تعرف على الواجب علينا تجاه اسم الله القدوس
إن من الواجب علينا تجاه اسم الله القدوس أن نُقدِّس الله -تعالى- وننزِّهه بألسنتنا وأقوالنا بعد أن نزَّهناه -عز وجل- بقلوبنا وعقولنا، ولذلك ألفاظ عدة، منها ما يلي:
الأول: قولنا: "سبحان الله"، ولعله أعظمها وأدلها على تقديس الله -تعالى-، ومعناه: تنزه الله وتعالى الله وترفع الله وتسامى الله... يقول القرطبي في قول الله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ) [الأنبياء: 22]: "نزه نفسه، وأمر العباد أن ينزهوه" (تفسير القرطبي)، وقد اختص الله -تعالى- نفسه بهذه الكلمة، فلا يجوز ولا يصح أن تطلق على سواه -سبحانه وتعالى-.
وقد أمرنا القرآن الكريم مرارًا أن نسبح الله، فقال: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى: 1]، وأمر بها نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أن يذكره بها، قائلًا: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ) [يوسف: 108]، وما في الكون من شيء إلا وهو يسبح الله -تعالى-: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) [الإسراء: 44].
إحسان الظن بالله -تعالى-: فكيف لنا وقد علمنا أن من أسماء الله القدوس أن نسيء فيه -عز وجل-
وتنزيهه -تعالى- عن الموت والنوم والمرض والاحتياج إلى غيره، وعن كل ما يعتري المخلوقات مما لا يليق بالخالق -سبحانه وتعالى-، فهو الحي الذي لا يموت، قالها الله -تعالى-: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) [الفرقان: 58]، ولا يغفل ولا ينام، قال -عز من قائل-: (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) [البقرة: 255]، وهو بالغ الغنى عمن سواه، قال -تعالى-: (سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) [يونس: 68].