رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإنسان.. من قبضة الطين إلى نفخة الروح

السنوسى محمد السنوسي
السنوسى محمد السنوسي

الإنسان مخلوق مكرَّم؛ خلقه الله تعالى من الطين ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسبغ عليه نِعَمه ظاهرةً وباطنة؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء: 70).

وهذا الإنسان لم يُخلق عبثًا، ولن يُترك سُدى؛ وإنما خُلق لمهمة محددة هى عبادة الله وعمارة الأرض، وسينتقل بعد هذه الحياة الدنيا إلى الدار الآخرة ليحاسَب عما قدّم، وليجازى عما فعل: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (المؤمنون: 115).

فهو مستخلَف فى الأرض، ومؤتَمن على نفسه وعلى ما حوله؛ وليس له أن يتصرف فيما أنعم الله عليه به وملَّكه إياه إلا بما أمر الله؛ وهو سبحانه لا يأمر الإنسان إلا بما فيه مصلحته فى الدنيا والآخرة، وإلا بما يُيسر عليه حياته وينفعه: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة: 185)؛ {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} (النساء: 147).

ومن المهم أن نؤكد دورَ «الإنسان» فى «معادلة الحضارة»، ونرسخ فى ثقافتنا ووعينا أنه أهم عناصرها؛ وإذا نجحنا فى بناء

هذا الإنسان فإن ما بعد ذلك أيسر، وسيكون طريقنا إلى الحضارة والعمران مأمون العواقب.. فالإنسان هو بداية الطريق باتجاه التنمية، وهو الضامن لاستدامتها.

وفى سبيل الانتقال بالإنسان من «قبضة الطين» إلى «نفخة الروح»؛ علينا أن:

• نعمل على «بناء الإنسان» بناءً متكاملاً؛ بحيث لا نتوقف عند توفير حاجاته المادية فحسب، وإما نهتم بحاجاته الفكرية والوجدانية والمهارية، وبتنمية ملكاته وعواطفه.

• نهتم بالجانب الروحى والخُلقى لدى الإنسان، أى بتجليات «النفخة الإلهية»؛ لأن ذلك هو ما يكفل استقامة الإنسان وعدم انحصاره فى «قبضة الطين».

• نحترم الإنسان من حيث هو إنسان؛ لا نفرّق فى حقوقه الأساسية بسبب الاختلاف فى لون أو لغة أو لسان أو دين.. فالإنسان أيّا كان ينبغى أن يكون مصون الجانب، موفور الكرامة.