رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشنقة حلم الثراء

بوابة الوفد الإلكترونية

بسمة وشقيقها اجتمع قلباهما على الشر، كى يحققا رغبتها فى حياة مرفهة  ونفقات ببذخ مثل اقرانهما، فعلى الدوام يشعران بالدونية كون شقيق بسمة يعمل فى مهنة السباكة ودوما كان حوارهما أنهما يستحقان حياة افضل من التى يعيشانها. وكانا يقيمان فى شقة متواضعة بطنطا وكى يصلا الى ما يحلمان به قررا ارتكاب جريمة بشعة من أجل الحصول على الاموال وهى قتل صاحبة العقار.

استغلا إقامتها بمفردها لتنفيذ مخططهما بقتلها وسرقتها وبدأ التخطيط للجريمة وبطريقة لا يكشفها احد وهو وضع السم للعجوز.

فى مركز بسيون بمحافظة الغربية تعيش الحاجة سعاد وحيدة بعد وفاة زوجها وسفر ابنها للعمل فى احدى الدول العربية، محبوبة من أهل المنطقة وكذلك جيرانها فى المنزل، فهى طيبة القلب وتحب الخير للجميع، تساعد المحتاج ولا تبخل بمال او نصيحة على أحد، فجميع جيرانها واهل منطقتها يزورونها كل يوم للاطمئنان عليها وعلى احوالها، ومنهم من يحاول مساعدتها بإرسال الطعام لها وكذلك تلبية احتياجاتها المنزلية فهى بلغت من العمر ارذله ولا تقوى على الحركة او عمل طعامها، فكان جيرانها يقومون بإعداد الطعام لها. واتفقت سيدات المنطقة على خدمتها وتقسيم ذلك فيما بينهن.

وكانت الحاجة سعاد لا تغلق بابها طوال اليوم. فكل يتردد عليها اناء الليل واطراف النهار ولا يغلق الباب الا بعد تأكد الجارات من استغراق جارتهم العجوز فى النوم، ليعاودوا فى اليوم التالى نفس الكرة.

فى نفس المنزل تسكن بسمة وشقيقها الذى يعمل سباكا، كانا يشعران دائما بأنهما يستحقان حياة أفضل من التى يعيشانها، وبالرغم من عمل شقيق بسمة فى مهنة شريفة إلا أن المخدرات وجلسات المزاج كانت تستنفد كل ما يحصل عليه من عمله فى السباكة وهذا جعله ناقما على عمله وحياته، وبدأ الشقيقان والشيطان ثالثهما يفكرون فى جمع المال بأى وسيلة، لكنهما وجدا الطريق الحلال ستكلفهما الكثير من الوقت واتجه تفكيرالاثنين إلى الحاجة سعاد صاحبة المنزل الذى يعيشان فيه، فهى سيدة مسنة وتعيش وحدها ومعها الكثير من الأموال والمصوغات، وبدأت بسمة تخطط مع شقيقها لسرقتها، لكنهما واجها مشكلة وهى ان الحاجة سعاد بابها مفتوح طول الوقت والجيران فى زيارتها بصفة مستمرة وانه من السهل اكتشاف جريمتهما.

ليكون قرارهما قتلها وسرقتها، وكانت خطتهما هى طحن حبوب الغلال ووضعها فى طبق حلوى وتقوم بسمة بإعطائه للسيدة العجوز كما يفعل كل الجيران معها، وبالفعل نفذت بسمة ما خططت وصنعت طبق الحلوى، ودست فيه حبوب الغلال المطحونة، وذهبت لتقديمه للحاجة سعاد.

وانتظرت وشقيقها على أحر من الجمر داخل شقتهما موت السيدة العجوز، وبدآ فى تجهيز خطة الاستيلاء على أموالها وتغير شكل حياتهما، وفى الصباح اخذت تترقب الأخبار وان احد الجيران سوف يصرخ عندما يعثر على جثة الحاجة سعاد، لكنها فوجئت  بالحاجة سعاد فى أحسن حال، وهى تقول لها انها شعرت بطعم غريب فى طبق الحلوى فقامت بإلقائه فى سلة  المهملات.

وتضعف بسمة من نتيجة خطتها وفشلها ولكنها لم تيأس ومازال الشيطان يفترس رأسها وشقيقها لتنفيذ جريمتهما.

وتبدأ بسمة وشقيقها فى رسم خطة أخرى لقتل الحاجة سعاد، وبعد عدة أيام ذهبت بسمة اليها تتودد اليها وتطلب منها ان تزورهما لتناول الغداء معهما، وانها أعدت لها طبقا شهيا، ولأنها كانت تعرف جيدا انه فى ذلك اليوم تقوم بجمع الإيجار، وافقت الحاجة سعاد وذهبت اليهما، وأثناء جلوسها معهما قام شقيقها بشل حركتها وكتم الاثنان انفاسها حتى فارقت الحياة بين ايديهما

بعد وقت طويل من الاستغاثات منها لتركها تعيش وانها لم تسئ إليهما، كما جاء فى اعترافتهما فيما بعد وفكرا كيف يتخلصان من جثة الحاجة سعاد لاخفاء جريمتهما وبعد ان  استوليا على ما كان معها من اموال والمصوغات التى تتحلى بها، فقد كانت الحاجة سعاد تحمل كل أموالها ومصاغها فى ملابسها خوفا من سرقتها، فهداهما تفكيرهما ان يلقيا الجثة فى مكان بعيد، فحملا جثتها ليلا وقاما بإلقائها فى ترعة مياه ببسيون، وظن الاثنان انه لن يشعر أحد بغياب الحاجة سعاد وستموت جريمتهما، لكن احد الجيران شعر بغيابها وذهب لها ليجد شقتها مغلقة على غير العادة، ليقوم بالاتصال بابنها ويخبره، والذى أكد له ان والدته لم تتصل به منذ يومين، ليطلب الابن منه تحرير محضر بغيابها وفى نفس التوقيت عثر أحد الأهالى على جثتها بالترعة، وبفحص بلاغات الغياب تم مطابقة اوصاف الجثة بأوصاف بلاغ الحاجة سعاد نعم إنها هى.

ليتم تحرير محضر بالواقعة لتتوصل تحريات المباحث بعد سماع الشهود وتفريغ الكاميرات ان وراء الجريمة بسمة وشقيقها، وبالقبض عليهما حاولا انكار جريمتهما فى البداية، لكن بعد مواجهتهما بالشهود وما أسفرت عنه تحريات المباحث وان الكاميرات الموضوعة بالمحلات سجلت انهما يضعان الجثة فى جوال ويتجهان بها الى مكان العثور عليها.

اعترفا بالواقعة وانها ارتكبا جريمتهما البشعة من اجل المال وانهما نادمان على فعلتهما لان الضحية كانت تعامل بسمة كابنتها.

ليتم إحالتهما الى النيابة العامة والتى قررت حبسهما على ذمة التحقيقات  ومن ثم إحالتهما الى محكمة جنايات طنطا، برئاسة المستشار على حسين البحيرى رئيس محكمة جنايات طنطا، والتى قررت بعد تداول الجلسات والمرافعات وسماع الشهود إحالة اوراق بسمة وشقيقها الى فضيلة المفتى لأخذ رأيه الشرعى فى شأن إعدامهما، بعد اتهامهما بأنهما بيتا النية وعقدا العزم على قتل المجنى عليها، وأعدا لذلك الغرض فوطة وقاما باستدراج المجنى عليها لمسكن المتهمة الأولى، وقام المتهم الثانى بشل حركتها ومقاومتها وقاما بكتم أنفاسها قاصدين من ذلك إزهاق روحها.

تساقطت دموع كاذبة من عينى بسمة بعد سماع الحكم باعدامها وشقيقها، تبادلا نظرات اللوم ومن كان السبب فى تلك النهاية الأليمة، وماذا لو كانا رضيا بحالهما والرزق الحلال الذى كانا ينعمان به ولكنه الطمع ووسوسة إبليس أوصلتهما إلى حبل المشنقة.