رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيفية تقوية القلب بالإيمان

بوابة الوفد الإلكترونية

ذكر العلماء عدّة أسبابٍ لزيادة الايمان بالله، وذلك لحاجة كلّ مسلم لزيادة إيمانه بسبب ما يتعرّض له من تقلّباتٍ وفتنٍ، ومن الأسباب التي تزيد من الإيمان:

 

التعرّف على أسماء الله تعالى، وصفاته؛ فمعرفتها من العلوم التي تُورث خشية الله، وهيبته، وإجلاله، والصبر على البلاء، والعلماء هم أكثر الناس معرفة بالله وأسمائه وصفاته؛ فلذلك كانوا أكثر الناس خشيةً من الله، حيث قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فالخشية كانت أثراً لقوة الإيمان في القلوب. طلب العلم الشرعي؛ فالعلم طريقٌ للخشية التي تعدّ علامةً على الإيمان، وقد جعله النبي -صلّى الله عليه وسلّم- طريقاً إلى الجنة، حيث قال: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة).

 

التأمّل في آيات الله الكونية، وفي مخلوقاته؛ فالتأمّل بها يُشعر بعظمة الله تعالى، فيتعزّز الإيمان في النفس، ويزداد الإنسان يقيناً بأنّ الله هو المستحقّ وحده للعبادة، وأنّه الملجأ الوحيد للعبد عند الخوف، وعند الرجاء، فلا يفرّ إلّا إليه، ولا يخشى إلّا منه.

 

قراءة القرآن الكريم وتدبّره، فتلاوة القرآن بتفهّمٍ وتفكّرٍ سببٌ لزيادة الإيمان، حيث بيّن ابن القيم أنّ قراءة آيةٍ واحدةٍ بتدبّرٍ خيرٌ من قراءة القرآن كاملاً دون تدبّرٍ، وذلك أدعى لحصول الإيمان في القلب، وتثبيت وتعزيز الإيمان في النفس. الإكثار من ذكر الله تعالى، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مثلُ الَّذي يذكُرُ ربَّه والَّذي لا يذكُرُ ربَّه مثلُ الحيِّ والميِّتِ).

 

فذكر الله يحيي القلب ويزيد الإيمان، وعدم ذكر الله يميت القلب ويُنقص الإيمان. تقديم ما يحبّه الله ورسوله على هوى النفس، ويدل على ذلك حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ثلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ وجَد حلاوَةَ الإيمانِ: أن يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سِواهما، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلا للهِ، وأن يَكرهَ أن يَعودَ في الكُفرِ كما يَكرهُ أن يُقْذَفَ في النارِ)، فالمرء إذا تأمّل وآمن أنّ الله هو المُنعم فقط، وأنّ الرسول المبلّغ لمراد ربّه؛ توجّه المرء لله. حضور مجالس الذكر؛ فالمرء بذلك يتنبّه لطاعاتٍ غفل عنها، وينتهي

عن معاصٍ كان يفعلها، وذلك سببٌ في زيادة الإيمان، بالإضافة إلى الصحبة الخيّرة الصالحة في تلك المجالس، فالصاحب الخيّر يهدي صاحبه لما فيه زيادةٌ للإيمان، ودليل ذلك ما رواه أبو موسى رضي الله عنه، أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ، كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ، فحاملُ المسكِ: إمَّا أن يُحذِيَكَ، وإمَّا أن تبتاعَ منهُ، وإمَّا أن تجدَ منهُ ريحاً طيِّبةً، ونافخُ الكيرِ: إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ، وإمَّا أن تجدَ ريحاً خبيثةً).

 

البُعد عن المعاصي؛ فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أنّ الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والمؤمن كلما كان أبعد عن المعاصي والفتن حافظ على الإيمان، فالبُعد عن المعاصي من طاعة الله تعالى. الإكثار من النوافل والطاعات، فالنوافل سببٌ في قُرب العبد من ربّه، ومحبة الله تعالى له، وإجابته حينما يدعوه، حيث قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربّه: (وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه).

 

سؤال الله تعالى زيادة الإيمان وتجديده؛ فإذا أحسّ المؤمن أنّ إيمانه قلّ يلتجئ لله ويدعوه، كما كان السلف الصالح يفعلون، فابن مسعود رضي الله عنه كان يدعو الله قائلاً: (اللَّهمَّ زِدْنا إيماناً ويقيناً وفقهاً).