رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حالة عذوبة غسل فيها الجمهور همومه على ضفاف آل يحيي

بوابة الوفد الإلكترونية

الوفد  كانت هناك
———————
//حالة عذوبة.. غسل فيها الجمهور همومه على ضفاف  آل يحيي
——————————-

نغمات الفلوت تستلب الارواح الشريرة التي تعتقل الأنفس وتحررها .

تتمايل رانيا يحيي وهى تداعب كل نَفَسٍ  يصدر من "الفلوت" كالكاتب عندما  يقبض على وهج لحظة الكتابة.

تبدو  كعاشقة تتماوج في الليل تداعب نغماتها ..تستثيرها ..أو تناجيها أو تتناجى  معها


—————————
مشهد افتتاحي قبل أن تقرأ
—————————-
٫٫
أنتَ: لم تأخذ حبيبتك إلى هناك !
..وأنتَ : لم تعانق زوجتك و تتأبط ذراعيها ، وتمنيها بليلة تغسلان فيها همومكما على ضفافها ….
..وأنتَ أيضًا : لم تنصت مع رفاقك إلى هذه النغمات الجميلة وتركت أذنيك تعانيان من صخب الواد شاكوش وتابعه سوسته وحمو  وتابعه بيكا …
وأنتِ كذلك ..فوتي عليك هذه المتعة ببقائك في ال bed room خوفا من الصقيع الذي يغزو الخارج !
 أنتَ  وأنتَ وأنتَ أيضا وأنتم جميعا : لا تدرون مالذي تفوتونه ..وفوتموه بالفعل ٫٫
**
مابعد الافتتاح:
-علا مكاوي شاعرة  إحساسها في الذروة ..مثلها يزرع في البيت أشجارًا صغيرة مورقة ..نباتًا؟.. ممكن جدًا ..ورودًا؟.. صحيح ..وخيالات خضراء ..ولوحات بكر . يزرع- ينجب-   أطفالا هم النباتات والورود واللوحات البكر والخيالات الخضر ..مثل هذه البيوت بكل اقتدار تحمل أعمدة مصر المستقبل .
-فتشت عن "علا مكاوي"  فلم أجدها..حلقت ببصري في المكان كله ..شعرت أن روحها في مكان آخر ..يبعد عن "المسرح الصغير" بدار الاوبرا مسافات تقل أو -تطول -حسب الإحساس!باختصار لم تكن علا مكاوي هناك !مازالت حزينة الفؤاد على رحيل شقيقها .. صادق المواساة لها والعزاء .
(..والمسرح الصغير بدار الأوبرا، والذي شهد بالامس الخميس حفلا موسيقيا فلوت وباند غربي وشرقي للعازفة البديعة رانيا يحيي وفرقتها -  روعي في تصميمه أن يكون قاعة استماع موسيقى، حيث يتميز بوجود انحناءات في حوائطه لضمان أفضل توزيع وترديد صوتي داخل المسرح. ويحتوي على خمسمائة مقعد متحرك كلها موجودة على المنطقة الأرضية. وتعتبر أبعاد المسرح مثالية لاستيعاب عدد معين من الفنانين حيث يبلغ عرضه 13 مترًا وعمقه 7 أمتار ، كما أنه مناسب لحفلات أوركسترا الحجرة . خشبة المسرح  الصغير نفسها تبدو كحقل ورود، وتتوزع فوقه الآلات الموسيقية من "الماريمبا"( وهي آلة موسيقية من ضمن عائلة الآلآت النقرية ،المفاتيح أو القضبان ،عادة يكونوا مصنوعين من الخشب، يتم نقرهم بمطارق لتوليد نغمات موسيقية. المفاتيح مرتبة كترتيب البيانو ) و"الساكس" أو السَاكسُفون(ويسمى اختصارا ً ساكس) وهي آلة نفخ أسطوانية  تنتمي لعائلة آلات النفخ الخشبية ، وتصنع عادة من النحاس الأصفر،  ويتم العزف بها عن طريق قصبة هوائية واحدة، اخترعها البلجيكي ادولف ساكس عام 1840 ،يحتوي جسم الآلة على عشرين ثقباً يتم التحكم بها عن طريق مفاتيح، و هناك عدة أنواع من الساكسفون  :سوبرانو ،وساكسفون ألتو،  وساكسفون تينور . ولعلكم تذكرون أشهر عازف ساكس مصري هو سمير سرور ، وكان من ألمع الألاتيه  المصاحبين لحليم .. عندليبنا الأسمر ، وهناك القانون( يرجع في أصله إلى آلة وترية من العصر الآشوري الحديث،تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد...وغيرها من الآلات مثل  الجيتار والعود والدرامز ،نحتاج إلى صفحات الوفد  كلها لكي نكتب عنها.
—————-
مشهد اول
نفس الإطلالة للمسرح الصغير هي هي ..مشهد له رونقه ..كل مسرح له مذاقه ..وفنانوه من نفس المذاق ..والذائقة.ينضحون على بعضهم البعض فيصنعون حالة تدفق ..حالة عذوبه فنية .
رشا ايضا لم تكن هناك !ورشا يحيي او الدكتورة رشا ليست مجرد كاتبة جميلة لها بهاء الكلمة ..وإنما هي ابهي وأروع حينما تعزف ..اشتهرت بعزف الفلوت ..ثم طوعت الكمان لأناملها الذهبية وصار بينهما غرام نلحظه ونحن ننصت لهما معا يتدفقان بعذوبه ، مع فرقة موسيقية أنيقة ..من دكاترة الموسيقي المرموقة او العظيمة ..او الجميلة "وكما يقول معلق رياضي لا اتذكر إسمه :"وزي مانت عاوز تقول قول"!
رشا يحيي مؤسسة الفرقة التي تحمل إسمها لم تكن هناك أيضا ..لروحها وكمانها و"فلوتها "غابا تلك الليلة!
مشهد ثان
———-
غابت علا وغابت رشا ،وحضرت رانيا يحيي . هي فرقة بحد ذاتها .. ملامح البرنسيسات تكسو وجهها الابيض البض الجميل..تزينه..ظهرت بتسريحة أنيقة وثوب يتألق فرحًا  ..كلاهما  يليق بالريد كاربت .. ذهبي اللون .. يضيء قوام انساني بديع ..لكن الابدع -والإبداع الحقيقي- كان مايصدر عن هذا القلب ..هذا الوجدان المستتر في الجسد والذي يخرج منه مع كل احساس عذوبة لانهائية ..يعزف ألحانًا متسربلة بالخلود . تتمايل رانيا يحيي وهى تداعب كل نَفَسٍ  يصدر من الفلوت الذي تقبض عليه بأناملها، ككاتب مجيد يقبض على وهج لحظة الكتابة فلا يدعها حتي يقضي وطره منها.كانت رانيا يحيي كعاشقة تتماوج في الليل تداعب الفلوت ..تستثيره ..أو تناجيه أو تتناجى  معه ، كأنهما يصليان انغما  أمام الجمهور ..توبه ..أهواك ..موسيقي تذكرك بوهج عبد الحليم وكيف كان يبذل جهدا خرافيا في البروفات  مع كمال الطويل والموجي وبليغ وعلى اسماعيل والأستاذ :محمد عبد الوهاب.
فردت رانيا يحيي قوامها كفراشة تحلق على ارجاء المسرح وكل خلجة فيها تبدو كضمير يسري في وجدان الناس : هل يمس هذا النغم أرواحكم؟ هل تلمس هذه الدفوف.. وهذه الطبول.. وهذه الماريمبا.. وهذا الساكس.. وهذا القانون وهذا الجيتار.. وأوتاره ..هل مَسّتْ اوتار قلوبكم ؟هل تسلبكم نغمات الفلوت كل روح شريرة تعتقل انفسكم فتحررها!

شدت رانيا يحيي اجمل الأنغام والموسيقي بالفلوت   الرائع ..مع عذوبة الدكتور علاء صابر الذي عزف على العود وحلق على القانون ..وتفرد الدكتور م محمد حلمي كعادته على الترومبيت و وعمرو راشد بركشن

واحمد حشيش كي بورد ومحمد رستم حدوتة الأيقاع ( نسم علينا الهوي لفيروز  .. منحته رانيا الفرصة فقبض عليها ،فبعد ان بدات عزفها ، أومأت له بإيماءة متفق عليها ، فانطلق يقدم بإيقاعات طبلته  توزيعا جديدًا لها ).

مشهد ثالث

————

تلفتُ خلفى في المسرح بحثاً عن وحيد الطويلة ..كاتبنا الروائي الذي اشتري فنه باغلى الأثمان ..غير جلده الشرطي وارتدي ثياب الفنان ، ومضي يرسم على الاوراق "جنازات لعماد حمدي" ..ويرسم صورة "كاتيوشا"  ..ويرصد دور اللهو والنساء اللعوب في رواياته.. لمحني في بهو مسرح الهناجر ، وانا اتابع الكاتب الأنيق شريف عارف وهو يوقع روايته الضخمة شارع نوبار ..  انتحاني جانبا  لينقدني من حقيبته البلاستيكية روايته الجديدة "كاتيوشا" ..منحها لى سرا طبعا ..( كان على مقربة منا بائع  رواية شريف عارف .. بدى  لي أشبه  ببقال او  تاجر يهودي  لا يريد أن يفقد كتاباً من دون ثمنه .. لا يرغب فى أن  ينقد كاتبًا أو  ناقدا كتابًا  مجانيًا أبدًا.. على غير عادة الباعة والروائيين أنفسهم! على أي حال "الطويلة"  يبدو أنه قصر المسافة و ذهب ..فهو يهب وقته كله لرعاية فتاتيه.. ذهب ومعه تذكرة دعوته بكل بساطة ، مصحوبًا بهمة  ستيني  متفاني لأسرته أو يكاد.بينما دلفت انا- وضيقاتي- إلى شباك التذاكر بسعادة و طيب خاطر .

مشهد رابع رائع

—————

رانيا يحيي أرادت أن تمنح مؤازرتها للدولة التي تبني وتقيم الجسور والكباري وتحارب الارهاب والتطرف وتحاول البناء وتغيير وضع العشوائيات ، وقررت إهداء اغنية للأيدي التي تعمل وتغير .. نوران .. شابة واعية من خريجات "العلوم السياسية" لم يعجبها الشدو المؤازر ..امتعضت .. قالت : "عاوزه موسيقي فقط فن بس..مش سياسة". وقلت : لا بأس ببعض التأييد ..فنحن إذا ثرنا كل الوقت ..فلن نجني سوي الظلامية الإخوانية !ولم تقتنع كليا :الإخوان ورقة محروقة فلماذا نخشاهم ؟ تمتمت : الأسوأ فقط أنهم منظمون ولا أريدك أن تجوبي العالم يابنتي في وضع" ملالا " اللاجئة ابنة افغانستان  المسلوبة.

كنت مشغولا بعلا مكاوي ورشا يحيي ؟ أيناهما  ؟ قررت نشر صورة لرانيا من قلب الحدث على فيس بوك  ..بكل رونقها وكل موسيقاها الداخلية والخارجية .. وماإن فعلت حتي شعرت فورا بروح علا مكاوي شاعرتنا الكبيرة وأم البنات المبدعات رشا ورانيا يحيي وجدة يحيي الهرميل وفريدة الهرميل بنات رانيا . ٩روح علا جاءتني فرحة عبر الشات:طمنت قلبي ..كنت عبثا أحاول تقصي الوضع في المسرح الصغير وهاأنت بمحبتك لفن بناتي طمأنتني.

مشهد آخر

رانيا في قمة تألقها وهي تعزف لحنا أخاذًا لأم كلثوم ..الكل يتمايل ويرقص ويصفق بينما كل مافيها -رانيا -يبوح بسر الفن والجمال ..سحر في ليلة ساحرة ، لم يعد ممكنا أن تتجاوز الساعة ونصفا غسل فيها الجمهور همومه على ضفاف اولاد يحيي.

يحيي وفريدة..مشهد أخير

،ًلايمكن إن ينتهي هذا المشهد من دون ابداء الاعجاب بتلك اللوحه البديعة والعزف المنفرد على الماريمبا من الشاب يحيي الهرميل (ثانوية عامة ومتمرد قليلا على البروفات بفعل الامتحانات، لكنه نال الاعجاب والتصفيق كعادته .اما فريدة الهرميل ..صغيرة الصغيرات الرقيقات الجميلات فهي والساكس  متوحدان معا في عذوبه ..تبتهج لها وانت تري شعرها يغطي وجهها وهي تكاد تعانق آلة الساكس حنوا ،ثم إذا بها برقة متناهية ترفع رأسها مبعدة شعرها بحركة رأسها في دلال فتري صغيرة تنضح بشرا بأصابعها الذهبية ، في ليلة كلها ذهبية ..تعانق فيها الجمال مع النغم الأصيل فصنع لنا حالة عذوبة ..من لم يشهدها لا يدري مالذي فوته بالضبط من متعة وجمال.

حقا : لاتدرون مادي تفوتونه!