هندسة التلاوة

شهر رمضان هو دعوة صادقة إلى الضيافة الإلهية الواسعة، التى تعد فرصة للتقرب إلى المولى سبحانه، عبر العبادات التى تتضمن الصيام وتلاوة القرآن الكريم.

فى الشهر الفضيل تحل بركات القرآن الكريم ـ الإعجاز الأبدى للنبى الخاتم محمد ـ فى فرصة فريدة ومتجددة للتقرب إلى الله، لتطهير القلوب، من خلال الاستئناس بآياته المحكمات، والتدبر والتفقه فيها.

ولا شك أن القرآن الكريم فى جميع فترات تاريخ البشرية، يضع المعارف اللازمة بين يدى الانسان فى مختلف ميادين الحياة، بما فيها الفردية والأسرية والاجتماعية والروحية وحتى إدارة شؤون الحُكم.. وجميع الأبعاد الأخرى.

كما أن التعلم والتدبر والتفقه، هم سر الاستفادة من المعارف العميقة والباطنية والراقية للقرآن.. وبالتالى لا تتحقق هذه المعرفة إلا بتطهير القلوب وطهارة الروح.

وتبقى تلاوة القرآن فنًّا مقدسًا.. فنٌّ يجب أن يكون فى خدمة الذكر والدعوة الى الله، على نحو يزيد إيمان المستمع، أو ما يمكن تسميته بـ«هندسة التلاوة»، التى تكون مؤثرة بعمق فى المستمعين وتجعلهم يتابعون الإنصات لكلام الله بقلب خاشع.