رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مستشار برنامج المناخ العالمي في حوار لـ"الوفد" يحذر من الانقلاب المناخي ويجيب.. كيف ننقذ البشرية ؟

الدكتور مجدي علام،
الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين عام ا

- درجات الحرارة المرتفعة تؤكد أن التغير المناخي أصبح حقيقة

- الانقلاب المناخي يحمل أزمات وكوارث غير متوقعة

-  التغير المناخي في مصر جزء من تأثر دول العالم كافة

- غلاف الكرة الأرضية حدث فيه تغير حاد بسبب الثورة الصناعية

- قضينا على الغلاف الجوي في أقل من 500 سنة

- استمداد الطاقة من الهيدروجين الأخضر تجربة واعدة ولكن ما زال أمامها طريق

 

 

أكد الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن ما يحدث في المناخ وارتفاع في درجة الحرارة بشكل مطرد مقارنة بالسنوات الماضية، سببه الرئيس ما تقوم به الدول الصناعية الكبرى، في نهضتها والتي تؤثر على الكرة الأرضية وظهر ذلك جليًا في حالة الطقس الحالية، مؤكدًا أن من ضمن الدول هي الصين والتي أعلنت بأنها لن تلتزم بأي شيء في البيئة إلا عقب تحقيق أغراضها الاقتصادية كافة، وبالفعل حدث ذلك.

 

اقرأ أيضًا:- وزير البيئة السعودي: حماية كوكب الأرض ضرورة ملحة للأجيال الحالية والقادمة

وزيرة البيئة: المبادرة الرئاسية "اتحضر للأخضر" تؤكد اهتمام الدولة بالملف البيئي ودمجه في الاقتصاد

الإمارات والولايات المتحدة تبحثان التعاون بمجالات الحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية

 

وأضاف مستشار برنامج المناخ العالمي خلال حواره لـ"الوفد" أن الدرجات المرتفعة للحرارة تؤكد أن التغير المناخي أصبح حقيقة ونخشى أن نتحول إلى مرحلة الانقلاب المناخي، والذي يعد ضياعًا لـ استقرار المناخ، وهو أن ترى الفصول الأربعة في اليوم الواحد، وهنا تفشل الزراعة والإنتاج الحيواني، ولن يستطيع البشر العيش وستكون مشكلة كبيرة وتحدٍ للجميع، ونتمنى ألا يحدث وتستطيع البشرية أن تتأقلم مع التغير المناخي، وليس الانقلاب والذي يحمل أزمات وكوراث غير متوقعة.

 

 

إلى نص الحوار..

 

• بداية ما هو التغير المناخي؟

الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي

 

- التغير المناخي أصبح حقيقة وواقع، وهو أن المناخ المعتاد للأربع فصول الصيف- الشتاء-  وما بينهم الربيع والخريف، وصل الأمر إلى فصلين الشتاء والصيف فقط، والجزء الثاني المواطن كان يعتاد أن في فصل الصيف درجات الحرارة في بلد مثل مصر لا تزيد عن 30 درجة مئوية، ولكن أن تصل إلى بعض المناطق مثل أسوان لـ46 درجة مئوية، والكويت تصل 57 درجة، وكليفورنيا والذي يطلق عليه واد الموت تتخطى 58 درجة، وهو ما يعد أعلى ارتفاع لدرجات الحرارة، على سطح الكرة الأرضية.

 

حدثنا عن تداعيات الانقلاب المناخي من وجهة نظرك؟

التغير المناخي

- الدرجات المرتفعة للحرارة تؤكد أن التغير المناخي أصبح حقيقة ونخشى أن نتحول إلى مرحلة الانقلاب المناخي، والذي يعد ضياعًا لاستقرار المناخ، وهو أن ترى الفصول الأربعة في اليوم الواحد، وهنا تفشل الزراعة والإنتاج الحيواني، ولا يستطيع البشر العيش وستكون مشكلة كبيرة وتحدٍ، ونتمنى ألا يحدث وتستطيع البشرية أن تتأقلم مع التغير المناخي، وليس الانقلاب والذي يحمل أزمات وكوراث غير متوقعة.

 

في حديث لوزيرة البيئة أكدت أن مصر تعتبر من أكثر الدول التي ستتأثر بالتغير المناخي.. برأيك ما الأسباب؟

 

- التأثر الذي يحدث في مصر في التغير المناخي، هو جزء من تأثر دول العالم كافة، ولا يتصور أحد أن هناك دولة ستنجو من تغيرات المناخ عن الأخرى، فهي ظاهرة متأثرة بها الكرة الأرضية، وسببها أن غلاف الكرة الأرضية حدث فيه تغير حاد منذ أن تدخلت البشرية في عهد الثورة الصناعية وحتى الآن، وحجم الوقود الأحفوري والبترول والفحم وغيرها من المواد المبنية على الهيدروكربونات.

 

الحقيقة أن ذلك يشكل كارثة تكاد تكون كونية، والغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية بلا استثناء أصبح في حالة متغيرة عن فترات طويلة من السنوات، ويمكن القول إن الغلاف الجوي الذي استغرق أكثر من واحد وثلاثة من عشرة مليار سنة بغية أن يتكون حول الكرة الأرضية، نحن قضينا عليه في أقل من 500 سنة وهي مسألة من الصعب استراجعها بسهولة.

 

برأيك من يتحمل التغيرات المناخية الحالية؟

حرائق بسبب تغير المناخ

- الحل الوحيد الذي اتفق عليه العلماء للتعامل مع التغير المناخي، ثلاث مراحل هو إجماع دول العالم الصناعية العشرين دولة، أنهم يتحملون المسئولية الأولى في إفساد المناخ العالمي، وأولها الصين خاصة أنه عندما أرادت النهضة الصناعية والاقتصادية، أعلنت عن أنها لن تلتزم بأي شيء في البيئة إلا عقب تحقيق أغراضها الاقتصادية كافة، وبالفعل حدث ذلك.

 

وقالت الصين إنها ستلتزم بتحمل المسئولية من أول 2020-2062، والتصريحات الأخيرة للصين تقول إنها ستبدأ الالتزام مبكرًا قبل الموعد المحدد، ولكن لم نرَ على أرض الواقع تنفيذ ولا التزام، عدا الاتحاد الأوروربي، بدأ يلتزم ويحول للطاقة النظيفة مثل قبرص اليونان ألمانيا، سترى جميع البيوت عليها مسطحات تولد الطاقة الشمسية.

 

هل هناك تحديات تواجه الطاقة النظيفة؟

 

-  بالطبع التحدي يكمن في الصناعات الحديدية والألومنيوم والأسمنت، والتي تحتاج إلى أفران بطاقة أكثر من 700 درجة مئوية، ولا يمكن أن نتحدث عن تحسين المناخ، وهناك المصانع مثل الحديد والصلب وغيرها، من يعتمد على الحرق، والذي يعد المصدر الرئيسي لغازات الاحتباس الحراري، وكونهم خارج منظومة الالتزام البيئي نتيجة عدم وصول العالم إلى تكنولوجيا تصل لـ700 درجة مئوية باستخدام الطاقة الشمسية، وهو الطريق الطويل أمام البشرية في أن تستطيع التحويل للصناعات الرئيسة الملوثة إلى صناعات نظيفة، نظرًا أن الطاقة الشمسية والرياح والمياه، لم تستطع قدرتها مجارة طاقة الصناعات الثقيلة.

 

 

ونتمنى أن نرى مصنع حديد أو ألومنيوم يحتاج إلى درجة حرارة عالية، بالتحول لطاقة نظيفة، ولكن يبدو في المدى القصير صعب جدًا، وهو ما أدى إلى وجود طلب على الوقود الأحفوري والبترول.

 

هل تحسن المناخ يتطلب من الدولة استمداد الطاقة من الهيدروجين الأخضر؟

 

- مصر بأكملها لم تصل إلى 5% أو 10 % من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وأفريقيا لم تصل إلى 4% من غازات الاحتباس الحراري، ولو تحدثنا عن الاحتباس الحراري يجب أن نشير إلى الملوثين العظام، مثل أمريكا الصين روسيا الهند والاتحاد الأوروبي.

 

وهم يتحدثون أنهم أصحاب التكنولوجيا الأوائل، نحن نقول لهم وأنتم ملوثون عظام، ولو أردنا تحسين المناخ يجب ألا نطالب مصر وأفريقيا أولا، بل الدول الملوثة.

 

والحقيقة أن الطاقة من الهيدروجين الأخضر، طاقة واعدة ولكن مازال أمامها طريق، للاستفادة من المكونات البترولية بدل حرقه، وهو إضافة لمصادر الطاقة، ولو أن الهيدروجين، تم فصله بتقنيات سهلة، سيكون تطورًا جيدًا.

 

ولكن نحن في مصر لسنا مثل أوروبا ومعظم دول أفريقيا، تنتشر فيها الطاقة الشمسية، ونحن لدينا الغاز الحيوي موجود في البحر المتوسط، والذي يشكل طاقة شبه نظيفة، صحيح يحتوي على نيتروجين، ولكن ما زال طاقة نظيفة، وهؤلاء لو تم إضافة لهم الهيدروجين الأخضر سيكون مكسبًا للبيئة.

 

حدثنا عن أهداف وبنود اتفاق باريس للمناخ؟

الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي

 - اتفاق باريس يعد طموح جدًا، والدول العظمى تحدثت عن جميع مبلغ مالي ترليون دولار، ولكن لم يحدث شيء، بغية أن تقدم معونة للدول التي تحتاج، أن تحول نظامها في الطاقة من تقليدي، إلى نظم حديثة.

 

والاتفاق يحوي مكونات منها، هو التزام الدول الصناعية الكبرى بتخفيض غازات الاحتباس الحراري حتى 2030، بشكل يجنبنا الوصول في 2050 إلى درجة ونصف مئوية، وأخشى أن نصل لتلك الدرجة عام 2050، ولو حدث ذلك ستكون مشكلة كبيرة للكرة الأرضية.

 

واليوم نرى حرائق في كاليفورنيا وكندا وغيرها في

أوروبا والصين، وفي أستراليا، وهو ما يغير الشعب المرجانية، وتجد جمود الكائنات المائية الأسماك، نتيجة الملوثات بسطح المسطحات المائية، وتم العثور على حيتان جلدها محروق من الأمطار الحمضية.

 

هل الدول الصناعية الكبرى تتسبب في تغير المناخ؟

 

- بالتأكيد طبعًا، والموضوع يشكل أزمة كبيرة جدًا ونتمنى أن يكون هناك نوع من الالتزام الإنساني، ولا نقول قانوني، لأننا خدعنا كثيرًا، منذ بروتوكول كيوتو، ومنذ أن أعلن الدكتور طلبة عام 1992 عن اتفاقية المناخ، ثم اتفاقية باريس وقالوا إنها ملزمة، ولم نجد التزام لا تقني ولا مالي ولا غيرها أبدًا.

 

وكل عام نجتمع، وقالوا إننا سنخفض الانبعاثات، وأن هناك تكنولوجيا نظيفة، بغية أن يحصل عليها الفلاح لمحطة الطاقة الشمسية، تحتاج 300 ألف جنيه، "الفلاح المصري يعمل بطاقة نظيفة بسبب الأخ الأوروبي دمر الغلاف، ومن أين يأتي بالمبلغ".

 

وتلك المسائل أصبحت تحديات كبرى للبشرية، وأتمنى يوم ما يحدث التزام حقيقي لإنقاذ الكرة الأرضية من التلوث الجامح للاحتباس الحراري.

 

أهمية مبادرة "اتحضر للأخضر" للمناخ في مصر؟

 

- هي محاولة لكل عناصر البيئة وحماية، للتنوع البيولوجي، خاصة أن لديك محميات طبيعة لا مثيل لها في العالم مثل، رأس محمد وحناطة ونبق وسيوة، وأتمنى أن تعطيها الدولة مزيدًا من العدم، لتشكل كنز من التنوع البيلوجي وكنز للحياة لا يوجد في كثير من الدول.

 

تحدثت سابقًا بأن مصر بها 48 موقعًا تصلح محمية طبيعية.. أهمية تلك المواقع من وجهة نظرك؟

 

في الحقيقة لو لدينا نظم سياحية وتسويقية جيدة، كانت مصر ستكون في مقدمة الدول السياحة الطبيعية، والعالم الآن يتحول إلى سياحة مشاهدة الطيور، و26 مليون سائح في العالم يزورون أماكن بغية أن يرى النسر الأبيض وهو صغير، في مطلع الشمس.

 

وطبعًا المحميات كنز لا يفنى في مصر، ولدينا أكثر 48 موقعًا سياحيًا، والدولة تعمل على 26 موقعًا والباقي، ليسوا مكتملين، على سبيل المثال سانت كاترين لولا تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان الممكن أن تضيع، ولكن الرئيس طلب تطويرها.

 

خاصة أن بها جبل التجلي وجبل الطور، والبقعة المباركة التي تجلى الله فيها لسيدنا موسى، وكلم سيدنا موسى في واقعة لن تتكرر عبر الكون، وهذه البقعة لو تم تسويق 10% منها للعالم ستجد العالم أجمع طوابير للسياحة بها.

 

أسباب الحرائق المنتشرة في العالم خلال الفترة الماضية.. هل تتعلق بالمناخ؟

جانب من الحرائق

- الحرائق التي انتشرت في كندا أستراليا أوروبا أمريكا الصين، اليونان وتركيا، سببها أن الغابات المتشرة في هذه البلاد فيها، مشكلتين هما، الأوراق التي تتساقط من الأشجار على التربة، إذا استمر معها البلل سواء نتيجة الندى أو الأمطار، تنتج غاز الميثان، والذي يتسبب في اشتعال بقايا الأوراق الجافة، ولو اشتعلت في شجرة تنتقل النيران بسرعة رهيبة جدًا.

 

وما يحدث هو تخمر الأوراق مع المياه، وعندما يخرج الأكسجين يشتعل، وذلك السبب الرئيسي، وعندما تشتعل النيران في فدان تشتعل في عشرات الأفدنة في وقت قصير.

 

أما السبب الثاني، ارتفاع درجة الحرارة وجفاف وتساقط الأوراق وبلل نتيجة التخمر فيخرج غاز الميثان ويحدث حرق تلقائي يسبب الحرائق، وكل الحرائق كان من الصعب السيطرة عليها.

 

ويجب على الدول الآن أن يكون لديها استعداد في إمكانيات الإطفاء بشكل أكثر وفي التعامل السريع والتدخل العاجل، وتوفير طائرات إطفاء للسيطرة على أي حرائق مستقبلية، وكنا نتوقع أن تنخفض الحرارة بعد 5 أيام، ولكن نحن في اليوم الـ10 والموجة الحارة ما زالت مستمرة.

 

من وجهة نظرك كيف ننقذ البشرية من تدهور المناخ؟

الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي

- يكون عبر التحول من الوقود الأحفوري، إلى الطاقة النظيفة وهو الحل الوحيد والأمثل، ولا بديل عنه ويجب أن ينتشر توليد الكهرباء من المناطق النائية مثل السد العالي وقناطر أسيوط، وتشكل الطاقة المائية وطاقة الرياح والشمسية، المكون الرئيس للطاقة ويضاف إليها استخدامات الغاز الحيوي، والبعد عن الفحم والبترول والحرق.

 

لأن استمرار الحرق هو تدمير للغلاف الجوي، وبالتالي في تزايد للكوارث المناخية الحادة شديدة التأثير، مثلما حدث في تسونامي واليابان والصين، نجد مناطق بأكملها تم ابتلاعها في المحيط.

 

وطبعًا الدلتا لدينا، وارتفاع مستوى مياه البحر المتوسط زود الملوحة، وفي نفس الوقت نرى الفلاح يقول غرقت في المياه، فبالتالي مصر لابد أن تستمر في زراعة الدلتا بالأرز، لكي تمنع المياه المالحة في اختراق الدلتا، وفي نفس الوقت لتحقيق توازن بين الزراعة وحماية الدلتا.

حرق الوقود

بالإضافة إلى مشروعات وزارة الري في عمل حواجز في المناطق المهددة على شواطئ البحر المتوسط بالانجراف، عبر صخور عملاقة، فضلا عن انتشار نظم الري الحديثة بديلا عن الري المفتوح، لتحويل معظم الترع إلى مواسير مغلقة واستخدام شبكات الري يالتنقيط، وكل دول العالم لابد أن تتكاتف لتوقف حرق الوقود والبترول والفحم لأنهم البديل الوحيد بسرعة لأن التباطئ لن يعود المناخ لأصله الحقيقي.