رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ديليسبس حائر بين العودة والرحيل

بوابة الوفد الإلكترونية

التمثال نقل من بورسعيد فى ظلام الليل والإسماعيلية تستقبله بالترحاب

المؤيدون لعودته: التاريخ لا يطمسه أحد والرافضون: رمزًا للسخرة

إهدار فرصة تاريخية لتنمية السياحة العالمية داخل المدينة

حزب الوفد يقود حملة لتنفيذ رغبة البورسعيدية بعودة التمثال للمدينة الباسلة

آثار تمثال المهندس الفرنسى فرديناند ديليسبس المشرف على حفر قناة السويس وتوصيل البحرين الأبيض بالأحمر ضجة كبيرة فى الشارع البورسعيدى بعد نقله «خلسة» فى ظلام الليل من بورسعيد عن طريق إحدى القطع البحرية التابعة لهيئة قناة السويس من داخل ترسانة بورسعيد البحرية مغطى بالمشمع لتستقبله مدينة الإسماعيلية بالترحاب واستقبال الفاتحين.

حدثت حالة من الغضب الشعبى فى كافة مؤسسات المجتمع المدنى داخل الشارع البورسعيدى بعد نقل التمثال رغم تركه مهملًا فى مخازن الهيئة ببورفؤاد منذ إسقاطه من قاعدته عام 1956 أى منذ 65 عامًا.

تم نقل التمثال فى غفلة من كافة الأجهزة بالمدينة ووضعه على الرافعة «عملاق» ونقله لمتحف قناة السويس العالمى بمحافظة الإسماعيلية المجاور لفيلا ديليسبس والمنتظر افتتاحه أوائل العام القادم.

واعتبر أهالى بورسعيد وكافة التيارات السياسية والشعبية ما تم جريمة فى حق بورسعيد، وأصدرت جمعيات التراث والثقافة ومنظمات المجتمع المدنى والأحزاب بيانات متتالية تندد بالجريمة التى تمت على أرض بورسعيد فى ظل صمت أجهزة بورسعيد التنفيذية التى لم تصدر بيانًا واحدًا ترد على تساؤلات الشارع ووقف حالة الاحتقان الكبيرة فى بورسعيد، كان أهالى بورسعيد قد حطموا تمثال دليسبس عام 1956 من فوق قاعدته على المدخل الشمالى لقناة السويس استمر لسنوات طوال مهملًا فى مخازن هيئة قناة السويس، وحينما فكرت فرنسا فى إعادته لقاعدته مرة أخرى أرسلت أحد فنانيها ليعيد تجهيز التمثال وتنظيفه من الأتربة وما لحق به ولكن بدأت حملة شعبية ترفض إعادته، بينما طالبت مجموعات أخرى بإعادته لقاعدته من جديد، ولم تر القيادة التنفيذية إلا إغلاق الملف ليبقى الوضع على ما هو عليه وبدأت فى تطوير القاعدة على مدخل القناة الشمالى حتى فوجئ الشارع البورسعيدى بنقل التمثال للإسماعيلية.

 

حكاية التمثال

تم وضع التمثال على المدخل الشمالى لقناة السويس بمدينة بورسعيد فى يوم 17 نوفمبر عام 1899م وكان يوافق العيد رقم 30 لافتتاح قناة السويس للملاحة العالمية.. التمثال من تصميم الفنان الفرنسى إمانويل فرميم وصنع من مادة البرونز والحديد وطلى باللون الأخضر البرونزى، والتمثال مجوف من الداخل ويزن حوالى 17 طنًا ويبلغ ارتفاعه بالقاعدة المعدنية 7,5 متر، وحفر على قاعدة التمثال المعدنية اسم المسبك الذى صنع التمثال وتاريخ الصنع، وفى عام 2017 وافق المجلس الأعلى للآثار واللجان الدائمة للآثار على تسجيل التمثال بمحافظة بورسعيد باعتباره من الآثار الإسلامية والقبطية، تم وضعه عند المدخل الشمالى لقناة السويس على قاعدة كبيرة هى الأشهر على طول المجرى الملاحى رافعا يده لتحية كل السفن العابرة للقناة.

ومنذ سنوات حضر لبورسعيد أعضاء جمعيتى فرديناند ديليسبس وقناة السويس الفرنسيتين أثناء زيارتهما للمدينة ضمن جولة بمدن القناة فى إطار العلاقات المصرية الفرنسية لزيارة مقتنيات المهندس الفرنسى فرديناند ديليسبس صاحب فكرة توصيل البحرين الأبيض بالأحمر والمشرف على التنفيذ، وقام الوفد الفرنسى بزيارة منزله ومبنى هيئة قناة السويس وقاموا بجولة بحرية فى قناة السويس وتمثال المهندس الفرنسى الموجود بمخازن هيئة قناة السويس بترسانة بورسعيد البحرية وضم الوفد الفرنسى 32 عضوًا بينهم حفيد مدير قناة السويس أثناء فترة افتتاح القناة للملاحة العالمية فى نوفمبر 1869 وطرحت قضية عودة التمثال إلى قاعدته بالمدخل الشمالى لقناة السويس الشمالى مرة أخرى بعدما حطمه أهالى بورسعيد عام 1956 أثناء العدوان الثلاثى على المدينة، حيث قام مجموعة من الفدائيين بوضع الديناميت حوله وأسقطوه من فوق قاعدته، ولأن القرار سياسى ولا يملك محافظ البت فيه وإنما صاحب الرأى هو شعب بورسعيد فى حالة موافقتهم على ذلك للاستفادة من العرض الفرنسى بتحويل منطقة التمثال إلى مزار سياحى عالمى وتحمل فرنسا كافة أعمال تطويره مع تزويد المنطقة بالصوت والضوء تحكى الفترات التى مرت بها قناة السويس من أعمال حفر وافتتاح وإغلاق وحروب ثم إعادة افتتاح وتطوير المجرى الملاحى باعتباره أهم ممر مائى فى العالم.

وبما أن بورسعيد تمتلك موقعاً فريداً لا يوجد له مثيل فى العالم، وبجانب ذلك الموقع الفريد تتمتع المحافظة بمكانة سياحية متميزة إلا أنها حتى الآن غير مستغلة ولم توضع على الخريطة السياحية المصرية بالشكل والمكانة التى تستحقها تلك المدينة الباسلة وعودة التمثال قد تكون مدخلًا مهمًا لجذب السياح ووضع بورسعيد على الخريطة السياحية المصرية خاصة أنها تمتلك مجموعة من المزارات الجاذبة منها مبنى هيئة قناة السويس ومنزل ديلسبس والبيت الإيطالى وأول فنار خرسانى فى العالم مع إعادة إنشاء المتحف القومى بجوار منطقة ديليسبس على مساحة 12 ألف متر مربع وحديقة ضخمة من الممكن أن توضع بها التماثيل الأثرىة من العصور المختلفة وللفلاح المصرى الذى حفر القناة والجندى الذى دافع عنها والملكة أوجينى إمبراطورة فرنسا التى حضرت الافتتاح لأول مرة والملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا، على أن يضم المتحف آثارًا من العصور الإسلامية والفرعونية ومقتنيات افتتاح وحفر القناة ليكون منارة جديدة للثقافة المصرية مع إنشاء بانوراما تحكى تاريخ حفر قناة السويس والمراحل التى مرت بها القناة من حروب وأزمات ومراحل تطوير، وتزويد المتحف بأحدث وسائل العرض المتحفى وكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار حديثة وربطه بالمناطق الأثرىة ببورسعيد ومدن القناة، وتحويل الفنار القديم كتراث سياحى وتاريخى ومزارًا للجميع والاستفادة من جزيرة تنيس الأثرىة والاهتمام بها كإحدى المناطق الأثرىة القديمة، بالإضافة للمتحف الحربى الذى يضم قطع حربية ولوحات نادرة عن قصة كفاح شعب بورسعيد منذ 1956 ومرورًا بنكسة 1967 وانتصارات 1973، وأيضاً عدد كبير من المساجد والكنائس ذات الطابع التاريخى التى يفد إليها السائحون عندما تطأ أقدامهم أرض بورسعيد لتكون من أهم المناطق السياحية فى مصر.

 

التمثال بين الرفض والقبول

دارت حوارات مجتمعية فى بورسعيد ما بين مؤيد ومعارض، هل سيبقى التمثال مهملًا داخل مخازن الهيئة أم يرى النور ويعود لقاعدته يستقبل السفن العابرة لقناة السويس عند مدخلها الشمالى، باعتبار أن التاريخ لا يمكن أن يطمسه أحد ويتم تطوير المنطقة بشكل أفضل لتكون مزارًا سياحيًا للأجانب والمصريين.. واستمرت حالة الجدال لسنوات طويلة حتى شرعت مدينة الإسماعيلية فى إنشاء متحف يضم مقتنيات هيئة قناة السويس والمهندس الفرنسى فرديناند ديليسبس الذى أشرف على حفر القناة، حتى فوجئ الشارع البورسعيدى بنقل التمثال تحت جنح الليل الدامس ليصل للإسماعيلية مكرمًا بين أهلها، واستفاق البورسعيدية وبدأوا فى البحث عن تمثالهم الضائع الذى أخذ من بين أيدهم.

 

بيان الوفد

أصدر حزب الوفد ببورسعيد البيان التالى: «يستنكر حزب الوفد ببورسعيد برئاسة محمد ناجى ما حدث من انتهاك صريح وتعد واضحًا على ممتلكات المدينة الباسلة بعدما قامت إحدى الجهات المعنية بنقل تمثال الفرنسى فرديناند ديليسبس من الورش التابعة لهيئة قناة السويس فى الخفاء وتحت ستار الليل ليتم وضعه فى متحف الإسماعيلية مما يعد انتهاكًا لحقوق المدينة وأهلها باعتبار أن التمثال له قاعدته عند المدخل الشمالى لقناة السويس ويتم حاليًا تطوير المنطقة بالكامل، وظن أهالى بورسعيد المطالبين بعودته أن التمثال سوف ينقل لها خلال الفترة القادمة تزامنًا مع ما يجرى من تطوير المنطقة بالكامل، ويعلن حزب الوفد رفضه نقل التمثال وخروجه من بورسعيد وتضامنه مع كل الأصوات التى تطالب بعودته من جديد والاستفادة من ذلك بإنشاء منطقة للصوت والضوء تحكى الأحداث التاريخية التى مرت بقناة السويس بداية من أعمال الحفر والتأميم والغلق وإسقاطه من قاعدته والحروب التى مرت بالقناة ثم إعادة افتتاحها أمام الملاحة العالمية وتطويرها، ويطالب حزب الوفد ببورسعيد كافة أجهزة الدولة وعلى كافة المستويات والمسئولين أن تقف ضد محاولات محو التاريخ البورسعيدى وأن يعاد التمثال مرة أخرى لمكانه الطبيعى حتى تستفيد المدينة من وجوده فى إطار وضع المدينة على الخريطة السياحية للدولة.. ويهيب حزب الوفد ببورسعيد بكل قطاعات ومؤسسات وجمعيات الحفاظ على التاريخ والتراث أن يقفوا مع بورسعيد ضد المغتصبين لحقوق المدينة ورفع صوت بورسعيد عالياً على كافة المحافل الدولية والداخلية حتى تستعيد المدينة ما سلب منها، كما يطالب حزب الوفد ببورسعيد من قيادات المحافظة بإصدار بيان توضيحى لأهالى المدينة عن الأسباب الرئيسية وراء نقل التمثال ولماذا تجاهل المسئولين فى بورسعيد النداءات التى طالبت بعودة التمثال لقاعدته ومن الذى سمح بخروجه من بورسعيد.

 

ردود أفعال

اللواء أيمن جبر رئيس مجلس إدارة جمعية بورسعيد التاريخية يؤكد أن ما تم فى واقعة نقل التمثال إلى الإسماعيلية يمثل جريمة فى حق بورسعيد وقد تقدمت جمعية بورسعيد التاريخية بمبادرة لإحياء مقترح مشروع تطوير شارع فلسطين وعقاراته المطلة على مجرى قناة السويس العالمى ببورسعيد وتطوير المنطقة بما فيها ممشى منطقة ديليسبس وهو المشروع الذى قدمته الجمعية منذ 4 سنوات بالتنسيق بين الجهاز القومى للتنسيق الحضارى وجمعية بورسعيد التاريخية ونقابة المهندسين ويستهدف تحقيق تنمية حقيقية ومستدامة للمدينة سياحيًا وثقافيًا وتجاريًا واقتصاديًا، وطالبنا بإشراف الجهاز القومى للتنسيق الحضارى لتطوير شارع فلسطين وممشى ديليسبس لتميز الموقع تاريخيًا وتراثيًا، ورفضنا كل محاولات التشويه والعبث بتلك المنطقة التى تقوم بها المحافظة– حاليًا- بشكل محلى غير محترف ومراجعة التصميمات، كما رفضنا العبث بخطوط التنظيم التى أنشئت فى بداية المدينة وتدمير الحدائق وتحويلها لمسخ وتقليص مساحتها والعبث بواجهات العقارات باعتبار المنطقة تحمل قيمة تاريخية مهمة لمصر، وطالب اللواء أيمن جبر بتدخل رئاسة مجلس الوزراء بل تدخل رئاسى لو أمكن ذلك لوقف هذه الأعمال.

من جانبه يقول المحاسب نصر الزهرة– نائب رئيس لجنة الوفد ببورسعيد: كل مكان له هوية وتاريخ، وبورسعيد فعلًا تحتاج عودة تمثال ديليسبس فهو من حقها لأن مكانه وقاعدته ليس فيهما فصال مع وضع تمثال الفلاح المصرى الذى حفر القناة على مقربة منه وأبراز دوره العظيم

فى ذلك.. وحتى تكتمل منظومة تطوير شارع فلسطين كما هو مخطط لذلك.

 

وأضاف نصر الزهرة: يجب استغلال أرض متحف بورسعيد القومى لإقامة متحف مغلق فى جزء من المساحة ومتحف مفتوح بالصوت والضوء فى بقية مساحة المتحف ليحكى تاريخ القناة منذ إنشائها وحتى افتتاح القناة

الموازية الجديدة منذ ٥ سنوات.. مع التأكيد مرة أخرى باكتمال المعالم التاريخية أن يكون ديليسبس فى مكانه وعلى قاعدته الأساسية.

أما الخبير السياحى محمد جبر فيقول: تحدثنا كثيرًا فى موضوع ديليسبس وكل منا أدلى بدلوه وكان الموافق على وجوده فى مكانه التاريخى والمعارض لوجوده باعتباره رمزًا للاستعمار، وإذا كان الرأى المعارض على حق نقول له: أليست قناة السويس جزءا من أيام الاستعمار والآن هى رمز لمصر.. لا بد أن نتفق ويكون لنا رأى موحد دون اختلاف، والآن نبكى ونندب على اللبن المسكوب بعد ما خدوا التمثال ونقله للإسماعيلية بعدما ظل أكثر من 60 عامًا فى مخازن هيئة قناة السويس. وأضاف: «أحنا ما بنعرفش قيمة النعمة إلا لما تروح من أيدينا، كنا فين على مدار السنين الماضية خلينا نكون واقعيين وأنتم عارفين المحافظة بقيادتها كانت تأمل بوضع التمثال فى مكانه الطبيعى والدنيا قامت وقعدت واللى يقول كلمة حق ياخد نصيبه من السوشيال ميديا وليه معملناش جروب لتأييد وضع التمثال فى مكانه.. خلوا بالكم اللى بيروح مبيرجعش تانى».

وأشار اللواء عمرو بركات نائب رئيس جمعية بورسعيد التاريخية إلى ضرورة الإعلان عن حملة شعبية لأبناء بورسعيد لعودة تمثال ديلسبس لمدينة بورسعيد سرقة علنية لأثر تاريخى، وندعم الإعلان الشعبى لحين إعداد هيئة قانونية للتعبير عن الحملة والترافع عن الحق التاريخى لمدينة بورسعيد فى التمثال أمام القضاء بصرف النظر عن عودته للقاعدة أم لأ، وأوجه نداء لنواب بورسعيد بالتدخل لوقف مهزلة نقل تمثال ديليسبس للإسماعيلية وعودته إلى قاعدته مباشرة، فالأمر عاجل ويعد اعتداء على أثر مسجل تاريخى يخص مدينة بورسعيد، بعدما أصبحت قاعدة تمثال ديليسبس خاوية فى مدخل قناة السويس الشمالى رمزاً للرجعية المتخلفة عندما تتسلط على متخذى القرار وغياب الرؤى بعيدة المدى للمستقبل وغياب مفاهيم التراث والحداثة والتنمية السياحية عن وعيهم، وكأن بورسعيد نصب لها فخ محاط بأعداء تاريخها من كل جانب!؟

وتتساءل المواطنة منال محمد الغراز قائلة: لماذا أخلف المحافظ وعده بعودة الممشى السياحى بشكله القديم وعودة ديليسبس ولماذا تم نقل التمثال إلى الإسماعيلية رغم أن مكانه هو بورسعيد، وطالبت بحملة شعبية واسعة ليكون تمثال ديليسبس فى بورسعيد.. حافظوا على مقدرات مدينتكم.

 

مقتطفات تاريخية

 الدكتور أحمد يوسف الكاتب المصرى وعضو المجمع العلمى المصرى يقول: أوفد نابليون إلى مصر عام‏ 1803‏ مبعوثًا شخصيًا هو ماتيو ديليسبس أبو فرديناند وكان مقربًا لشيوخ الأزهر خاصة علماء الديوان الذى كان نابليون قد أسسه فى القاهرة وبمرور السنوات رحل الأب وعاد الابن عام ‏1832 ليكون فى سن السابعة والعشرين قنصلًا مهمًا مساعدًا لفرنسا بالإسكندرية وقرأ كتاب وصف مصر ليكتشف فرديناند ديليسبس لأول مرة فى حياته شيئًا اسمه مشروع وصل البحرين الأبيض والأحمر الذى كان يحلم به نابليون‏ ومن هنا بدأت ملحمة قناة السويس التى غيرت ديليسبس نفسه وغيرت مصر وغيرت العالم‏، وتقابل مع صديقه القديم سعيد بن محمد على فى صحراء العامرية بالإسكندرية ليلة ‏15‏ نوفمبر‏1845‏ ويفاتح صديقه لأول مرة فى مشروع حفر قناة السويس وهو نفس المشروع الذى كان يريده نابليون‏‏ ثم طوى صفحته لأن مهندسيه اعتقدوا أن مستوى البحر الأحمر أعلى من البحر الأبيض‏‏ وهو نفس المشروع الذى قدمها لسان سيمونين لمحمد على ورفضه لأنه خاف على استقلال مصر من طمع الدول العظمى خاصة إنجلترا‏ ومن هنا قبل سعيد باشا المشروع.

 الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد ابنة بورسعيد تقول: حفرت قناة السويس بالسخرة وتحت سياط الكرابيج والجوع والاضطرار لشراء شربة المياه أو الموت عطشًا فى متتاليات الاستيلاء على أنصبة المصريين وأسهمهم فى القناة فى مقابل الديون وفوائدها الباهظة وثقافة وحضارة الشعب الفرنسى هى التى تفرض احترام الحقيقة وقراءة التاريخ قراءة صحيحة، وأسمع محاولات لاختصار القناة الأم فى ديليسبس، فإن تمثاله كان بمدخل القناة عند بورسعيد وأسقطه شباب المقاومة فى الرابع والعشرين من ديسمبر 1956 كجزء من الرد على جريمة العدوان الثلاثى على بلدهم ويجب أن يرفع ويخلد ويستقبل سفن الدنيا من حفروها ومن ماتوا من أجلها ومن قاموا بحمايتها، عامل وفلاح ومقاتل ثلاثية صناعة النصر فى مصر وليوضع التمثال فى متحف ببورسعيد ليضم ما تبقى من مقتنيات حفر القناة، وإلى جانب التمثال توضع الوثائق التى لا تسمح باختصار القناة الأم فى ديليسبس، أو تسمح باختصار العلاقات الوثيقة والمحترمة مع فرنسا فى تاريخه مع حفر قناة السويس، وتجليات المصريين فى قناتهم الجديدة وما أضافوه إليها اتساعًا وعمقًا للقناة الأم، لا يمكن اختصارها فى مغامر اقتنص فكرة القناة وسيطرته ونفوذه تحت جلد حكام مصر دون احتكام واحترام لحقوق وكرامة أصحاب الأرض والقناة.

فى 13 نوفمبر 2016 استقبل محافظ بورسعيد أندريه بارون السفير الفرنسى بالقاهرة وأكد هامش اللقاء أن أجهزة بورسعيد فى طريقها لإعادة تمثال ديليسبس لقاعدته احترامًا للتاريخ مع البدء فى إنشاء المتحف الجديد على المدخل الشمالى لقناة السويس، وفى 9 مارس 2017 استقبل المحافظ جمعية أصدقاء ديليسبس فى إطار ما تقوم به المحافظة من خطوات فى الحفاظ على التراث الفرنسى والمعمارى لبورسعيد وتضمن اللقاء شرح تفصيلى للمخطط الذى تقوم به المحافظة بالتنسيق مع الجانب الفرنسى متمثلًا فى جمعية أصدقاء ديليسبس وتنفيذ بروتوكول تعاون بين الطرفين يتضمن عودة التمثال مرة أخرى لقاعدته، حيث أشار المحافظ إلى أن المهندس الفرنسى فرديناند ديليسبس هو جزء عظيم من التاريخ المصرى ويجب أن يعود لقاعدته على المدخل الشمالى لقناة السويس مرة أخرى مع عمل تمثال ضخم للفلاح المصرى الذى حفر بدمائه قناة السويس.

 

الرافضون

المجموعة الرافضة لعودة تمثال ديليسبس لقاعدته مرة أخرى بعد أن أسقطه الشعب البورسعيدى عقب جلاء العدوان الثلاثى عن المدينة الباسل تؤكد أن موقفها يأتى احترامًا للإدارة البورسعيدية، وتضع المجموعة ثلاثة أماكن بديلة لوضع التمثال الأول أسفل القاعدة الأصلية على مدخل قناة السويس والثانى حديقة التاريخ والمكان الثالث متحف بورسعيد القومى.

وخاطبت مديرية آثار بورسعيد لسرعة تسجيل تمثال ديليسبس كأثر تاريخى وحصر جميع المقتنيات التاريخية الخاصة بقناة السويس بالمدينة لمنع خروج أي منها من بورسعيد كما خرج التمثال، وتستثمر تلك الآثار دون عودتها إلى أماكنها الفعلية تمسكا بمبدأ إزاحتها رفضًا للاستعمار الأجنبى.