رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكلمة الطيبة صدقة

بوابة الوفد الإلكترونية

 الكلمة الطيبة صدقة، هذا أصل من أصول الدعوة الإسلامية العظيمة، تجد أثرها وفعاليتها في كلَّ المجالات، فتَخيِّرُ أفضلِ الكلمات، وانتقاءِ ألطف العبارات؛ كفيلٌ بنزع فتيل أكبر المشكلات، وللكلمات أنوارٌ، إذا لمعتْ بروقها؛ أضاءت قلوب السامعين، وأنارتْ ظلمة الغافلين، فالمؤمن ليس بلعَّان، ولا طعَّانٍ، ولا بذيء، ولا فاحشٍ، ولا متفحِّشٍ، كما أنه ليس بفج العبارات، أو قاسي الكلمات، يجلد بسوط خيوطه من حرير؛ فيُحدثُ وقْعاً وأثراً، ولا يقطع لحماً، أو يُنزف دماً.

 

و إياك والجدل؛ إلا ما كان بالحسنى، غير ذلك، فهو المراء الذي يُرهق العقول، ويوغر الصدور، بالجدال؛ قد تخسر أقرب الأصدقاء، وأخلص الأحباب، ولو كنت محقاً. ذلك أن المجادل بعقله الباطن؛ يربط كرامته بأفكاره، فإذا أردت أن تنقض أفكاره بالحجة والبرهان؛ يرى أنَّك تنتقص من كرامته؛ فيزداد بها تشبثاً! فلذلك وجه النبي -عليه الصلاة والسلام-أصحابه الكرام، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" أنا زعيم ببيت في رَبَض الجَنَّة لمن ترك المِراء، وإن كان مُحِقّاً، وببيت في وَسَط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حَسَّنَ خُلُقَهُ ".

 

وفرق كبير بين المجادلة وبين الحوار، الحوار: تسوده المحبة، يسوده التفاهم، يسوده التواصل، تسوده رغبة في معرفة الحقيقة، بينما الجدال: يسوده الكبر، يسوده رغبة في تحطيم الآخرين، يسوده استعلاء، فإياك أن تجادل، لا تجادل، ولكن، ألق كلماتك الرقيقة العاتبة بأرقى أسلوب؛ فلعلَّ قلب المخطئ يلين.

 

القاعدة السادسة: الرفق مذلل الصعاب، فالرفق زينة الأمور، وزينة الكلام، وزينة الرجال، وزينة الإسلام كله، وقد حض عليه الرسول الكريم في عدة مواطن، فقال- صلوات ربي وتسليماته عليه- :" إِنَّ اللهَ رَفيقٌ يُحِبُّ

الرِّفْقَ، ويُعطي على الرِّفْقِ ما لا يُعْطي على العنفِ، وما لا يُعطي على مَا سِواهُ " ، وقال : "إِنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيء إِلا زَانَه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إِلا شانَه " ، وقال " إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِين، فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ " ويعطينا مثالاً عملياً راقياً، في تطبيق النصيحة-برفق-مهما كان العمل مستفزِّاً ومُنفِّراً، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: " أنَّ أعْرَابيّاً دخلَ المسجدَ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جَالِس، فصلَّى ركعتين، ثم قال: اللَّهُمَّ ارْحمني ومحمداً ، ولا ترحمْ معنا أحداً، فقال النبيّ-صلى الله عليه وسلم-: لقد تَحَجَّرْتَ وَاسِعاً ، ثم لم يَلْبَثْ أن بالَ في ناحية المسجد، فأسْرَعَ إِليه النَّاسُ، فنهاهم النبيُّ-صلى الله عليه وسلم-وقال: إِنما بُعِثْتُم مُيَسِّرِينَ، ولم تُبْعَثُوا مُعسِّرِينَ، صُبُّوا عليه سَجْلاً من ماء، أو قال: ذَنُوباً من ماء " ثم قال للإعرابي: " إِنَّ هذه المساجدَ لا تصلحُ لشيء من هذا البول والقَذَرِ؛ إِنما هي لِذِكْرِ الله، والصلاةِ، وقراءةِ القرآن " كلمات رقيقة-برفق- استولت على قلب الأعرابي، وحققت المراد منها بكل يسر وسلاسة.