رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«السيسى»: هجومنا على «داعش» دفاع عن النفس

السيسي
السيسي

أطالب مجلس الأمن بتشكيل تحالف عسكرى دولى للتصدى للتنظيمات الإرهابية فى ليبيا
الإنسانية لن تسامح المتقاعسين عن محاربة الإرهاب.. وأرى فى «شارل ديجول» مثلًا يحتذى فى القيادة

طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس مجلس الامن الدولى بإصدار قرار يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولى للتدخل فى ليبيا ومواجهة تنظيم داعش الارهابى. وأكد السيسى - فى مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1» الفرنسية أنه ما من خيار آخر امام مصر والعالم  فى ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر بالتحرك ضد هذا التنظيم الارهابي.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت مصر ستكرر نفس العمل وتشارك وتواصل ضرباتها الجوية ضد عناصر التنظيم، أكد السيسى إن الموقف يتطلب فعل ذلك من جديد وبشكل جماعى من خلال تحالف دولى.
ووصف السيسى الحرب فى ليبيا التى شاركت فيها فرنسا ضمن تحالف دولى لدعم القوات التى أطاحت بنظام الرئيس السابق معمر القذافى عام 2011 بأنها مهمة لم تنته، مؤكدا أن العالم تخلى عن الشعب الليبى وتركه أسير ميليشيات متطرفة.  كما دعا السيسى مجددا الفصائل والجماعات المسلحة الليبية إلى تسليم أسلحتها للسلطة الشرعية، مطالبا فى الوقت نفسه بتزويد الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، ومقرها مدينة طبرق فى شرق البلاد، بالأسلحة، وذلك فى ظل مطالبة حكومة هذه الحكومة برفع الحظر الدولى المفروض على الأسلحة لمساعدتها فى السيطرة على البلاد من جديد.
وتعليقا على الجريمة النكراء لتنظيم داعش الارهابى بذبح 21 قبطيًا فى ليبيا، قال السيسي: «نعتبر جميع المصريين أبناءنا وأشقاءنا ولا يمكن التفرقة بينهم، وما حدث جريمة بشعة ضد الإنسانية وليس فقط ضد المصريين». وعن الضربات الجوية المصرية ضد مواقع داعش فى ليبيا، قال السيسي: «كنا حريصين على أن مصر لا تدخل عسكريا احتراما لسيادة ليبيا والشعب الليبي، ولكن ما حد ث جريمة إرهابية بأن نرى أبناءنا يذبحون ولا نتحرك.. هذا شكل من أشكال الدفاع عن النفس يقره المجتمع الدولى والقانون الدولى والأعراف.. لن نسمح لهم بأن يقتلوا أبناءنا ويذبحوهم بهذا الشكل وهم أبرياء».
وحذر الرئيس السيسى اوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص من مخاطر الارهاب وقال: «هذه الرسالة أوجهها إلى الأوروبيين عموما والفرنسيين بصفة خاصة.. وقلت هذا الكلام للرئيس الفرنسى فرانسوا اولاند عندما التقيته منذ أربعة أشهر.. قلت له: احذر من أن ما يحدث فى ليبيا من الممكن أن يحول البلاد إلى بؤرة إرهاب ستوجه ضد المنطقة بأكملها وليس مصر وحدها، بل مصر والبحر المتوسط وأوروبا ويجب معالجة هذا الأمر لأن المهمة لم تكتمل بعد من قبل أصدقائنا الأوروبيين».
وعن سرعة توقيع  صفقة شراء مصرلطائرات «رافال» من فرنسا، اكد السيسى - فى مقابلته مع إذاعة «أوروبا 1» الفرنسية -  إن الرئيس الفرنسى أدرك الخطر والتهديد الذى تواجهه مصر، وفى ضوء حرص باريس على التجاوب مع الحاجة لتحقيق الأمن ليس فى مصر فقط، وإنما فى المنطقة بأكملها، لم تستغرق مفاوضات إتمام الصفقة أكثر من 4 شهور.
وقال: «أنتم ترون ما يحدث الآن ليس لمصر فقط، وإنما للمنطقة بأكملها وفرنسا أدركت جيدًا قدر حاجتنا لتلك المعدات الحديثة، التى تستطيع أن تصل إلى أماكن وأهداف لن نستطيع الوصول لها بمعداتنا الحالية».
وأكد الرئيس السيسى ثقته فى التكنولوجيا الفرنسية وفى القادة السياسيين فى فرنسا، بقوله: «المعدات الفرنسية الدفاعية متقدمة جدًا، وقوية، ويمكن الاعتماد عليها».
وعلى صعيد علاقات مصر الدولية وما تشهده من تقارب مع الجانب

الروسي، أوضح الرئيس أن سياسة مصر الخارجية تقوم حاليًا على أساس متوازن ومنفتح على كافة الدول الصديقة، إلا أن التطورات السياسية التى شهدتها مصر على مدار السنوات الأربع الماضية جعلت بعض دول العالم تفسر تلك التوجهات بطريقة غير صحيحة، ومن ثم فقد منحت مصر الفرصة والوقت لأصدقائها للتعرف على حقيقة الأوضاع فيها، مضيفًا أن الشركاء الأوروبيين كانوا أسرع تفهما نظرًا لقربهم جغرافيًا لمصر مما جعلهم أكثر إدراكًا لما تواجهه من مخاطر.
وعلى الصعيد الداخلي، أكد السيسى أن الدولة المصرية توفر مناخًا مناسبًا لمشاركة المصريين جميعًا، إلا أن الأمر يتعلق فى المقام الأول برغبة كافة الأطراف فى المشاركة، وعدم سعى أى طرف لفرض آرائه ومعتقداته الفكرية على الآخرين بالقوة. وأضاف أن مصر تحترم استقلال القضاء ولا تتدخل فى أحكامه أو تعقب عليها، أخذا فى الاعتبار أن النظام القضائى المصرى يتيح تعدد درجات التقاضى للحفاظ على حق المتهمين فى الدفاع عن أنفسهم.
واستعرض الرئيس أثناء الحديث الجهود التى تبذلها مصر لضمان أمن السائحين واستعادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر لسابق عهدها، منوها بأن تأشيرة الدخول التى يتم منحها للسائح تعنى ضمنيا ضرورة الحفاظ على أمنه وحياته. وألقى الضوء على المؤتمر الاقتصادى الذى ستنظمه مصر فى مارس المقبل، منوها بأنه تم توجيه الدعوة إلى أصدقاء مصر من رجال الدولة ورجال الأعمال المهتمين بالعمل والاستثمار فى مصر، ومشيرا إلى أن مصر بوابة إفريقيا ونافذة على العالم العربى وأوروبا، فضلًا عن كونها معبرًا للتجارة العالمية عبر قناة السويس وما تشهده من تطوير عبر حفر قناة جديدة، وكذا المشروعات العملاقة الأخرى الجارى تنفيذها فى مصر. 
وردًا على تساؤل بشأن الشخصية الفرنسية التى يرى فيها نموذجا يمكن الاقتداء به، أشار سيادته إلى الزعيم الفرنسى «شارل ديجول»، الذى نجح فى تحقيق الكثير من آمال وطموحات شعبه، متمنيًا أن يحالفه التوفيق لتحقيق نجاح مماثل يحقق غايات الشعب المصرى وحقوقه فى التنمية والتقدم.
وفى ختام اللقاء، أكد الرئيس أن مواجهة الإرهاب وتحقيق الإرادة الحرة للشعوب تعد واجبًا وطنيًا على قادة وزعماء العالم، وأن الإنسانية سوف تحاكم كل من يتقاعس عن أداء دوره فى مكافحة الفكر المتطرف الذى يُعتبر بمثابة العدو الأول فى العديد من بقاع العالم.