طبيبة فى بيت الطاعة!
وقفت الزوجة الحسناء فائقة الجمال والدلال معا منكسة الرأس وكأن الخجل يقتلها امام قاضى محمكة الاسرة بمصر الجديدة وبعينين يملؤهما الدمع الغزير وصوت ناعم يشوبه حزن عميق، هدأ القاضى من روعها وطلب لها كوبا من الماء، ثم طلب منها الحديث وما قضيتها، والذى اتى بها الى محكمة الأسرة، قالت ارتبطت عاطفيا بزميلى الطبيب وتمت خطبتنا وعقد قراننا ولكن فشل زوجى الطبيب حديث التخرج فى العثور على شقة الزوجية بعد عقد قرانى او حتى استئجار شقة وطلب منى الإقامة معه فى منزل أسرته بإحدى القرى القريبة من القاهرة ولكنى رفضت ذلك تماما حيث إننى أعمل طبيبة أيضا، وعجزنا عن إيجاد مسكن لقلة مواردنا وبقينا على وضعنا ولم نستطع اتمام الزفاف بسبب عدم قدرتنا الحصول على شقة، بحثنا طويلا ولم نستطع حل ازمتنا وهداه تفكيره إلى حل للخروج من هذه الأزمة، واتمام زفافنا المعطل وحصل على عقد عمل بإحدى الدول العربية، تتنفس الزوجة الحسناء الصعداء قائلة: وسافر زوجى الطبيب وتعاهدنا على أن ألحق به بمجرد استقراره هناك فى البلد العربى على ان يتم زفافنا هناك لكن غيبته طالت، ونسى أنه تركنى فى انتظار كلمة منه لأطير إليه، وسعيت حتى حصلت على عمل بنفس المستشفى الذى يعمل به بالدولة العربية، وسافرت وأنا أرتدى ثوب العرس الأبيض المزركش، وقلبى مفعم بالفرحة، ولكن بلا زفة وتعمدت عدم اخبار زوجى بحصولي على فرصة عمل واننى سوف أسافر اليه ورغبت فى عمل مفاجأة له كى ارى الفرحة والشوق فى عينيه وطلبت من والدى الا يخبره بسفرى له سوى بعد صعودى الى الطائرة وتحركها بالفعل من مطار القاهرة وطرت إليه بفرحة وانا احلم بفرحة زوجى بوصولى الليلة زفافنا المؤجل ووصلت الطائرة ونزلت فى مطار البلد العربى الذى يقيم به زوجى وانا اتجول بنظرى فى جنبات المطار لأرى زوجى، واخيرا وقعت عليه عينى وكاد قلبى ان يتوقف وانا ألملم ذيل فستان فرحى والطرحة وهرولت اليه لكنه صدمنى بصمته حيث وقف مكانه ولم يتحرك، وصدمنى أيضا الذهول الذى ارتسم على وجهه، وما إن سألته ماذا به رد قائلا: بأنه فوجئ بحضوري، وأنه حتى وصولى إليه لم يتمكن من العثور على شقة، ويقيم فى بيت الأطباء بالمستشفى كى يوفر إيجار الشقة حيث إيجار أى شقة يستنزف نصف دخله، صدمتنى المفاجأة، وتحولت سعادتى ومشاعرى فى دقائق محدودة إلى نهاية وحزن دفين، وأثقلت رأسى بالتساؤلات؟ ماذا أفعل؟ هل أعود إلى أسرتي، بثوب زفافي، أم أبيت فى الشارع، وفوجئت به يقول لى «انتِ اللى وضعتِ نفسك فى هذا الموقف»، ودار بينى وبينه نقاش حاد، وانتابنى إحساس بالعجز، خاصة عندما عرضت عليه أن يقوم بتأجير ولو غرفة، نقيم بها ونعيش فرحة زفافنا وحياتنا لكنه رفض، واصطحبنى إلى أسرة أحد أصدقائه لأقيم معهم، واستطردت قائلة: لا يمكن أن أصف شعورى فى هذه الليلة بعد أن تحول حلمى إلى كابوس مزعج، ولكن أسرة صديقه تواسينى وتمسح دموعى التى بللت ثوب زفافي، ومرت الأيام ولم يحاول ولو مرة واحدة أن يسأل عني، وما إن علم بأننى قمت باستلام عملى بالمستشفى فوجئت به يطلب منى نصف راتبي حتى يستطيع أن يستأجر الشقة، وان نستكمل حياتنا معا صدمت من طلبه منى كيف لم يسأل فى منذ وصولى ويرغب في ان ادفع له إيجار الشقة وصرخت فى وجهه، وطلبت منه الانفصال، وبعدها لم أجد فى نفسى القدرة