رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فؤاد سراج الدين بطل عودة الروح لحزب الوفد

فؤاد سراج الدين
فؤاد سراج الدين

فى التاسع من أغسطس عام 2000 توفى فؤاد سراج الدين زعيم الوفد وآخر باشوات مصر عن عمر يناهز التسعين عاماً بعد رحلة نضال وعطاء فى الحياة السياسية والنيابية والحزبية والحكومية لأكثر من 60 عاماً خلت، وجاء الخبر كالصاعقة على الوفديين فى أنحاء البلاد، وتنادى الجميع للاحتشاد فى عاصمة البلاد لوداع آخر ثلاثى زعماء الوفد التاريخيين سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس اللذين لحقا بدار الحق فى ذات اليوم الثالث والعشرين من شهر أغسطس عامى 1927 و1965؛ وكان الباشا سراج الدين يردد تلك المفارقة على مسامع الوفديين فى معظم المناسبات التى تجمعهم به.

 وتحول خطابه الجماهيرى الأخير بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين لعيد الجهاد مساء الثالث عشر من نوفمبر 1998 إلى خطبة وداع كشف فيها كل الأوراق؛ ووجه خلاله رسالة ساخنة إلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك مردداً: إذا كان الرئيس عبدالناصر دخل التاريخ بمشروع السد العالى، والرئيس السادات بقرار الحرب؛ فادخل أنت التاريخ بالإصلاح السياسى ومنع تزوير إرادة الأمة فى الانتخابات لتحقيق تداول السلطة بشكل سلمى!

 وكشف سراج الدين فى خطبة الوداع للأمة بمختلف أطيافها السياسية؛ إنجازات حكومات الوفد التى حكمت البلاد بإرادة شعبية عبر صندوق الاقتراع تطبيقاً لقواعد الديمقراطية المعمول بها فى العالم الحر والمتحضر؛ كأفضل وسيلة لتداول السلطة.

 وقال سراج الدين فى هذا الخطاب التاريخى؛ إن حكومة الوفد الأخيرة برئاسة الزعيم مصطفى باشا النحاس (يناير 1950- يناير 1952) فتحت مخازن السلاح لدعم حركة مقاومة الاحتلال البريطانى وسلمتها للفدائيين لتحرير منطقة قناة السويس من البريطانيين.

وأضاف: جلبت ودائع مصر من السبائك الذهبية والعملات الأجنبية بالطائرات من البنوك الأمريكية، ودشنت تمصير البنك الأهلى من السيطرة الأجنبية، الذى كان يحل محل البنك المركزى المصرى- بنك البنوك- سابقاً عندما توليت حقيبة المالية بالإنابة فى ذات الحكومة.

وكشف سراج الدين للأمة أن حكومة الوفد الأخيرة؛ واصلت حظر مرور السفن الإسرائيلية فى قـناة السويس، ونصبت المدافع لمنع مرورها فى خليج العقبة أيضاً!

.. وهنا علت حناجر الوفديين بالهتاف المدوى..

 راح نقولها جيل ورا جيل.. تسقط تسقط إسرائيل،

وحدة وحدة عربية.. ضد الهجمة الإسرائيلية،

وفديين وفديين.. من النحاس لسراج الدين..

 وأحرق شباب الوفد العلم الإسرائيلى تعبيراً عن سخطهم من جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطينى المستمرة!

وتميز الاحتفال التاريخى بعيد الجهاد عام 1998 بتوافد حشود غفيرة من الوفديين والمصريين، ولم يكن هناك موطئ قدم فى الحديقة الخلفية لحزب الوفد حتى نهاية خطاب الزعيم فؤاد سراج الدين.

وشهد عام 1998 أيضاً آخر لقاء مفتوح للزعيم سراج الدين مع شباب الحزب فى مكتبه بالوفد، فى الثالث والعشرين من أغسطس بمناسبة ذكرى وفاة سعد والنحاس، وتوجه الشباب عقب لقاء الزعيم برفقة قيادات الحزب إلى ضريح سعد وقبر النحاس.

وقال القطب الوفدى الراحل على سلامة على مرأى ومسمع الجميع فى ضريح سعد، اطمئن يا زعيم الأمة فقد حمل فؤاد سراج الدين الراية وأعاد الروح لحزب الوفد.

وفى سياق متصل، شهد خالد الذكر فؤاد سراج الدين آخر احتفال بعيد الجهاد فى 13 نوفمبر 1999 داخل البهو الرئيسى لمبنى الحزب، وبرر ذلك للوفديين بترشيد النفقات.

وحضر مراسم تشييع جنازة سراج الدين فى العاشر من أغسطس عام 2000 الوفديون وعلى رأسهم شيخ الأزهر الأسبق الدكتور محمد سيد طنطاوى وكبار رجال الدولة والسفراء العرب واختتمت صلاة الجنازة عليه بمسجد عمر مكرم!

رحم الله من أعاد الوفد للحياة عام 1978 ومن أصدر توجيهاته للشرطة الباسلة لمقاومة الإنجليز وكان سبباً فى أن يكون عيد الشرطة فى 25 من شهر يناير كل عام.