رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النقيب متقاعد سمير نوح : نصر أكتوبر رفع رأس مصر والعرب.. وحاربنا بقلوبنا وعقولنا قبل السلاح

نصر أكتوبر
نصر أكتوبر

أول عملية كانت ضمن مجموعة «الضفادع البشرية» يوم 4 يوليو 1967.. وفجرّنا أكثر من مليون صندوق ذخيرة ومعدات

ثأرنا للشهيد الفريق عبدالمنعم رياض وقمنا بقيادة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى بالهجوم على موقع «لسان التمساح» ودمرنا الموقع بالكامل

أكد البطل سمير نوح أحد أبطال المجموعة « 39 قتال» أن نصر أكتوبر المجيد سيظل واحداً من أكبر وأعظم الانتصارات  فى تاريخ مصر، فهى الحرب التى حقق فيها خير أجناد الأرض الأبطال ما انتظروه على مدار 6 سنوات منذ هزيمة 67 وانتصرت فيها القوات المسلحة على الجيش الإسرائيلى، فتمكنت من عبور قناة السويس التى استغلها العدو وجعلها واحدة من أكبر الموانع المائية التى يمكن لجيش أن يعبرها، ودمر المصريون خط بارليف الذى اعتبره العدو حصناً أبدياً لوجودهم فى أرض سيناء، ولتتحطم  على أيدى المصريين أسطورة الجيش الذى لا يقهر.

وأضاف نوح أن  حرب أكتوبر لم تكن مجرد معركة عسكرية استطاعت فيها مصر أن تحقق انتصارا عسكريا على إسرائيل، بل كانت اختباراً تاريخياً حاسماً لقدرة الشعب المصرى على أن يحول حلم التحرير وإزالة آثار العدوان إلى حقيقة.

وأوضح أن صمود الشعب والجيش عقب نكسة 67 كان السبب الحقيقى لنصر أكتوبر العظيم، وكان أيضاً السبب وراء نجاح مصر وتجاوز المؤامرات التى حلت على الدول العربية، تحت مسمى الربيع العربى التى استهدفت تفكيك الدول واعادة صياغة معالمها وحدودها بما يخدم مشروع ما يسمى «الشرق الأوسط الجديد» الذى تهيمن فيه اسرائيل على المنطقة العربية، عبر تقسيمها الى دويلات عرقية فاشلة متصارعهة تكون الكلمة والغلبة فيها لدولة الاحتلال، وأثبت تماسك الشعب والجيش نجاحه فى اختبار ثالث فى ثورة 30 يونيه عندما وقف الجيش بجانب شعبه فى مطالبه بعزل جماعة الإخوان الإرهابية التى خانت بلدها وشعبها بالتآمر مع أعداء الوطن.

وأضاف نوح أنه كل يوم يثبت الشعب المصري، أن إرادته فوق أى عدوان وأقوى من أى شائعات، تستخدمها جماعة الإخوان المدعومة من الخارج فى هز ثقة الشعب بجيشه، سواء فى نشر الشائعات المسيئة للقوات المسلحة أو التشكيك فى جدوى المشروعات القومية العملاقة التى تنفذها الدولة المصرية تحت اشراف القوات المسلحة.

وأوضح أن التنميه التى تشهدها مصر منذ تولى الرئيس السيسى لم تحدث منذ عهد محمد على موسس مصر الحديثة لذلك يمكن القول باختصار إن «السيسى هو المؤسس الثانى لمصر الحديثة»، فقد حرص السيسى منذ توليه مسئولية وزارة الدفاع على تطوير وتحديث الجيش المصرى بمختلف الأفرع والقوات، وأصبحت الترسانة العسكرية المصرية تضارع ترسانات الدول الكبرى، سواء فى القوات الجوية او البحرية وعلى مختلف الأسلحة، ثم استكمل السيسى بعد اختياره من الشعب المصرى رئيساً للبلاد، مسيرة تطوير وتنويع السلاح للقوات المسلحة، وحصلت مصر على أسلحة هجومية متنوعة، بعدما كانت معظم اسلحة الجيش دفاعية فى مجملها، وهذا ما فعله محمد على عندما اهتم ببناء جيش قوى يحمى ويصون مقدرات الوطن وما يتحقق من تنمية على أرضه.

وأوضح النقيب سمير نوح أن بناء المشروعات القومية الكبرى وتحقيق النهضة الاقتصادية فى مصر لم يكن ليبدأ لولا نصر أكتوبر العظيم، فهذه الحرب الخالدة هى التى حررت الأرض واستعادت الكرامة، وبدون هذا النصر العظيم لم تكن الدولة المصرية قادرة على البناء أو التنمية، لأن الحرب تستنزف موارد الدولة كاملة فيما يسمى بـ«اقتصاد الحرب»، فبعد النكسة لم يتوان الشعب لحظة واحدة فى تقديم كل ما يملك لقواته المسلحة، حرم الشعب نفسه بإرادته من الطعام والشراب، ورفع شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» ووقف الجميع مسلمين ومسيحيين رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا خلف جيشهم، فكان الانتصار العظيم الذى يعد الأول من نوعه فى انتصار جيش عربى على قوات الاحتلال المدعومة من الغرب بأحدث الأسلحة.

وقال «نوح» ان الرئيس السيسى استطاع منذ توليه الحكم أن يقف فى وجه مختلف المؤامرات التى تحاك للوطن، فقد نجح الرئيس فى اعادة وتجديد تسليح القوات المسلحة، لتكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن ،كما أن قوة الجيش فى الدولة المصرية تمنع تلقائياً نجاح المخططات التدميرية، مشيرا الى أن مصر عاشت خلال السنوات القليلة الماضية أجواء أشبه بأجواء الحرب ولكنها الحرب الحديثة التى تستخدم فيها الشائعات للتحكم فى العقول، وجعل الشعوب تدمر نفسها داخلياً، ودخول الدول فى مستنقعات التفكيك، ثم يأتى المستعمر فى صورة «المنقذ» للشعوب، وسرعان ما يعلن عن وجهه القبيح بتمويل الطائفية والعنصرية وجعل أبناء الشعب الواحد يسقطون فى مسلسل اللانهاية من القتل والدمار، الأمر الذى يستلزم ضرورة التوعية

بمخاطر الانسياق وراء الشائعات، وللنظر حولنا ماذا فعل المستعمرون الجدد فى دول الجوار فى ليبيا وسوريا والعراق.

وحول دوره فى حرب أكتوبر يحكى النقيب سمير نوح أحد أبطال المجموعة «39 قتال» أن الجيش المصرى نجح فى تحقيق أعظم انتصار عسكرى على الجيش الاسرائيلى فى حرب أكتوبر 73، مشيراً الى أن المجموعة قامت بـ 92 عملية استشهادية ضد العدو، شارك فى تنفيذ 35 عملية منها، حيث كسرت هذه العمليات حاجز الخوف ومهدت الطريق لرفع الروح المعنوية فى صفوف القوات المصرية والشعب أيضاً، مشيرا إلى أن أول كمين قامت به المجموعة شرق القناة تمكن خلالها الأبطال من أسر «يعقوب رونيه» الذى يعد أول أسير اسرائيلى على الجبهة المصرية خلال معارك الاستنزاف.

وعن انضمامه للمجموعة التى أطلق عليها الخبراء الروس «رجال المستحيل» ولقبها «موشيه ديان»  بمجموعة «الأشباح» يقول «نوح»  انضممت إلى صفوف الصاعقة البحرية بعد حصولى على فرقة عام 1966، كنت وقتها بدرجة رقيب وحصلت على فرقة القفز بالمظلات، ثم فرقة معلمى الصاعقة 104 عام 1967 بتقدير جيد جدًا، وكان رجال  المجموعة «39 قتال»، يتميزون  بالكفاءة والبسالة وقوة البنيان، ورشحنى لها النقيب إسلام توفيق، وكنت وقتها برتبة عريف، وتم اختيارى ضمن القوام الأساسى للمجموعة، بقيادة العقيد الشهيد  إبراهيم الرفاعى.

وعن أول مشاركة له فى عمليات استشهادية ضمن صفوف المجموعة «39 قتال» أكد نوح أن أول عملية كانت ضمن مجموعة «الضفادع البشرية» يوم 4 يوليو 1967، وفجرّنا أكثر من مليون صندوق ذخيرة ومعدات، استولى عليها العدو بعد 5 يونيو، بعد انسحاب قواتنا، حتى لا يستخدم سلاحنا فى محاربتنا، ثم توالت من بعدها العمليات، حيث قمنا بالثأر للشهيد البطل عبدالمنعم رياض الذى استشهد يوم 9 مارس 69 وقامت المجموعة 39 قتال بقيادة إبراهيم الرفاعى بالهجوم على موقع «لسان التمساح 1» فى 19 ابريل 69 ودمرنا الموقع بالكامل. وتم قتل 44 جنديا وضابطا اسرائيليا. وبعد 3 شهور فى 7 يوليو 69 هاجمنا الموقع مرة أخرى ودمرناه، وتوالت العمليات ضد العدو الإسرائيلى، حيث قامت المجموعهة بزرع الألغام على طرق المواصلات والمدقات داخل عمق سيناء وعمليات الاستطلاع ورصد وتطوير المواقع الاسرائيلية تمهيداً لضربها، كما قمنا فى حرب أكتوبر بضرب مستودعات البترول فى مناطق بلاعيم وشراتيب وضرب مطار الطور العسكرى ومهاجمة مواقع العدو برأس محمد بالقرب من شرم الشيخ، ما أربك العدو وشل تفكيره لوصول القوات المصرية إلى هذه النقطة.

وقدم نوح التحية للشهداء الذى ضحوا بأرواحهم  من أجل مصر فى حرب اكتوبر المجيدة، مؤكداً ضرورة أن يقرأ الشباب المصرى تاريخه القديم والحديث ليعرف حجم المؤامرات التى تدار لمصر فى السر والعلن، ويعرف أيضاً أن القوات المسلحة هى الحصن الحصين أمام أى مستعمر، فالمستعمرون دائماً لا يقيمون وزناً للدول الضعيفة التى فرطت فى جيشها وأهملت تسليحه، وانساقت وراء الشائعات حتى مزقت أوصالها، ولننظر الى دول الجوار التى نشبت بداخلها الحروب الأهلية بسبب نجاح المؤامرات فى الوقيعة بين الشعوب وجيوشها.

النقيب متقاعد سمير نوح