارًا صحية خطيرة، وأكدت أن 28% من الأشخاص الذين خضعوا للعلاج بالأعشاب خلال تناولهم أدوية طبية عانوا من أعراض مرضية مقلقة.

وتشير الإحصاءات إلى أن حجم إنتاج مصر من النباتات الطبية والأعشاب يصل إلى نحو ٤ ملايين طن، بينما يبلغ حجم المستورد منها ٣ ملايين طن، وما بين الحين والآخر يقع المتاجرون بآلام المرضى فى أيدى مباحث التموين، فمنذ أشهر تمكنت الإدارة العامة لمباحث التموين، من ضبط مالك محل للعطارة والأعشاب بدائرة قسم شرطة الزيتون وضبط بحوزته 3387 عبوة أعشاب طبية، غير مسجلة بوزارة الصحة و«مجهولة المصدر»، فضلاً عن قيامه بتجميع كميات كبيرة من الأعشاب الطبية والتركيبات والوصفات العلاجية مدون عليها علاج «آلام العظام، البواسير، منشطات جنسية» غير المسجلة بوزارة الصحة، شديدة الضرر بالصحة العامة، وتبين أنها «مجهولة المصدر»، ويتم طرحها للبيع بهدف تحقيق أرباح طائلة على حساب المرضى.

الحاج سالم، صاحب محل عطارة، يقول: الأسعار ارتفعت بصورة ملحوظة خلال الأشهر الماضية، حيث زادت بنسبة لا تقل عن 50% وذلك لاستيراد أغلب الاعشاب من الخارج، ويرى أن أغلب العطارين لا يعملون بتركبيات الأعشاب العلاجية، فتلك التركيبات لا يقوم بعملها سوى كبار العطارين لما لهم من خبرة فى هذا المجال، والكثير منا لا ينصحون المرضى إلا بالأعشاب الطبيعية، مثل الينسون وورق الجوافة لنزلات البرد والإنفلونزا، وزيوت الزيتون، لكن مع الأسف يقوم آخرون بإعطاء المرضى وصفات، دون أن يكون لهم خبرة فى هذا المجال، وذلك بهدف التربح على حساب البسطاء، وقد تأتى تلك الوصفات بنتيجة عكسية وتشكل خطورة على صحتهم، وخاصة الذين يعانون من مشاكل بالكبد والقلب، لكن الأعشاب بصفة عامة ليست ضارة.

وما بين الرفض والتأييد، تتراوح آراء المواطنين فقد أكدت نجوى ربيع «ربة منزل» أنها اعتادت على شراء الأعشاب الطبية لكونها مفيدة فى علاج نزلات البرد وخاصة فى فصل الشتاء، قائلة: عانى زوجى من حصوات بالكلى ولم تأت الأدوية بنتائج سريعة، فلجأت لمحل العطارة لشراء بعض الأعشاب لمساعدته على التخلص من الحصوات، وبالفعل تم شفاؤه خلال أيام.

وتستكمل حديثها قائلة: العلاج بالأعشاب منتشر منذ زمن طويل وليس بجديد، فهى أعشاب صحية وخالية من أى مواد كيميائية، وازداد الإقبال على الوصفات القديمة بعد ارتفاع أسعار الأدوية، وأكدت أنها قامت بتجربة الوصفات التى تباع

لدى العطار أكثر من مرة وجاءت جميعها بنتائج إيجابية، فضلاً عن أسعارها الرخيصة بالمقارنة بالأدوية.

ويشاركها الرأى إبراهيم متولى، الذى يرى أن العلاج بالأعشاب ضرورى ولا يمكن الاستغناء عنه، لكنه فى الوقت نفسه يلجأ للطبيب إذا شعر بأعراض مرضية مقلقة، ويقول: هناك بعض الأمراض لا يمكن التداوى منها بالأعشاب، لأن ذلك يعد مجازفة خطيرة، فالأعشاب نلجأ إليها لعلاج الأمراض البسيطة كعلاج الكحة وحصوات الكلى والإسهال وتلك الأعشاب توارثنا فوائدها من آبائنا ولا غنى عنها فى المنزل.

أما صبرية سعد، فترفض بشدة العلاج بالأعشاب، قائلة: لا يمكننى الاستغناء عن استشارة الطبيب، فالطبيب يكون على دراية بحالة المريض ويدرك كيفية معالجته، بعد إجراء التحاليل والأشعة اللازمة لحالته، وعلى أساسها يقرر العلاج، أما العطار فيعطى الوصفة بناء على شكوى المريض، ودون فحوصات وهذا قد يؤدى لتدهور الحالة إذا تم علاج المريض بطريقة خاطئة.

صفاء عبدالله، موظفة، تقول: هناك من يتاجر بآلام المرضى ويدعى قدرته على علاج الأمراض الخطيرة، كالأورام والفشل الكلوى، ببعض الأعشاب وهذا الأمر فى غاية الخطورة لأن هناك بعض البسطاء ينساقون إليهم بلا وعى وقد يفقدون حياتهم، نتيجة تناول تلك الأعشاب.

من جانبه، يرى الدكتور محمد حسن خليل: «منسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة»، أن العلاج بالأعشاب ما هو إلا طب تقليدى قديم، وعلى الرغم من أن هناك الكثيرين ممن درسوا وحصلوا على دكتوراه فى هذا المجال من الخارج، إلا أنه لا يعد طبًا علميًا، فقد ازداد إقبال البعض على العلاج بالأعشاب بعد ارتفاع أسعار الأدوية، وهذا يعد أمرًا خطيرًا، رغم اعتماد الأدوية على نسب كبيرة من الأعشاب، لكن الأدوية تم دراسة تركيباتها العلاجية بتجارب معملية دقيقة، وبجرعات محددة، كما أن المواد الفعالة الموجودة بها وضعت بمعايير محددة أيضاً، فعلى سبيل المثال نجد أن أدوية إنقاص الوزن الموجودة فى الأسواق تساعد على خفض الوزن بالفعل، لكنها تصيب الإنسان بحالة إسهال وتخل بتوازن الأملاح الموجودة بالجسم، وهذا لا يتلاءم مع مرضى الكبد والكلى والقلب، لكونه يؤدى إلى الوفاة، ويقول: هناك خطورة كبيرة من الاعتماد على الأعشاب فى العلاج من الأمراض، وذلك لأن الأعشاب بها مواد كيماوية ومن الممكن أن تتفاعل مع بعضها البعض أو مع بعض الأدوية وينصح المواطنين بعدم الانسياق وراء العطارين الذين يدعون العلاج بالأعشاب، فالمريض يحتاج لعلاج ملائم حتى يتم شفاؤه، وليس العودة للخرافات.