عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

موت اللحظة!

 د. مجدى إبراهيم
د. مجدى إبراهيم

هل جرّبت موت اللحظة؟ اللحظة جزء من الوقت، والوقت موقوت بزمن إذا انقضى أبداً لا يعود. ومواقيت الصلاة موقوتة بزمن إذا انقضت ولم تقضها فى وقتها مات زمانها فيك، ماتت اللحظة التى كانت عساها تحييك.

زمن الصلاة ميقات معلوم، إذا قدّم أو آخر ماتت اللحظة التى فيها حياة للروح الذاكرة جديدة، وسلب عن المرء أعز ما يملأ كيانه كله: وقت الصلاة، والعروج بالروح إلى الملأ الأعلى. أتدرون ما الفلاح الذى تسمعونه فى نداء المؤذن فى كل آذان (حى على الفلاح).. ما هو؟

هو تجلى الاسم الإلهى الخاص بالوقت بحضور الإقامة؛ فإذا فات الوقت أو تأخرت الصلاة، لم يحصل المصلى على «الفلاح» الذى ينتظره من تجلى الاسم الإلهى عليه فيما لو سبق فور النداء. ليس الموضوع سهلاً.. الموضوع عميق جداً فوق التصور وأسمى من الخيال.

خذ مثلاً ما قاله الإمام صالح الجعفرى أحد العرفاء المعاصرين عن الصلاة: إذا اشتد عليك حال فتوضأ وصل، وإذا قمت الى الصلاة، فصل وأنت توقن أن الله يراك. وهذا هو مقام الإحسان الذى قال فيه المصطفى عليه الصلاة والسلام (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك) فهل وقفت يوماً لتصلى وتذكرت الله، وأن الله تعالى ينظر إليك؟

إنْ الصلاة لها فوائد، ولها ميازيب تتنزل منها الأسرار، والميازيب لها مفاتيح؛ فإن فعلت ذلك، يأتيك المدد من نظر الله لك؛ فنظرة الله تعالى إليك عظيمة، وكل شىء له حلاوة وعلاوة، فحضور قلبك فى الصلاة

وتذكرك أنك فى معيّة الله تنال بسببه جزاءً عظيماً من الله تعالى.

فيجب على المصلى أن يعتقد أنه إذا قال بسم الله الرحمن الرحيم إن الله يسمعها قبل أن يسمعها هو من نفسه، وإذا كانت لك حاجه تطلبها أو شكوى تبثها فيجب عليك أن تعتقد أنه سبحانه وتعالى يعلمها قبل أن تنطق بها. فإذا كنت تصلى بهذه الكيفية فأعلم أن هذا عطاء لا يقدر أحد أن يأتى بمثله، ولكنه يجئ بمحض فضل الله.

والفرق واضح جلى بين كلمات هذا العارف بالله، وكلمات غيره من ذوى النقل والحرف والعنوان: أن الأول صادر عن تجربة ومعايشة، وللكلام فيه قوة وتأثير، له صورة نورانية نتيجة ممارسة العلم قلما تجدها فى كلام آخر منقول لك مجرد نقل لا روح فيه ولا حياة. هذا رجل جرّب فنقل لك تجربته بالتعبير، ومنها تحدث فكان لحديثه وقع مختلف، وعانى فظهرت معاناته فى كلماته وعليها خلع الحضور. أمّا الآخر؛ فلفظ برَّانى ما جاوز الأشداق.