عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"أوميكرون" بداية نهاية "كورونا"

المصابين بأوميكرون
المصابين بأوميكرون وكورنا

تزامن الإعلان عن أول إصابة فى مصر بمتحور أوميكرون، مع تطورات سريعة ومتلاحقة بزيادة عدد الإصابات بالمتحور الجديد لفيروس كورونا، والذى يبدو أنه نوع مختلف عن سابقيه خلال العامين الماضيين.

أوميكرون ليس مثل متحور دلتا أو الفيروس الأصلى لكورونا، بل هو أسرع وأشرس فى الإصابة والانتشار، ولا يفرق بين الكبير والصغير، لكنه فى نفس الوقت أقل حدة فى الأعراض ويقترب من نزلات البرد والإنفلونزا العادية، وهو ما جعل البعض يتوقع أن يكون هذا المتحور بداية النهاية لجائحة كورونا، مع تحول الفيروس إلى مرض عادى نتعايش معه كما تعايشنا مع الإنفلونزا وغيرها.

إلا أن أكثر ما لفت الانتباه فى متحور أوميكرون هو سرعة انتشاره وزيادة عدد الإصابات التى تسبب فيها، حيث تجاوز عددها 340 مليون حالة، وإجمالى الوفيات ارتفع إلى 5.5 مليون حالة على مستوى العالم.

ونتيجة لهذه التطورات المتسارعة وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الحكومة بالعمل على تقليل الكثافات البشرية فى المصالح والجهات الحكومية، وتعزيز برامج التوعية لكافة المواطنين بشأن الاجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بكورونا، خاصة فى الأماكن التى تشهد ازدحامًا شديدًا.

وعقب هذه التوجيهات شهدت الجهات الحكومية حالة من الطوارئ وتباينت الإجراءات المتخذة، حيث قررت بعض الجامعات استكمال امتحانات منتصف العام بالنظام الإلكترونى بدلا من الورقى، وقررت بعض الوزارات العودة إلى نظام الإجازات بالتناوب وغيرها من القرارات.

فى هذه الأثناء ظهرت بعض التوقعات التى تتنبأ بمستقبل جائحة كورونا، وأشارت إلى أن العام الحالى 2022 قد يشهد نهاية الجائحة، مع استمرار الفيروس كمرض عادى، فضلا عن توقف الدول عن إجراءات الإغلاق بين الحين والآخر، خاصة مع إعلان عدد من شركات الأدوية العالمية إنتاج أدوية جديدة مضادة للفيروس، والتى أثبتت نجاحها فى عدد كبير من الحالات، وبالفعل تم تسليمها وعلاج المصابين بها فى بعض الدول.

فى هذا الملف نرصد الإجراءات الحكومية التى تم اتخاذها لمواجهة الانتشار السريع لمتحور أوميكرون فى مصر، والسيناريوهات المتوقعة لمستقبل الجائحة خلال الفترة المقبلة، فضلا عن دور الأدوية الجديدة واللقاحات فى الحد من انتشار الفيروس.

 

 

الجائحة ستنتهى ولكن «كورونا» سيبقى للأبد

3 سيناريوهات للقضاء على «قاتل البشر»!

تباينت وجهات النظر حول موعد انتهاء جائحة كورونا خلال الفترة الأخيرة، حيث ظهرت ثلاثة سيناريوهات تتوقع قرب انتهاء الجائحة بعد ظهور متحور أوميكرون سريع الانتشار وضعيف القوة، ويرى آخرون أن الجائحة ستنتهى لكن كورونا سيظل معنا كفيروس يمكن التعايش معه.

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن أن المرحلة الحادة من جائحة كورونا قد تنتهى فى عام 2022، لكن الفيروس نفسه سيبقى حتى بعد ذلك.

وحذرت المنظمة من أن يسبب انتشار المتحورين دلتا وأوميكرون لفيروس كورونا طوفانا من الإصابات، مشيرة إلى أن إنهاء جائحة فيروس كورونا يتطلب تحقيق مبدأ التكافل فى توزيع اللقاحات على جميع مواطنى العالم دون تمييز لتطعيم 70% من سكان العالم، لأنه كلما استمر انتهاك مبدأ الوصول العادل للقاحات ارتفع خطر استمرار الفيروس فى التحور، بينما لن يكون بإمكاننا التنبؤ بهذه التغيرات أو إحباطها.

من جانبه قال الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، إن المنظمة ستعمل خلال الأشهر المقبلة على وضع استراتيجية للتعايش مع كورونا فى الإقليم، ولن يقضى ذلك على الفيروس، لكننا نستطيع السيطرة عليه بالقدر الذى يكفى للتعايش معه، مثلما نفعل مع فيروس الإنفلونزا الموسمية وغيره من الفيروسات الشائعة.

وأضاف: «فى الوقت الحالى، ما زلنا فى منتصف الجائحة، وتتمثل أولويتنا فى إنقاذ الأرواح باستخدام جميع الأدوات المتاحة التى ثبتت لنا فاعليتها، ونحن نعلم أن الناس قد تعبوا، ولكن علينا أن نستعد وأن نستبق هذا الفيروس، وألا نسمح له بأن يتقدمنا بخطوة».

وأشار إلى أن عددا من الدول فى أفريقيا وخارجها تعانى من ضعف فى البنى التحتية وهشاشة النظام الصحى، كما أن انعدام المساواة فى اللقاحات وانعدام المساواة الصحية بشكل عام، شكل أكبر حالات الفشل فى العام الماضى، وللأسف قمنا من خلال معدلات التطعيم المنخفضة، بتهيئة الظروف المثالية لظهور تحورات جديدة، موضحا أنه لتدارك هذا الوضع علينا مساندة تلك البلدان لتمكينها من تحقيق الأهداف المتعلقة بالتلقيح، ولوقف انتشار الفيروس وتجنب ظهور متحورات جديدة، لأن التغطية اللقاحية فى أفريقيا لا تتجاوز 7.3%.

ولفت إلى أننا على مشارف السنة الثالثة من الجائحة، وما زلنا نخوض معركة كاملة ضد هذا الفيروس، رغم الأدوات الجديدة مثل اللقاحات والعلاجات، ولكن عدم الإنصاف فى توزيع اللقاحات والتردد فى أخذها وانخفاض مستويات الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية كلها تحديات واجهناها فى العامين الماضيين، وأدت إلى منح الفيروس فرصة للتقدم مرة أخرى، وربما تكون العواقب أشد بسبب الانتشار الواسع الناجم عن المتحورات الجديدة.

يأتى ذلك وسط إعلان شركة فايزر العالمية للأدوية، على لسان رئيسها التنفيذى، ألبرت بورلا، أن فيروس كورونا سيستمر فى الانتشار لسنوات عديدة قادمة، لكن عمليات الإغلاق ستنتهى بعد الموجة الحالية، مشيرا إلى أن اللقاحات المضادة للفيروس آمنة وفعالة للأطفال.

وقال الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، إن متحور أوميكرون قد يكون نهاية جائحة كورونا، مؤكدا فى الوقت نفسه على أننا لن ننتهى من التحورات الخاصة بالفيروس إلا إذا تم القضاء على دورة حياته ومنع انتشاره.

وأضاف حسنى، أن ذلك لن يكون إلا من خلال اللقاحات والإجراءات الاحترازية والتى أصبحت لزاما وليست اختيارا خاصة أن جميع اللقاحات فعالة وآمنة تماما، مشيرا إلى أن سبب تراجع نسبة الإصابة بالالتهابات الفيروسية غير كورونا هو الالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعى وتقوية الجهاز المناعى.

وأوضح رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أن تقوية المناعة ليست بالأدوية ولكن بالتغذية السليمة والبعد عن التجمعات والتوتر النفسى والتدخين الإيجابى والسلبى ومتغيرات الطقس الحادة.

وحول إمكانية التطعيم بنوعين مختلفين من اللقاحات، أشار إلى أنه من الممكن التطعيم بلقاحين مختلفين فى حالة إعطاء الجرعة التعزيزية الثالثة، وأن هناك دراسة بريطانية أثبتت أن التطعيم بلقاحين مختلفين فى هذه الحالة يزيد المناعة بنسبة 7%، ولذلك فإن حصول المواطن على لقاحين مختلفين لتعزيز المناعة يحتاج إلى دراسات أكثر خلال الفترة المقبلة.

وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة مصر الدولية، إننا الآن فى ذروة موجة أوميكرون عالميا ومحليا، مشيرا إلى أن الموجة الحالية تسجل ثلاثة أضعاف الإصابات فى موجة متحور دلتا، ولذلك لدينا ارتفاع شديد فى أعداد المصابين، كما أن المتوسط العالمى يسجل ثلاثة ملايين إصابة يوميا، فى حين أن عدد الوفيات 7 آلاف فقط، أى نفس معدل الوفيات الخاص بالمتحور السابق، وهذه أخبار جيدة، لأنه رغم الانتشار السريع لأوميكرون إلا أن مستوى الشراسة الخاصة به أقل من المتحورات السابقة.

وأوضح أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن ذلك يجعلنا متفائلين بالمستقبل، لأن كل الفيروسات يحدث لها تحورات وتنتشر بشكل أكبر، لكن يجب أن نكون حذرين فى نفس الوقت، لأن هناك حالات ما زالت تدخل المستشفيات وينتج عنها وفيات، ولذلك يجب الالتزام بالاجراءات الاحترازية.

وأضاف: «من الجيد أن يكون أوميكرون هو المسيطر على الإصابات فى عام 2022، لأن ذلك قد يعنى نهاية الجائحة بفضل اللقاحات والأدوية الجديدة المضادة لفيروس كورونا، موضحا أنه على الرغم من أن اللقاحات أصبحت أقل فاعلية ضد أوميكرون ولكنها لا زالت تمنع الفرد من الوصول إلى مرحلة دخول المستشفيات وتمنع الوفيات بشكل أكبر».

وأشار إلى أن الموجة الحالية على المستوى المحلى ستظل فى ذروتها حتى الأسبوع الأول من فبراير، وبعد ذلك ستبدأ الإصابات فى الإنخفاض تدريجيا حتى شهر مارس، ونتمنى ألا يظهر أى متحور جديد بعد 2022، وتكون عام النهاية للجائحة، مؤكدا على أهمية تلقيح نسبة كبيرة من سكان العالم تصل إلى 70% حتى لا يظهر متحور جديد قد يكون أشرس من أوميكرون.

وأوضح «عنان»، أن نهاية الجائحة تعنى تحييد المرض، أى أن المرض لن يختفى نهائيا من العالم ولكنه يصبح مرضا غير مميت بدرجة عالية، ويصبح مرضا موسميا نحصل له على لقاح مثل مرض الإنفلونزا لتقليل عدد الوفيات.

 

 

3 أنواع منها فى الأسواق والبقية تأتى:

الأدوية الجديدة «كلمة السر» فى معركة المواجهة

منذ ظهور فيروس كورونا، تبحث شركات الأدوية الكبرى ومراكز الأبحاث العلمية عن حل للقضاء على هذا الفيروس اللعين الذى أنهك العالم كله خلال وقت قصير، ولذلك سعت كل جهة إلى تسخير جهودها وإمكانياتها للوصول إلى دواء فعال ضد كورونا.

وبالفعل بدأ عدد من الشركات الإعلان عن اكتشاف أدوية جديدة مضادة للفيروس ووافقت منظمة الصحة العالمية على بعضها مؤخرا، واستلمت عدة بلدان أول الشحنات الخاصة به بالفعل تمهيدا لعلاج المصابين، فيما تسعى دول أخرى إلى إنتاج هذه الأدوية محليا لتوزيعها بأسرع وقت، ومنها مصر التى أعلنت إحدى شركات الأدوية فيها عن بدء تصنيع دواء جديد منذ منتصف يناير.

ومن ضمن الأدوية الجديدة التى تم الإعلان عنها، مولنوبيرافير الخاص بشركة ميرك، وباكسلوفيد الخاص بشركة فايزر، وايفوشيلد الخاص بشركة استرازينيكا.

أما مولنوبيرافير، الذى طورته شركة ميرك، فإنه وفقا لموقع مجلة nature العلمية، يقلل من خطر دخول المستشفى للأشخاص الذين يعانون من أشكال خفيفة أو معتدلة من كورونا إلى النصف.

وأشارت شركة «ميرك» إلى أن مضادات الفيروسات الخاصة بها كانت جيدة فى التجارب السريرية، وأن الآثار الجانبية المحتملة كانت طفيفة فى مقابل ميزات يمكن أن تحد من المرض.

ويعمل مولنوبيرافير، عن طريق إدخال طفرات فى الجينوم الفيروسى أثناء تكاثر الفيروس، وتستغرق الدورة الكاملة للعلاج باستخدامه 5 أيام فقط.

وقد حصلت 14 شركة مصرية على تصريح لتصنيع هذا الدواء، وفقا لتصريحات الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، الذى أكد أن 95% من الأدوية التى احتاجتها مصر فى أزمة كورونا كانت تنتج محليا.

وأبرمت وكالة مدعومة من الأمم المتحدة صفقة شملت ما يقرب من 30 شركة أدوية لإنتاج نسخ منخفضة التكلفة من هذا الدواء للدول الفقيرة، ما يوسع نطاق الوصول إلى علاج ينظر إليه على أنه سلاح فعال فى مكافحة الوباء.

ويسمح هذا الاتفاق، لـ27 شركة أدوية عامة من الهند والصين ودول أخرى فى إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط بإنتاج المكونات والأدوية الجاهزة، كما ينص على توزيع الدواء على 105 دول من الدول الأقل نموا.

وأعلنت شركة «فايزر» أن عقارها المضاد للفيروسات «باكسلوفيد» قلل من دخول المستشفى بنسبة 89%، ويمكن له خفض الوفيات عندما يتم إعطاؤه بعد فترة وجيزة من العدوى.

وأوضحت «فايزر»، أن مضادات الفيروسات الخاصة بها كانت جيدة فى التجارب السريرية، وأن الآثار الجانبية المحتملة كانت طفيفة فى مقابل ميزات يمكن أن تحد من المرض.

ويعمل باكسلوفيد، عن طريق تثبيط إنزيم ضرورى لمعالجة بعض البروتينات الفيروسية فى شكلها النهائى الوظيفى، وهذا الدواء عبارة عن مزيج من مضادات للفيروسات وعقار آخر يسمى «ريتونافير»، يساعد على منع الإنزيمات فى الكبد من تحطيم مضاد الفيروسات قبل أن تتاح له فرصة تعطيل الفيروس التاجى.

بينما أعلنت شركة استرازينكا عن عقار «ايفوشيلد»، الذى أنهى مرحلة التجارب السريرية للمرحلة الثالثة وتم اعتماده من الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت استرازينيكا، إلى أن هذا الدواء عبارة عن مزيج من الأجسام المضادة تم تعديلها لتستمر وتعيش فى الدم فترة طويلة من ستة أشهر إلى سنة، ويعطى كوقاية للأشخاص ممن ينصح عدم تلقيهم اللقاح بسبب وجود مانع طبى، مثل ضعف شديد فى المناعة نتيجة مرض مناعى أو نتيجة تناول أدوية تثبط من الجهاز المناعى والتى يتم تناولها لمن قام بزراعة عضو، أو الأشخاص المصابين بحساسية للقاح، وبالتالى الدواء يعزز المناعة ضد فيروس كورونا لهؤلاء الأشخاص لفترة من ستة أشهر إلى عام وهو ما يكافئ مناعة اللقاح.

فى هذا السياق، قال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إننا لسنا فى حاجة إلى لقاحات جديدة لمواجهة فيروس كورونا؛ لأن اللقاحات الحالية كافية حتى الآن، وحتى مع ظهور متحور أوميكرون وهروبه الواضح من المناعة، تم تدارك ذلك بجرعة ثالثة تعزيزية أعادت السيطرة عليه.

وأضاف بدران، أن الجائحة ستنحسر فى حالة تحقيق المناعة المجتمعية، مشيرا إلى أن الفيروس لن يختفى، وسيعيش معنا كفيروس مستوطن، ذى نشاط موسمى.

وأوضح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن ظهور علاجات جديدة لفيروس كورونا أمر جيد، ولكن تحقيق المناعة المجتمعية هو الأمر الأهم، ومن يروج عكس ذلك، هم شركات الأدوية التى تكتنز المليارات من أجل زيادة المبيعات فى لعبة الفيروسات العالمية.

وأشار إلى أن سلالة أوميكرون تشن هجومًا ضاريًا متعدد الجبهات على دول العالم، وموجات العدوى بكورونا أصبحت تتداخل فيما بينها وقلت المسافات الزمنية التى تفصل بينها، مؤكدا أن متحورات فيروس كورونا لن تتوقف، لأن فيروس كورونا نشط بطبعه، مولع بالطفرات، غزير فى إنتاج المتحورات الجديدة، يتراكم ثم يندفع بشكل كبير فى موجة جديدة ليصل للذروة، ثم ينخفض ​​مرة أخرى لكنه لا يختفى، ثم يرتفع مرة أخرى كل ثلاثة أو أربعة شهور.

ولفت إلى أننا فى مصر نودع الموجة الرابعة ونستقبل الموجة الخامسة، مشيرا إلى أن زيادة الإصابات ترجع إلى دخول فصل الشتاء، وزيادة البرودة، وانخفاض الرطوبة ما يساعد على نشاط الفيروسات التنفسية بشكل عام، مع غياب التهوية وزيادة التجمعات العائلية، علاوة على انتشار متحورات فيروس الكورونا خاصة متحور أوميكرون سريع العدوى، فائق الانتشار، الماهر فى التخفى والهروب من المناعة سواء المكتسبة من العدوى السابقة أو التطعيم، فضلا عن عدم تلقى التطعيمات الواقية من كورونا.

وأوضح «بدران»، أن الوضع فى مصر ليس خطيرًا، لأننا سيطرنا على الفيروس المتمرد، وكبحت الدولة بنجاح جماحه، وتعاملت بحرفية راقية مع أزمة الجائحة وصدت بجسارة هجوم أربع موجات عاتية للكورونا، لافتا إلى أن الوفيات الناتجة عن العدوى بفيروس كورونا ستنحصر فى الحالات التى لم تطعم أو لم تكمل التطعيم، والتى تأخرت فى العلاج، والذين يعتمدون على وصفات الانترنت غير العلمية، والذين يعانون من أمراض مزمنة خطيرة مهملة العلاج، وأصحاب الأمراض المناعية.

وذكر أن ما يثار عن أنه كلما زادت تحورات الفيروس أصبحت أضعف ليس شرطًا، لأن الفيروس ليس له أمان، وربما نفاجأ بسلالة شرسة لفيروس الكورونا فى المستقبل، ولذلك ننصح بحتمية الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، مع ضرورة التطعيم ضد الكورونا والإنفلونزا، وتلقى الجرعة التنشيطية المعززة للمناعة، لأن اللقاحات تخفف من الضغط على المستشفيات، وتجعل الإصابات بسيطة، وأغلبها يحتاج العزل المنزلى فقط.

 

 

الصين تتأخر عن ريادة العالم عامين كاملين:

فيروس صغير يعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمى

منذ ظهور فيروس كورونا، والاقتصاد العالمى يشهد تغيرات متسارعة ما بين الانكماش والنمو، وصعود دول وهبوط أخرى من قائمة الاقتصاديات الأكبر فى العالم.

ولذلك فإن التوقعات المستقبلية الخاصة بخريطة الاقتصاد العالمى فى حالة تغير مستمر، حيث تختلف من مؤسسة إلى أخرى، بسبب حالة الضبابية الموجودة حاليا، فى ظل انتشار فيروس كورونا وظهور المتحورات الجديدة واتجاه بعض الدول إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية والإغلاق الشامل، الذى يؤثر سلبا على الاقتصاد.

وقد حقق الاقتصاد العالمى نموا بلغ 3% خلال 2019، فيما سجل انكماشا خلال 2020 بمعدل 3.5%، بينما تشير التوقعات إلى تحقيق نمو يتراوح بين 4 إلى 6% خلال 2021 قياسا بالناتج العالمى فى 2020، ونحو 4.9% خلال 2022.

ووفقا لتقارير عدة مؤسسات اقتصادية دولية، فإن أزمة كورونا تجاوزت فى حدتها

وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية جميع الأزمات السابقة التى شهدها العالم سواء أزمة الكساد الكبير فى الفترة من 1929 إلى 1932، أو الأزمة المالية العالمية فى 2008 و2009.

وأشارت إلى أن عام 2021 مضى تحت عنوان «لا يزال التعافى جاريا»، حيث إنها المرة الأولى التى تضرب فيه أزمة جميع اقتصاديات العالم، وجميع القطاعات الاقتصادية فى آن واحد، كما أنها المرة الأولى لأزمة تضرب جانبى العرض والطلب معا، بتأثر سلاسل التوريد والإمداد العالمية، وتوقف نشاط التصنيع، وتراجع مستويات الأجور، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة، وتزايد حالات عدم اليقين.

وبحسب تقارير البنك الدولى، حافظت اقتصادات الدول العشر الكبرى فى العالم على استمرارها فى الترتيب العالمى السابق، وهى الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، اليابان، ألمانيا، الهند، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، البرازيل، وكندا على الترتيب.

إلا أن مركز أبحاث الاقتصاد البريطانى (CEBR)، رأى فى توقعاته الأخيرة للاقتصاد العالمى أن الصين ستصبح أكبر اقتصاد فى العالم، ولكن ليس قبل عام 2030، بينما كانت التوقعات السابقة للمركز ترى أن ذلك سيتحقق فى عام 2028.

وأشار المركز إلى أن الصين ستتجاوز الولايات المتحدة فى عام 2030، متأخرة مدة عامين أكثر من المتوقع قبل سنة، ومن المنتظر أن تستعيد الهند المرتبة السادسة من فرنسا العام المقبل، وستصبح ثالث أكبر اقتصاد بحلول 2031، فيما تسير المملكة المتحدة فى طريقها لتصبح أكبر من فرنسا بنسبة 16% خلال عام 2036، وستحتل المركز السادس فى الجدول حتى أواخر الثلاثينيات، بدلا من الخامس الآن، رغم الارتفاع السريع المتوقع للعديد من الاقتصادات الآسيوية، بما فى ذلك إندونيسيا وفيتنام والفلبين وبنجلاديش.

وستتفوق ألمانيا على الاقتصاد اليابانى بحلول 2033، فيما سيسفر التغير المناخى عن تراجع فى إنفاق المستهلكين بمتوسط تريليونى دولار سنويا حتى سنة 2036، وسيرتفع سعر الوقود الحفرى على المدى المتوسط مع انخفاض المعروض منه.

ورغم توقعات المؤسسات الدولية للاقتصاد العالمى، إلا أن الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادى يرى أن جائحة كورونا سوف تؤدى إلى تغيير خريطة الاقتصاد العالمى وإعادة رسمها.

وأضاف «الدمرداش»، أن هذه الجائحة صُنعت لتخدم أهدافًا معينة لدول محددة، مشيرا إلى أن العالم القائم حاليا تحتل فيه الصين مكانة عالية، لأن نحو ثلث مكونات الإنتاج العالمية يتم تصنيعها فيها وتدخل فى مختلف الصناعات حول العالم، ولذلك يطلق على الصين مصنع العالم، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية عدوها الأول هو الصين بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.

وأوضح الخبير الاقتصادى، أنه لذلك تسعى أمريكا ومعها دول أخرى إلى تغيير الخريطة الاقتصادية فى العالم من خلال طريقتين، الأولى الترويج إلى مشاكل التغير المناخى والاحتباس الحرارى على البيئة، والثانية نشر فيروس كورونا فى العالم، لافتا إلى أن الطريقتين مرتبطتين ببعضهما البعض، وأصبح مطلوبا من العالم الآن التحول إلى الطاقة النظيفة والزراعة الخضراء وتغيير نمط النشاط الصناعى والزراعى.

وأشار «الدمرداش»، إلى أن هذا التغيير سيحدث وفقا لتقنيات كلها تدعى الحفاظ على البيئة، وفى الحقيقة لا يمتلكها سوى الدول الكبرى المستفيدة مما يحدث الآن، ووسيلتهم فى ذلك تمويل هذه المشروعات فى الدول الفقيرة وبعدها يسير العالم فى اتجاهها تحت مسمى التغير المناخى، ثم يمنعون التمويل عن مشروعات أخرى يريدون القضاء عليها، وبذلك سوف تظهر صناعات جديدة كلها مبنية على التغير المناخى مثل مشروعات وقود الهيدروجين الأخضر والزراعة الخضراء وغيرها، مضيفا أن «الهدف من ذلك كله هو إعادة رسم خريطة الاقتصاد العالمى لحساب مجموعة دول تريد التحكم فى الاقتصاد خلال العقود المقبلة».

 

 

تقسيم ساعات العمل .. والامتحانات «أون لاين»

خطة لتخفيض أعداد العمالة فى الوزارات والهيئات

حالة من الطوارئ شهدتها الجهات الحكومية المختلفة عقب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتقليل الكثافات البشرية، والالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، فى ظل ارتفاع أعداد الإصابات بمتحور أوميكرون سريع الانتشار خلال الفترة الماضية.

وتباينت الإجراءات التى اتخذتها الجهات الحكومية، حيث قررت بعض الكليات فى الجامعات استكمال امتحانات منتصف العام إلكترونيا بدلا من الامتحانات الورقية التى تستلزم الحضور، ومنح العاملين إجازات بالتناوب حسب حاجة العمل، فيما اتخذت بعض الوزارات قرارات بتخفيض عدد العمالة 50%، ومنح المصابين بنزلات برد إجازة لحين الشفاء أو 15 يوما فى حالة الإصابة بكورونا وغيرها من الإجراءات.

ومؤخرا، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال اجتماعه مع الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية بتعزيز برامج التوعية لكافة المواطنين بشأن الإجراءات الاحترازية المتخذة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، والتشديد على الالتزام الكامل بتطبيق هذه الإجراءات، خاصة فى الأماكن التى تشهد تواجدا كثيفا من المواطنين كالمصالح الحكومية والجامعات والمدارس والأماكن العامة والخدمية.

وأكد الرئيس على اتخاذ إجراءات للتقليل من الكثافات البشرية فى هذه الأماكن وتطبيق كل قواعد الوقاية والنظافة والتطهير بها، وذلك للحفاظ على المسار المتوازن الذى انتهجته الدولة على مدار الجائحة.

وخلال الاجتماع، عرض الدكتور محمد عوض تاج الدين، الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لاحتواء انتشار الفيروس بما فيها حملات تطعيم المواطنين، وكذلك تجهيز كافة المرافق الطبية لاستقبال الحالات والتعامل معها.

كما وجه الرئيس بالاستمرار فى حملات التطعيم للفئات المستهدفة من المواطنين، وتيسير حصول الذين سبق لهم التطعيم على الجرعات المنشطة من اللقاحات، إضافة إلى دعم مستشفيات الصدر على مستوى الجمهورية بمزيد من الأجهزة والمعدات اللازمة للتعامل مع حالات الإصابة بفيروس كورونا، إلى جانب تعزيز قدراتها الاستيعابية بما يمثل إضافة هامة إلى المنظومة الصحية فى مصر بشكل عام.

وفى هذا السياق أكد الدكتور عوض تاج الدين على مدى خطورة متحور فيروس كورونا أوميكرون، وأنه الأكثر عدوانية بين متحورات كورونا، وعدد الحالات التى تصاب من مريض أوميكرون هى الأكثر من أى متحورات أخرى، لأن فترة الإصابة تكون قصيرة وحضانة أوميكرون أقصر من الفترات السابقة.

ولفت إلى أن المصاب بمتحور أوميكرون ينقل العدوى إلى 14 شخصًا، بينما متحور دلتا يصيب من 5 إلى 6 أشخاص، وهناك أسر كاملة تصاب نتيجة لشخص أصيب بهذا الفيروس، لكنه أكد على أن الإصابات والأعراض تكون بسيطة وتأتى فى الجهاز التنفسى العلوى.

وأوضح تاج الدين أن من أبرز أعراض أوميكرون التهاب حاد فى الزور، ورشح وعطس من الأنف، وسعال خفيف، وآلام فى الجسم، وارتفاع بسيط فى درجة الحرارة، ونسب الإصابة بالتهاب الرئتين أقل.

وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن خطط تقليل الازدحام لمنع زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا موضوعة مسبقا والأمر متعلق بوقت تطبيقها.

وأضاف عبد الغفار، أن الكثافات والزحام هى الوسائل الأكثر شيوعا فى نقل عدوى فيروس كورونا، وللحفاظ على قلة أعداد المصابين لابد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية وفى مقدمتها التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامة وعدم التواجد فى الأماكن المزدحمة، لافتا إلى أن التوجيه الرئاسى متعلق بكل الأماكن المزدحمة سواء كان فى المدارس أو المصالح الحكومية أو الجامعات لمنع انتشار العدوى.

وأوضح متحدث الصحة، أن السلطات المصرية تقوم بتحديث الاشتراطات الخاصة بدخول المسافرين للأراضى المصرية بناء على المستجدات العلمية التى أقرها العالم واللجان العلمية والبحثية فى مصر، مشيرا إلى أن كل من يأتى إلى الأراضى المصرية من غير المصريين مطالب بأن يكون حاصلا على شهادة لقاح كامل التلقيح من اللقاحات المعترف بها فى مصر، ومضى عليها 14 يوما، وفى حال عدم حصوله على اللقاح، سيكون مطلوبًا منه شهادة أو اختبار يفيد خلوه من الإصابة بكورونا لفترة لا تقل عن 72 ساعة.

الجهات الحكومية بدورها لم تتأخر فى اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع انتشار الفيروس، حيث بدأت الجامعات والوزارات فى تقليل الزحام قدر الإمكان وتحويل امتحانات منتصف العام فى بعض الكليات إلى امتحانات إلكترونية بدلا من الورقية، فضلا عن تخفيض عدد الموظفين وتبادل الإجازات بالتناوب وغيرها من الإجراءات.

فى جامعة القاهرة قررت كلية الإعلام استكمال بقية امتحانات نهاية الفصل الدراسى الأول إلكترونيا، بسبب زيادة عدد حالات فيروس كورونا، وأوضحت الكلية أن عددا كبيرا من الطلاب تقدم بالتماسات وتقارير طبية بشأن عدم حضور الامتحانات.

كما قررت مستشفيات جامعة القاهرة منع الزيارات عن المرضى وتفعيل التواصل الهاتفى بينهم وبين ذويهم خلال الفترة الحالية، مع إعادة تنظيم الأسرة داخل الغرف، وإيجاد مسافة آمنة بين كل مريض والآخر، وتقسيم الأطقم الطبية المقدمة للخدمة العلاجية على 3 فرق طوال الشهر بحيث تحضر كل فرقة أيام محددة ولا تخالط آخرين منعا لانتشار العدوى بين الفرق الطبية سواء أطباء أو تمريض أو خدمات معاونة.

أما جامعة عين شمس، فقد بدأت تطبيق أجازة بالتبادل للعاملين بالإدارة العامة بالجامعة ووحداتها المختلفة على دفعتين، ويستثنى من القرار القائمون على أعمال الامتحانات بالكليات.

كما أعطت الحرية لكل عمداء الكليات لاتخاذ ما يرونه مناسبا نحو وضع النظام الذى يتناسب مع طبيعة العمل بالكلية، بما لا يخل بالعملية التعليمية والخدمات المقدمة للطلاب، وأعضاء هيئة التدريس.

فى حين أعلنت وزارة التضامن الاجتماعى أنها تدرس تخفيض العمالة فى المؤسسات والمصالح الحكومية بنسبة ٥٠٪.

وقال الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إن الصندوق يتخذ العديد من الإجراءات لمواجهة فيروس كورونا مع زيادة عدد الإصابات، ومنها التزام المريض الجديد بإجراء فحص  pcrللتأكد من خلوه من الإصابة بكورونا، وضرورة استخدام المطهرات والكمامات فى التعامل بين العاملين والمرضى بالصندوق.

وأوضح «عثمان»، أن الصندوق اتخذ إجراءات أخرى أهمها تقسيم ساعات العمل، وتفعيل نظام متابعة المرضى «أونلاين».

وأكدت وزارة الزراعة أنها ملتزمة بقرار تخفيض العمالة فى الديوان العام والهيئات والإدارات المركزية ومركز البحوث الزراعية بنسبة ٥٠٪، وأن ذلك يتم بحضور الموظفين بالتناوب يوما بعد يوم عبر جدول حضور معد لذلك، على أن تلتزم قيادات الوزارة بالحضور يوميا، وسط التزام تام بالإجراءات الاحترازية المعروفة.

وأشارت إلى أن أى موظف مصاب بنزلة برد سيتم منحه إجازة لحين الشفاء، وحال ثبوت إصابته بكورونا تمتد الإجازة لمدة ١٥ يوما لحين الشفاء من المرض، أما أصحاب الأمراض المزمنة، مثل الفشل الكلوى والسرطان والقلب والضغط، فمسموح لهم بعدم الحضور نهائيا.

وفى وزارة الرى، سيطبق كذلك قرار تخفيض أعداد العمالة فى مختلف قطاعات وأجهزة الوزارة، حيث يجرى تخفيض العمالة طبقا لاحتياجات العمل اليومية وأعداد الموظفين والعاملين فى القطاعات.