رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضائل ونفحات العشر الأوائل من ذي الحجة.. تعرف عليها

الدكتور محمد السيد
الدكتور محمد السيد أبو هاشم إمام وخطيب مسجد السيدة زينب

من فضل الله - تعالى - على أمة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن جعل لها مواسم للطاعات، تُضاعف فيها الحسنات، وتُرفع فيها الدرجات، وتُغفر فيها السيئات، فالسعيد من اغتنم هذه الأوقات، وتعرّض لهذه النفحات، وعمّرها بالطاعات، فما من يوم أخرجه الله إلى أهل الدنيا إلا وينادي: يابن آدم، اغتنمني، لعله لا يوم لك بعدي، ولا ليلة إلا تنادي: اغتنمني، لعله لا ليلة لك بعدي.

 

بهذا بدأ الدكتور محمد السيد أبوهاشم، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب، حديثه حول  فضائل ونفحات العشر الأوائل من ذى الحجة وأضاف قائلا:

 

ومن هذه النفحات العشر الأول من ذي الحجة، يقول أبوعثمان النهدي: " كان السلف يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأواخر من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من شهر الله المحرم " .

     وأعظمها بركة عشر ذي الحجة، فهي عشر مباركات، كثيرة الحسنات، عالية الدرجات، متنوعة الطاعات، فهي أفضل أيام الدنيا كما ذكر المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومن فضائلها:

١ - أن الله - تعالى - أقسم بها تنويهاً بشأنها، وبياناً لمكانتها، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، قال - تعالى - : { والفجر * وليال عشر * والشفع والوتر } فالليال العشر: هي عشر ذي الحجة كما بين المصطفى عليه الصلاة والسلام، والشفع: يوم النحر، والوتر: يوم عرفة ، وقد سمّاها الله الأيام المعلومات في قوله - تعالى - { ويذكروا اسم الله في أيام معلومات } قال ابن عباس: هي عشر ذى الحجة .

٢ - أن الله - تعالى - أكمل فيها الدين، وأتم فيها النعمة، وبكمال الدين ينتصر الإنسان على نفسه الأمارة بالسوء حتى تكون نفساً مطمئنة تعبد الله ، وتقتدي بالأنبياء، وتلازم الأولياء والصالحين، وقد حسدنا اليهود على هذا الكمال، قال حبر من أحبار اليهود لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " آية في كتابكم، لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، وقرأ قول الله تعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } قال عمر: " إني لأعلم متى نزلت وأين نزلت، نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وهو في مكة في يوم الجمعة.

٣ - هي أيام الكمال بحيث تجتمع فيها العبادات ولا تجتمع في غيرها، يقول ابن حجر: " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة بهذه المكانة لاجتماع أمهات العبادة فيها كالصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيرها " .

٤ - هي أفضل أيام الدنيا، وهي موسم للربح، وميدان للتنافس وشحذ الهمم نحو صالح الأقوال والأعمال والأحوال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه العشر - يعني عشر ذي الحجة - قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد فيسبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشئ ) ، ورُوى عن أنس بن مالك أنه قال: " كان يُقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم " ورُوى عن الحسن البصري أنه قال: " صيام يوم فيها يعدل صيام شهرين ".

٥ - ومن فضائلها أن فيها يوم عرفة وهو خير يوم في عبادته ودعائه ومناجاته وصيامه وعتقه، قال عليه الصلاة والسلام: ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) وقال عليه الصلاة و السلام: ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً أو أمة من النار من يوم عرفة، وإن الله يباهي بأهل الأرص أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاءوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم ) ، وقال عليه الصلاة والسلام: ( إن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له ) ، ويقول عن صيامه :

( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والسنة القادمة ) ، وأقسم الله به فقال : { والشفع والوتر } فالوتر: يوم عرفة.

وفيها يوم العيد الذي يشتمل على أكثر أعمال الحج كذبح الأضاحي ورمى الجمرات والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة وغيرها من أعمال الخير، وهو يوم الشفع الذي ذكره الله في قوله : { والشفع والوتر } وقد ورد في الحديث الشريف : ( أعظم الأيام عند الله يوم النحر ) .

وأضاف الدكتورمحمد السيد أ بوهاشم امام وخطيب مسجد السيدة زينب

     وهذه الفضائل والنفحات الربانية لهذه العشر التي جمعت بين شرف الزمان والمكان والأعمال تُحتّم علينا أن نحسن استقبالها وعبادتها بمجموعة من الأمور، ومنها:

١ - التوبة الصادقة والرجوع إلى الله - تعالى - الذي يغفر الذنوب ويستر العيوب ويقبل المقصر ويعفو عن المسيء : { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }

٢ - الابتعاد عن المعاصي والسيئات في هذه الأيام المباركات ، فهي من الأشهر الحرم التي قال الله عنها : { فلا تظلموا فيهن أنفسكم } أي : بالمعاصي والذنوب

٣ - العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام بالأعمال الصالحة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أعظم عند الله من هذه الأيام، فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد ) .

      فيجب علينا أن نحياها بالذكر والصلاة والصيام والدعاء والصدقات ومساعدة المحتاجين وكف الأذى وتقديم الخير لكل الناس وعمارة الأكوان وبذل المعروف وغيرها من صور العبادة والطاعة، والمسارعة فيها، فالتؤدة محمودة في كل شيء إلا في عمل الآخرة ، قال - تعالى - : { فاستبقوا الخيرات } ، وقال - تعالى - : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين }

      إن اجتماع أمهات العبادات وصنوف الطاعات في هذه الأيام المباركات يسمو بروح الإنسان نحو الكمال، فما من عبادة إلا وتعالج خللاً في النفس البشرية حتى تهيئها لتلقي الأنوار الإلهية وقبول النفحات الربانية بالإضافة إلى أن هذا الاجتماع طريق رئيس للجنة، قال عليه الصلاة والسلام: ( من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبوبكر: أنا، يا رسول الله، فقال: فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبوبكر: أنا، يا رسول الله ، قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً ؟ قال أبوبكر: أنا، يا رسول الله ، قال : فمن عاد منكم اليوم مريضاً ؟ قال أبوبكر : أنا ، يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: ( ما اجتمعن في امرئ إلا كان من أهل الجنة ) ، فاللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات ووفقنا لما يرضيك يارب العالمين .