رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليلة زفاف بنت الأكابر!

بوابة الوفد الإلكترونية

ليلة زفاف حفيدة العائلة الأرستقراطية الثرية، فى أحد فنادق الخمس نجوم القابعة على نيل القاهرة الخالد على ابن القرية الوسيم صاحب المركز المرموق والذى أغرى ابنة الذوات بوسامته وتفوقه العلمى ومستقبله الباهر وأصرت على الارتباط به ولم تنظر للفوارق الاجتماعية.

ولما لا. وهو يشغل منصب أستاذ جامعى فى تخصص نادر ويعتزم اتمام تعليمه فى الخارج وأن أسرته رغم بساطتها لم تبخل عليه ولا على تعليمه وبل وتنوى انفاق كل ما تملك من أجل مستقبله وسعادته. تعرفت عليه عن طريق إحدى صديقاتها ونصبت شباكها حوله واستطاعت أن توقع به ولأنه صاحب القيم والمبادئ ولا يمكنه الموافقة على اقامة علاقة سوى الزواج فدخل البيت من بابه كما يقال وطلب يدها للزواج. وتمت موافقة أسرتها الارستقراطية. صاحبة جذور الباشوية. وتم وضع كل الشروط. وأعد الخطيب منزل الزوجية ليناسب ابنة الذوات وأنفق كل ما ادخره وباع له والده ما استطاع. وتم تحديد ليلة الزفاف المنتظرة وكل ترتيباتها من تخطيط العروس وإعدادها وتحديد أعداد المعازيم ومن هم. انتهى اليوم والعروس تعد نفسها وزينتها فى إحدى غرف الفندق. ومع الموعد الذى تمم تحديده بدأ المدعوون فى التوافد على القاعة الراقية التى تم حجزها لاقامة ليلة الزفاف المنتظرة. زفاف ابنة الذوات والفلاح الذى استطاع بتفوقه وطموحه أن يصل الى ابنة العائلة الارستقراطية بل هى من سعت للزواج منه. وبدأت مراسم الليلة التى وصفها المعازيم بأنها ليلة من الخيال حيث الأضواء المتلألئة، وتصدح الموسيقى، القاعة وقد امتلأت عن آخرها بأقارب العروسين، أسرة العروس وصديقاتها في أزيائهن المستوردة من بيوت الأزياء في عواصم أوروبا يتحلين بالجواهر الثمينة التي يخطف بريقها الأبصار، ويتعطرن بعطور تدير رائحتها النفاذة الرءوس بالنشوة.

وأسرة العريس القادمة من الريف الطيب، النساء في ملابسهن السوداء التي تخفي أجسادهن من الرأس إلى القدم، والرجال بملابسهم البلدية، بالجلباب والجبة والقفطان، والعمة والطاقية، واتخذ كل من الأسرتين ركنا خاصًا بهم ولا يوجد بينهم حوار سوى النظرات المتبادلة ولسان حالهم الانتقاد وعدم الرضا والتساؤل كيف اجتمع العروسان مع كل هذه الفوارق بين الاسرتين. ولكن الكل صامت يحاول ان يظهر السعادة والرضا   وفجأة يحدث كل ما يبدد بهجة الفرح وينهى الصمت المتبادل والنظرات غير راضية عندما قامت العروس وغادرت  الكوشة إلى وسط القاعة تاركة عريسها فى مكانه بعد جدل بينهما وملاحظة المدعويين وأشارت إلى الموسيقى أن تعزف، وطلبت اغنية معينة وتوسطت القاعة،  وبدأت وصلة من الرقص  واندمجت في الرقص وبدأت تتمايل  بفرحة وسعادة لا توصف والتف حولها الأهل والأصدقاء، والنساء أكثرهن من الشابات يدرن حولها بالتصفيق على الواحدة، والغناء والصراخ مع نغمات الموسيقي هذه عاداتهم وهذا ما يحدث فى كل الأفراح العادية الارستقراطية وربما لا يكون فرحا اذا لم ترقص العروس وصديقاتها وأسرتها حتى الصباح. ولكن العريس رفض الرقص خوفا من والده ونظرات أسرته لأنه يعى جيدا نظرتهم فى الرقص المألوف.

وفجأة انتفض والد العريس وغادر مكانه بعد رؤيته لعروس ابنه ترقص وتتمايل وسط الشباب والفتيات بل وكل أفراد عائلتها الذين بدوا سعداء برقصها وسعادتها بل وألقوا اللوم على عريسها الذى رفض مشاركتها سعادتها بوصلة الرقص. ولكن هذا المنظر أثار حفيظة الأب وأخرجه عن هدوء نفسه وأصابه بالخجل والفضيحة أمام أهل قريته وهرول مسرعا إلى الكوشة وقام بجذب ابنه العريس من ذراعه وتوجه به إلى حلبة الرقص، وصرخ فيه

وهو ممسك بذراعه وبصوت جهوري وطلب منه إلقاء يمين الطلاق على عروسه وفورا وهو يسترسل لست ابني، وأنا برئ منك إلى يوم الدين، وإذا لم تطلقها الآن فسأطلق أمك.

ووسط الذهول، والصمت الذي خيم على القاعة وأمام تهديد الأب لابنه بطلاق والدته ودموع الأم الصامتة والدائرة بين سعادة ابنها واصرار زوجها على طلاق ابنه لعروسه فى ليلة زفافهما أو تطليقها هى فى هذه السن يا لها من كارثة أحلت بالأسرة البسيطة التى ظنت أنها وصلت الى عنان السماء بهذا النسب وأثناء دوامات الأم ودموعها التى تأبى أن تتوقف وانعقاد لسانها عن الكلام سمعت صوت ابنها حزينًا منكسرًا يقول «أنتِ طالق» تدوي في جنبات القاعة، وتصبب العرق الغزير على وجه الابن العريس المتجهم، الذى كاد أن يسقط أرضا. وذهول العروس وأسرتها من هول الموقف. لم يستطع أحد أن يقول شيئا الكل أصيب بالصدمة. لماذا كل ذلك وكيف يطلقها ليلة زفافها، إنها لم تفعل منكرا، إنها ترقص وكل العرايس يرقصن ولكن هذا يعد فضيحة فى عرف أهل العريس وخاصة والده وفي دقائق معدودة خلت القاعة من أسرة العريس متوجهين إلى القرية. لملمت العروس ما بقى من قوتها وأصيبت بحالة انهيار تام كيف فعل بها ذلك من اختارته من بين العشرات الذين تهافتوا عليها وهى ابنة الحسب والنسب والثرية. شهور مضت تنتظر تراجع عريسها عن موقفه واعترافه بخطئه فى حقها وأن يعود يداوى جراحها وانصافها أمام الجميع وانقاذها من القيل والقال. ولكن اختفى وذهب دون رجعة. وأمرها والدها برفع دعوى تطالبه فيها بالنفقة الزوجية، ونفقة العدة، والمتعة ومؤخر صداقها، وتعويض عما لحق بها من أضرار أدبية ونفسية، بسبب طلاقها فى ليلة الزفاف. ووافقت على مضض وكانت تقول لأسرتها إنها لا تريد منه شيئا وإن خسارتها لا يعوضها المال مهما بلغ حجمه ولكن اصرار أسرتها دفعها الى توكيل محام لإرضاء والدها وأسرتها. وتبارى محامى الزوج فى الدفاع عنه والتهرب من دفع حقوق الزوجة ومحاولة بخس حقوقها. ولكن كل هذا لم يعد يعنى شيئا للزوجين اللذين أرغما على الفراق قبل بداية حياتهما. وأصبحت معركة المحاكم تدار بين الأسرتين وكل منهم يحاول الفوز على الآخر، كل هذا على بقايا مشاعر الأبناء!