رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حرب أكتوبر.. أخطر سلاح استراتيجي هزم به السادات العدو الصهيوني

حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر 1973

الحرب خدعة.. كلمة صادقة ترجمتها أساليب الحروب على مدار سنوات طويلة فى العالم، ولم يكن الجيش المصرى بعيدا عن ذلك إذ طبق عملية خداع فريدة من نوعها للعدو الصهيونى قبل حرب أكتوبر 1973، وكان للإعلام المصرى النصيب الأكبر من عملية الخداع الاستراتيجي، والتى كانت سببا مهما وكبيرا فى نجاح هذه الملحمة العظيمة التى تدرس حتى اليوم فى الأكاديميات العسكرية العالمية.

 

اقرأ أيضا.. "حرب أكتوبر" 6 ساعات قضت على أسطورة الجيش الذي لا يقهر

 

كلف الرئيس السادات الدكتور محمد عبد القادر حاتم  بقيادة الجبهة الداخلية ،وتنفيذ خطة الخداع الإعلامى الاستراتيجى قبل انطلاق حرب أكتوبر بـ 6 أشهر.

 

 

وبدأت خطة الخداع بالتنسيق بين ثلاث وزارات هي وزارة الإعلام ووزارة الخارجية والمخابرات الحربية، وتم الترويج للخداع الإعلامى عبر الإذاعات المصرية لأخبار خاطئة تستهدف خداع العدو بأن الجيش المصري لن يحارب ولن يشن أي هجمة عسكرية على إسرائيل، وتم تنفيذ كل ذلك من خلال الدكتور محمد عبدالقادر حاتم" بجدارة وذلك باتخاذ حزمة من الخطوات  والقرارات الحاسمة." نسردها فى السطور التالية:

 

القرار الأول "منع أي تلميحات أو تصريحات عن الاستعداد لحرب أكتوبر:

 

كان أول قرار اتخذه عبد القادر حاتم عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء هو منع أي تصريحات مباشرة أو تلميحات عن الأداء أو الاستعداد للحرب وانطبق ذلك على العسكريين والسياسيين أيضا.

 

 

القرار الثاني: تكرار الإعلان عن حدوث حالة طوارئ في مصر قبل حرب أكتوبر

 

كان من أهم الأخبار التي نشرها الإعلام المصري، هو الإعلان عن استعدادات لحالة طوارئ في مصر وتم نشر الخبر في بعض أجهزة الإعلام العالمية، الأمر الذي دفع إسرائيل لحشد قواتها وتكلفت هذه العملية 3 ملايين دولار، ولم يحدث أي طوارئ ثم تكررت هذه الخدعة مرة أخرى، ولم يحدث أي طوارئ أيضا، مما دفع موشي ديان ليقول في أحد تصريحاته بمجلس الوزراء الإسرائيلي إن كل هذه الأخبار هدفها الاستهلاك المحلي المصري وخداع الإسرائيليين، وهو ما تسبب فيما بعد في تأجيل قرار الحشد والارتباك بشأنه عندما حل موعد الحرب الحقيقي.

 

 

يقول عبد القادر حاتم في كتابه: "استطعنا أن نوصل إلي إسرائيل معلومات عن نوايانا بأننا سنحارب في وقت معين في شهر مايو ثم في شهر أغسطس 1973، وفي الحالتين أسرعت إسرائيل بإعلان التعبئة العامة والاستدعاء الكامل لقوات الاحتياط في حين كانت القوات المصرية يبدو عليها حالة الاسترخاء".

 

اقرأ أيضا.. العميد محمد عبدالقادر أحد أبطال سلاح المدفعية يضع روشتة وطنية للاستفادة من دروس النصر العظيم

 

القرار الثالث.. التركيز على السخط الشعبي للمصريين وغضبهم والتظاهرات

 

وفي إطار إخفاء النوايا المصرية عن الحرب تم نقل أخبار المظاهرات الصاخبة والسخط الشعبي من أداء الحكومة بسبب التأخر في إعلان الحرب وكان الهدف من نقل أخبار هذه المظاهرات الشعبية إلى الإعلام الأجنبي إقناع الجميع وأولهم إسرائيل: أن مصر عاجزة عن أي عمل عسكري كبير يعيد إليها أرضها.

 

القرار الرابع.. نشر أخبار كاذبة عن قيادات الجيش والضباط

 

تم نشر أخبار بأن ضباط الجيش يستعدون للسفر لأداء مناسك الحج، وأخبار أخرى عن فتح باب حجز وحدات سكنية للضباط، بالإضافة لأخبار عن فصل عدد كبير من القيادات من الجيش، وأظهرت هذه النوعية من الأخبار الجيش على أنه في حالة استرخاء تامة.

 

القرار الخامس.. خداع العدو وإخفاء ساعة الصفر عن حرب أكتوبر

 

يقول عبد القادر حاتم عن تلك الفترة: "كان علينا أن نتأكد من عدم تسريب موعد ساعة الصفر سواء للمخابرات الأمريكية أو الموساد الإسرائيلى فطلبت من وزير خارجيتنا دكتور محمد حسن الزيات أن يقابل هنرى كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وفعلا تمت المقابلة وبعث الزيات برقية للرئيس السادات تحمل استياء شديدا من نتيجة المقابلة، فقد طلب الزيات أن تعمل الولايات المتحدة على حث إسرائيل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة من أجل الانسحاب من سيناء والأراضي المحتلة ولكن كان جواب كيسنجر فيما معناه أنه ليس للدولة المهزومة أن تطلب شيئا أمرا كهذا.

 

اقرأ أيضا: "حرب أكتوبر" 6 ساعات قضت على أسطورة الجيش الذي لا يقهر

 

 

كانت هذه البرقية من أسعد ما تلقيت في حياتى من أنباء، فمعناها أن خطة المفاجأة الاستراتيجية نجحت طالما أن الولايات المتحدة ومخابراتها والمخابرات الإسرائيلية المتعاونة معها لا تعرف أنه بعد 24 ساعة أي في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 ستقوم القوات المسلحة المصرية بالهجوم على إسرائيل في الثانية ظهرا".

 

القرار السادس.. المصداقية

 

خلال حرب أكتوبر كان الإعلام المصري قد تعلم الدرس، بعد الهزيمة التي تلقاها في 67 والأثر النفسي الذي نتج عنها واستغرق سنوات في معالجته، وكان الهدف أيضا هو أن يظهر الإعلام المصري بمظهر المحايد الذي ينقل الخبر بمصداقية حتى ينقل العالم عنه جميع الأخبار، وهو ما حدث بالفعل حيث بينما كان صادقا في حين أذاعت بأنها هشمت عظام الجنود المصريين بينما الجنود المصريون يأسرون الجنود الإسرائيليين لذلك تم وضع خطة واضحة لتغطية الحرب تمثلت في النقاط التالية:

 

1 - تنسيق الإعلام مع القوات المسلحة وعمل بروفات لإذاعة أى بيان عن الحرب

 

جمع عبد القادر حاتم رجال الإذاعة والتليفزيون الساعة 12 ظهرًا يوم السبت 6 أكتوبر 1973 وكان البيان الأول قد أعد بالتنسيق والعرض مع قيادة القوات المسلحة، وطلب

من المذيعين عمل بروفة لإذاعة البيان، ووضعت الخطوط الرئيسية فى هذه الخطة دون خطابة ولا إثارة ولا حماس.

 

 

2-  عدم المبالغة وتحرى المصداقية فى الأخبار، والاعتماد على البيانات الرسمية فقط.

 

- قصر إذاعة البيانات على المذيعين فقط، ومنع المذيعات حتى لا ينفعلن، وإذاعة الأغاني الهادئ.

 

- نقل صورة حقيقية لما يدور من أحداث على أرض المعركة، والاستشهاد بأقوال المراسلين الحربيين وأقوال القادة الإسرائيليين.

 

انحياز تام للجانب الإسرائيلي وقتها،حيث يتم خداع العدو، رغم تفوقنا العسكري، والإنجازات التي حققناها، أما عقب الانتصار، فقد تغير ذلك قليلا

 

دور الجرائد المصرية فى نقل أحداث الحرب وأبرز مانشيتاتها:

 

جريدة الأهرام:

 

على المستوى المحلي نجد أن الصحافة المصرية قبيل اندلاع حرب أكتوبر بيوم واحد برزت داخلها العديد من  المانشيتات التي تشير إلى اقتراب عاصفة هائلة من المقرر أن تعصف بالأجواء فنجد جريدة الأهرام التي كان يرأس تحريرها الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل تقول في أحد صفحاتها يوم 5 أكتوبر " توتر حاد على الجبهة السورية يهدد بالانفجار في أي وقت" كما نشرت عنوان آخر يقول "إعلان الطوارئ بين كل وحدات المقاومة" والقوات السورية تقف في استعداد كامل لرد أي هجوم للحشود الإسرائيلية المتزايدة.

 

وفي يوم 6 أكتوبر نشرت جريدة الأهرام مانشيت "التوتر يشمل كل جبهات القتال ويشتد في قناة السويس" وعنوان آخر كان يدل على التوتر الذي سبق انطلاق الحرب، حيث يقول العنوان "إسرائيل تغطي حركاتها العسكرية لتصعيد المواقف بإذاعة أنباء عن نشاط عسكري مصري في القناة".

 

 

وفي يوم 7 أكتوبر كانت الأهرام تحدثت عن نجاح قواتنا المصرية في عبور القناة تحت مانشيت كبير بالصفحة الأولى يقول "قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف"، "معارك ليلية عنيفة بالدبابات في سيناء بعد نجاح عملية العبور الضخمة". السلاح الخفي في مصر.

 

جريدة المساء:

 

 وفي ذات اليوم كان العنوان داخل جريدة المساء " "ديان يقول: إغلاق مركز شيناو كارثة لإسرائيل، حشود إسرائيلية على الجبهات السورية والأردنية واللبنانية والكونجرس يحدد سلطات الرئيس الأمريكي في إعلان الحرب".

 

 

ونشرت يوم 7 أكتوبر العناوين "قواتنا تواصل تقدمها في سيناء"، القوات المصرية تتدفق عبر قناة السويس وتواصل تقدمها صباح اليوم والاشتباكات الأرضية والجوية مستمرة، تدمير 5 قطع بحرية للعدو و27 طائرة و60 دبابة و115 موقعًا حصينًا وأسر عدد من جنود العدو، والقوات السورية تواصل تقدمها في هضبة الجولان وتسقط 10 طائرات وتغرق 4 قطع بحرية".

 

جريدة الجمهورية:

 

أما جريدة الجمهورية فقد نشرت يوم 6 أكتوبر العناوين "إسرائيل في ذهول" و"قرار زائيري بقطع العلاقات مع إسرائيل ينزل كالصاعقة على الحكومة الإسرائيلية التي لم تفق حتى الآن من ضربة فيينا" و"إيبان يفقد أعصابه ويتهم الرئيس موبوتو بالخيانة وصحف إسرائيل تطالب الحكومة بتحديد حجم مساعداتها لأفريقيا". وفي يوم 7 أكتوبر صدر للجمهورية المانشيت " يوم 7 أكتوبر قواتنا تقاتل الآن فوق سيناء" و"قواتنا تصد عدوانا إسرائيليا ثم تقتحم القناة على طول المواجهة وترفع العلم المصري فوق الضفة الشرقية".

 

جريدة الأخبار:

 

جريدة الأخبار عناوينها هي الأخرى دارت بطبيعة الحال في نفس الفلك فنشرت يوم 7 أكتوبر "عبرنا القناة ورفعنا علم مصر" و"إسرائيل تعترف بنجاح العبور المصري وتدفق المدرعات المصرية في سيناء"، استولت قواتنا على معظم الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل القتال بنجاح، قواتنا البحرية تدمر الأهداف المهمة للعدو على ساحل سيناء الشمالي، المقاتلات المصرية تضرب مواقع العدو وتتصدى لهجوم جوي كبير، القوات السورية تقتحم مواقع العدو وتحرر جبل الشيخ وعدة مراكز بالجولان".