رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"إذاعة القرآن الكريم" نور السمع وباب حفظ القرآن فى العصر الحديث.. أصوات الذهب وعلماء التجديد

بوابة الوفد الإلكترونية

«قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار» خير ما تسمعه وخير ما تذكره وخير ما تتأمله وتتلوه وتحفظه هو كتاب الله الكريم الذى نزل على نبيه الأمين ليخرج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، من لباس الشرك إلى ثوب الإحسان، لم تكن التعابير كافية للحديث عن هذا الكتاب المُرسل حتى نستفيض، ولكننا نظن أنها كانت كافية لتكون باكورة إنشاء محطة إذاعة القرآن الكريم فى مصر، التى كانت وما زالت نبض كل بيت مسلم ونور كل ظلمة فى الليل وونساً بالنهار لمن أراد السكينة والوحدة.

ولأن إذاعة القرآن الكريم هى الأقرب لقلوبنا جميعًا، كان لزامًا علينا ونحن فى هذا الشهر المبارك الكريم أن نتذكر سويًا تاريخ هذه المحطة الكبرى التى تسكن بيت ووجدان كل مسلم على الأراضى المصرية، وتعيش فى آذان وقلوب كل المحبين للسماع والتعلم والتفسير والتدبر، فهى محطة دينية شاملة.

 

كيف نشأت الإذاعة

لقد كان لقرار نشأتها ظروف وملابسات سبقته ودعت إلى اتخاذه

فى أوائل الستينيات من القرن الماضى ظهرت طبعة مذهبة من المصحف ذات ورق فاخر وإخراج أنيق بها تحريفات خبيثة ومقصودة لبعض آياته منها قوله تعالى: «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» وطبعوها مع حذف كلمة «غير» فأصبحت الآية تعطى عكس معناها تمامًا وكانت هذه الطبعة رغم فخامتها رخيصة الثمن وكان تحريفها خفيًّا على هذا النحو، لكن الله تولى حفظ كتابه فيقول سبحانه: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» ومن ثم يهيئ من الوسائل ما يحقق هذا الحفظ.

بعد هذه الطبعة استُنفِرت وزارة الأوقاف والشئون الاجتماعية، فى ذلك الوقت ممثلة فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والأزهر الشريف ممثلًا فى هيئة كبار العلماء، لكى تتدارك هذا العدوان الأثيم على كتاب الله، وبعد الأخذ والرد تمخضت الجهود والآراء عن تسجيل صوتى للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصرى، على أسطوانات توزع نسخ منه على المسلمين فى أنحاء العالم الإسلامى، وكافة المراكز الإسلامية فى العالم، باعتبار ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف الشريف من الاعتداء عليه، وكان هذا أول جمع صوتى للقرآن الكريم.

وتبين مع الوقت أن هذه الوسيلة لم تكن فعالة فى إنجاز الهدف المنشود من ورائها نظرًا لعجز القدرات والإمكانات المادية فى الدول الإسلامية فى ذلك الوقت عن إيجاد الأجهزة اللازمة لتشغيل هذه الأسطوانات على نطاق شعبى، ونتيجة لما سبق، انتهى الرأى والنظر فى هذا الشأن من قبل وزارة الثقافة والإرشاد القومى المسئولة عن الإعلام فى ذلك الوقت، وعلى رأسها الإعلامى الدكتور عبدالقادر حاتم إلى اتخاذ قرار بتخصيص موجة قصيرة وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذى سجله المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

 

أول بث من إذاعة القرآن الكريم

بدأ إرسال «إذاعة القرآن الكريم» بعد موافقة الرئيس جمال عبدالناصر فى الساعة السادسة من صباح الأربعاء 11 من ذى القعدة لسنة 1383هـ الموافق 25 مارس لسنة 1964م، بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميًّا من السادسة حتى الحادية عشرة صباحًا، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساءً على موجتين قصيرة ومتوسطة، لتكون أول صوت يقدم القرآن كاملًا بتسلسل السور والآيات كما نزل

بها أمين الوحى جبريل «عليه السلام» على قلب النبى الأمين.

وتولى إدارة الإذاعة فور انطلاقها، الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل، الذى أهدى إليها التسجيلات الإذاعية النادرة لشيخ القراء محمد رفعت، صاحب أول تلاوة قرآنية فى تاريخ الإذاعة يوم أسست عام 1934، وكانت هذه التلاوات متفرقة بين تسجيلات البى بى سى التى سجلها الشيخ رفعت قبل مرضه فى الأربعينيات وبعض التسجيلات الخارجية بالغة الندرة.

سلم شاعر الكوخ راية إذاعة القرآن إلى رفيق دربه كامل البوهى، الذى يعد بحق المؤسس الفعلى للإذاعة الكبيرة، ففى العام التالى للتأسيس توالت تسجيلات الختمات المباركة للقرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، بأصوات أساطيل القراء، مثل الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوى، والشيخ محمود على البنا، وفاقهم الشيخ الحصرى بتسجيل القرآن بقراءاته المختلفة، فضلًا عن «المصحف المعلم».

وكانت بذلك أنجح وسيلة لتحقيق هدف حفظ القرآن الكريم من المحاولات المكتوبة لتحريفه، حيث يصل إرسالها إلى الملايين من المسلمين فى الدول العربية والإسلامية فى آسيا وشمال إفريقيا.

 

من أشهر برامج إذاعة القرآن الكريم

وتعتبر من أشهر برامج إذاعة القرآن الكريم، برنامج فى ظلال الهدى النبوى، الذى يقدمه الدكتور أحمد عمر هاشم فى السابعة والنصف صباحًا، من إعداد الدكتور عبدالصمد الدسوقى، وبرنامج «قطوق من حدائق الإيمان» الذى يذاع فى تمام الساعة الحادية عشرة مساء، وبرنامج «موسوعة الفقه الإسلامي» الذى تقدمه الدكتورة هاجر سعد الدين، حيث يتم إذاعته بعد منتصف الليل بربع ساعة، وبرنامج براعم الإيمان.

كما كان تفسير القرآن حاضرًا عبر حديث الشيخ محمد متولى الشعراوى- رحمه الله-، الذى قدمه الإذاعى محمد عوض، والتفسير الميسر للقرآن الكريم لشيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوى، الذى يقدمه سعد المطعنى، و«الأمسيات الدينية» و«الإذاعات الخارجية» التى كان يقدمها الإذاعى الكبير عبدالخالق محمد عبدالوهاب، أتاحت الفرصة لأجيال كاملة من القراء لتكون إذاعة القرآن قاعدة انطلاق هذه الأصوات المتميزة لتحفر أسماءها فى العالم الإسلامى، ولعل من أشهر هؤلاء القراء، راغب مصطفى غلوش، عبدالعزيز حصّان، محمود صديق المنشاوى، على السويسى، والسيد متولى، محمد محمود الطبلاوى، شعبان عبدالعزيز الصياد، وغيرهم العشرات والعشرات.