تعرف على اسم الله المذل
إن معرفة أسماء الله جل جلاله الواردة في الكتاب والسنة، وما تتضمنه من معاني جليلة، وأسرار بديعة، ولمن أعظم الأسباب التي تعين على زيادة إيمان العبد وتقوية يقينه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:”ولما كانت حاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم الحاجات، كانت طرق معرفتهم له أعظم من طرق معرفة ما سواه، وكان ذكرهم لأسمائه أعظم من ذكرهم لأسماء ما سواه”.
ومن الأسماء الحسنى : اسمه سبحانه ( المعِزُّ المذِلُّ ) ، وهما اسمان من أسماء الله الحسنى لصفتين من صفات أفعاله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى في محكم آياته :
( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (26) آل عمران
قال القحطاني : المعِزُّ المذِلُّ:
هو الذي يهب القوة والغلبة والشدة لمن شاء فيعزه، وينزعها عمن يشاء فيذله.
والمعِزُّ المذِلُّ: أي أن الله أعزَّ أولياءَه بالنعيمِ المقيم في الجنةِ وأَذَلَّ الكافرينَ بالخلودِ في النارِ، وفي كتاب الله عز وجل : {وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء} (آل عمران 26).
فالله سبحانه وتعالى هو المعز: لأنه هو
والله سبحانه وتعالى هو المذل : أي الذي يلحق الذل بمن يشاء من عباده، فالله يذل الإنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو بالاحتياج إلى سواه
وقد ربط الله العز بالطاعة فهي طاعة ونور وكشف حجاب
وربط سبحانه الذل بالمعصية فهي معصية وذل وظلمة وحجاب بين العبد وربه
والمعز: هو الذي يهبُ العز لمن يشاءُ من عباده، وهو الميسر أسباب العزة
والمذل: هو الذي يُلحِقُ الذُّلَّ بمَنْ يشاء من عباده ويَنفي عنه أنواعَ العز جميعاً.