رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مسجد سيدي جلال الدين تحفة معمارية من عصر الدولة الأيوبية بطهطا

مسجد سيدي جلال الدين
مسجد سيدي جلال الدين بطهطا

يعد مسجد جلال الدين أبو القاسم بمدينة طهطا شمال محافظة سوھاج، تحفة معمارية أثرية تقع من القرن السابع الهجري أنشأه جلال الدين أبو القاسم، الذي يعود نسبه إلى الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، وكان من كبار العلماء والأولياء والمشايخ بالديار المصرية، وكان من أعيان العارفين والمقربين وأئمة المحققين البارعين والعلماء العاملين الجامعين بين علمي الشريعة والحقيقة، ومن أصحاب الكرامات الباهرة، ويقال عنه أنه كان من أعلم العلماء وكان كامل الأدب ولطيف الشمائل وجميل الأخلاق، وكان ورعا زاهداً، خاشعاً، متواضعاً، كما وصفه بذلك كثير من أبناء عصره، وكان معروفا في عصره وما بعده بالشيخ الحسيني وأبو القاسم أسمه لا كنيته.


ولد جلال الدين أبو القاسم بطهطا ونشأ بها في أواخر القرن السادس الهجري وتوفي عام 762هـ عن عمر يناهز التسعين عاما ودفن بزاويته المعروفة التي أنشأها بطهطا وقبره ظاهر يزار إلى الآن بمسجده .


وأنشأ العارف بالله جلال الدين أبو القاسم مسجده في بداية القرن السابع الهجري، وهو يقع بالناحية القبلية من مدينة طهطا، منخفض عن الشارع الرئيسي، وهو ذات طراز فريد من نوعه، يشبه المساجد الفاطمية الأولى التي أنشئت بمدينة القاهرة بالرغم أنه أنشئ في العصر الأيوبي.
بني المسجد على مساحة شبه مستطيلة حيث يبلغ طول ضلعه من الشمال إلى الجنوب 45م ومن الشرق إلى الغرب 32م، وارتفاعه حوالى9.5م، وقد أثرت ظروف توفير المساحة التي أنشئ عليها الجامع تأثيرا مباشرا على اتخاذ هذه المساحة المستطيله وحرص على توفير هذه المساحة المستطيلة منتظمة التربيع لأروقة المسجد.


ويمكن الدخول للمسجد من خلال عدد من درجات السلم التي تؤدي إلي ساحة مكشوفة إلى اليمين منها إلى الحمامات وإلى اليسار منها مسجد خصص لصلاة الاستسقاء وهو عبارة عن حجرة مستطيلة الشكل يتوسطها بالجوار الجنوبي الغربي محراب صغير ثم تصل إلى ساحة أخرى مستطيلة مسقوفة ومنها تصل إلى المدخل بالجهة الشمالية الشرقية ومنه إلى باقي أجزاء المسجد .


للمسجد ثلاثة مداخل رئيسية: المدخل الشمالي الشرقى، وهو عبارة عن فتحة باب مستطيلة الشكل تحتوي على باب خشبي من ضلفتين خاليتا من الزخارف ويقع في منتصف الواجهة الشمالية الشرقية على جانبيه مكسلتين صغيرتين للجلوس ويعلو المدخل عتب مستقيم ثم نافذة مستطيلة والغرض منها هو الإضاءة والتهوية للمسجد.


المدخل الجنوبي الغربي عبارة عن فتحة باب مستطيلة الشكل أيضا وباب خشبي من ضلفتين يعلوه عقد مدبب يؤدى هذا الباب إلى الآن إلى المقابر وكان مخصص لأداء صلاة الجنازة على الموتى لقربه من المدافن.


المدخل الشمالي الغربي وكان وقت إنشائه المدخل الرئيسي للمسجد وكان يؤدي مباشرة إلى الشارع الرئيسي وهو عبارة عن فتحة باب مستطيلة الشكل يضم باب خشبي من ضلفتين خشبيتين ويتوج هذا المدخل أيضا عقد مدبب ويؤدي هذا المدخل الآن إلى حجرة مستطيلة الشكل تطل على الشارع الرئيسي للمسجد ونلاحظ أن باب الحجرة معقود بعقد مدبب يعلو هذا العقد نوافذ الغرض منها الإضاءة والتهوية ونلاحظ أن دخلة العقد مجوفة ويعتقد أن هذه الحجرة كانت تضم بعض ملحقات المسجد وهي مخصصة الآن كمصلى للنساء .


يضم المسجد عدد من النوافذ مستطيلة الشكل، حيث يضم الجدار الجنوبي الشرقي عدد أربع نوافذ مساحتها متساوية تقريبا حيث يبلغ ارتفاعها حوالي 180سم وعرضها 150سم وعمقها حوالي 60سم، ويحتوي الجدار الجنوبي الغربي على ست نوافذ وهي تقل في مساحتها قليلا عن نوافذ الجدار الجنوبي الشرقي، أما الجدار الشمالي الغربي فيحتوي على أربعة نوافذ مستطيلة كما في الجدار الجنوبي الغربي، اما الجدار الشمالي الشرقي فيضم خمس نوافذ، يعلوها شمسيات أو قمريات الغرض منها هو الإضاءة والتهوية وكانت هذه القمريات معقودة بعقد مدبب ولكن تم سد هذه القمريات الآن بالطوب .


تقع مئذنة المسجد في الجهة الشمالية الشرقية ويصل إليها من خلال فتحة باب صغيرة بالرواق الشمالي الشرقي وهي مبنية من الآجر ويمكن الصعود إلى سطح المئذنة من خلال 29 درجة سلم.


وتتكون المئذنة من ثلاثة طوابق ويبلغ ارتفاعها حوالي 15م ويفصل بين هذه الطوابق الثلاثة من خلال (شرفة) أو دورة لوقوف المؤذن يحيط بها درابزين خشبي ويتوج قمتها قبه بصلية ثم هلال المئذنة، وقاعدة المئذنة مربعة ثم مثمن يضم هذا المثمن أربع دخلات ذات عقود مدببة، يعلو هذه الدخلات أربع نوافذ الغرض منها الإضاءة داخل المئذنة ثم مثمن آخر خالي من الدخلات ثم مثمن آخر يضم ست نوافذ ذات عقود مدببة.


وصحن المسجد مستطيل الشكل مكشوف يحيط به أربع أروقة أكبرها وأعمقها رواق القبلة وتشرف هذه الأروقة علي الصحن ببائكات معقودة بعقود مدببة، حيث يطل من الجهة الجنوبية الشرقية والجهة الشمالية أربعة عقود مدببة ومن الجهة الشمالية الشرقية والجهة الجنوبية الغربية ثلاثة عقود مدببة ويربط بين أرجل العقود روابط خشبية وترتكز هذه العقود علي أعمدة حجرية فيما عدا أركان

الصحن الأربعة فترتكز علي أربع دعامات مشيدة من الآجر تأخذ شكل حرف (L) اللاتيني ويعتقد أن العقود حول الصحن كانت محاطة بالآيات القرآنية ومن الملاحظ أن الصحن ينخفض عن باقي أجزاء المسجد حوالي 20سم وهو مغطى ببلاطات حجرية جملية الشكل تحتفظ بشكلها الطبيعي حتى الآن.


ويعتبر رواق القبلة أكبر الأروقة في المسجد وهو يطل علي الصحن ببائكة تتكون من أربعة عقود، ويتكون رواق القبلة من ثلاث بلاطات تحمل عقود مدببة موازية لجدار القبلة وتضم كل بلاطة عدد خمسة أعمدة حجرية تحمل فوقها ستة عقود مدببة وهذا الرواق مسقوف ببراطيم خشبية وبجذوع النخيل وهو خالي تماماً من الزخارف وترتبط تيجان الأعمدة ببعضها البعض عن طريق الروابط الخشبية ويضم رواق القبلة كلاً من المنبر والمحراب .


ويقع المنبر يمين المحراب برواق القبلة وهو عبارة عن عدة درجات من الخشب ويتكون من “باب المقدم”، ويضم مجموعة من الزخارف الهندسية من أشكال مربعات وهو ذات عقد مدبب ويعلو هذا العقد أشكال زخرفيه علي شكل محاريب، “الخطيب” تصل من باب المقدم إلي جلسة الخطيب من خلال عدد من الدرجات عبارة عن ست درجات نصل من خلالها إلى جلسة الخطيب وهي مستطيله الشكل يعلوها الجوسق الذي يحليه زخارف من عقد مدبب يعلوه أشكال زخرفيه علي شكل محاريب ذات عقود مدببة أيضاً ثم ينتهي بشكل هلال.


ويضم المنبر “الريشتين” تعتبر ريشتا المنبر هما فقط في المنبر اللتان تعودان إلي تاريخ إنشاء المسجد وهما عبارة عن وحدات خشبية بأشكال هندسية ومحفورة عليها ويتم تجميع هذه الوحدات عن طريق النقر واللسان، “الجوسق” وهو المساحة المثلثة الشكل أسفل الريشتين مباشرة ويضم مجموعة من الزخارف الهندسية المتبوعة .


يقع المحراب في منتصف الجدار الجنوبي الشرقي وهو عبارة عن صنية عميقة يصل عمقها إلي 150سم وعرضها حوالي 250 سم يغطيها طبقة المحراب وهو محمول على عمودين مدمجين يعلوهما عقد مدبب ثم جامة مستطيلة ويضم المحراب مجموعة من الزخارف الهندسية من أطباق نجمية وأشكال محاريب ذات عقود مدببة.


تستعمل دكة المبلغ لجلوس المبلغين الذين يقومون بترويد بعض جمل الإمام لتصل إلي الصفوف الخلفية للمصلين، وتقع دكة المبلغ بالرواق الشمالي الشرقي، وهي مصنوعة من الخشب وهي محمولة علي ستة أعمدة أو عروق خشبية، ونصل إلي الدكة من خلال سلم خشبي يتكون من خمس درجات سلم يؤدي إلي سطحها ولها درابزين من الخشب الخرط ذو ارتفاع منخفض .


وهناك أيضا كرسي المقرئ وهو تحفة فنية رائعة من حيث طريقة صنعه أو من حيث الزخارف المنفذة عليه وكان يجلس فوقه مقرئ القرآن ويرتل القرآن وحوله مجموعة من الناس يرددون وقد نفذ عليه مجموعة من الزخارف الهندسية الرائعة حيث نفذت عليه زخارف من أشكال مربعات بطريقة متداخلة وأشكال الأطباق النجمية وكذلك أشكال النجمة الأثني عشرية .


واعمدة المسجد مجلوبة من عمائر قديمة وهي أعمدة حجرية وتربط الأعمدة التي تحمل العقود لكونها عنصر هام في العمارة الإسلامية ولها غرضان أولاً تحمل وثانياً تعطي سمة الطراز .


ومر المسجد بإضافات عديدة حتى وصل إلى الشكل الذي هو عليه الآن ولكن في العصور الفائتة تم توسعته وإضافة بعض المباني عليه مثل، مصلى النساء، مصلى الاستسقاء، حجرة الإمام، الشرفات.