رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مدافن باب النصر.. أموات يُطعمون الطيور ومتسولون يتحولون لغِربان تنهب الزوّار (صور)

مقابر باب النصر
مقابر باب النصر

 هدوء ممتزج بزقزقة العصافير ورائحة الهواء النقي الذي يحمل ذكريات لأموات رحلوا، وما زالت أرواحهم تحوم داخل مقابر باب النصر، وشواهد قبور تحمل أسماء مختلفة لعائلات استقر جسدها تحت الأرض، يعتليها أواني فخارية ممتلئة بالحبوب والمياه للطيور.. مشهد رائع يستمتع به كل من يأتي لزيارة حبيب فقده، ولكنه لا يستمر طويلًا، وبمجرد أن تستقر عقارب الساعة عند الحادية عشر ظهرًا يكسر هذا الهدوء المتسولون "غِربان المقابر" بالضجيج والتزاحم، فوق رؤوس أي زائر يأتي لزيارة فقيده، دون النظر لـ«كواليس» الزيارة، إن كان الزائر جاء لتأدية طقوس الدفن، أو لزيارة عادية يقرأ فيها الفاتحة لأحد أحبائه، فالهدف الأسمى هو الحصول على "حسنة إجبارية"، ومن لا يدفع يرمقه المتسول بنظرات تنم عن الشر وتمتمات ببعض الكلمات التي تتأرجح بين السِباب أو اللعنات.

المقابر مصدر حياة للطيور

أماني أحمد طعيمة، فتاة في العقد الثاني من عمرها، هادئة الملامح، على وجهها ابتسامة زادت لون بشرتها السمراء جمالًا، تعيش بمقابر باب النصر، برفقة والدها "التُربي"، والمسؤول عن كل كبيرة وصغيرة في المقابر، عندما تُشرق الشمس تحمل زجاجات المياه وبعض الحبوب، ثم تنطلق في جولتها الصباحية المُعتادة، وهي ري النباتات المحيطة بالمقابر، ووضع بعض الحبوب والمياه في الأواني الفخارية الموجودة أعلى شواهد القبور، التي تُمثل مصدر حياة للطيور التي أرهقتها حرارة الصيف لتعطي للمقابر حياة.

لا أخشى المقابر والطيور مصدر للسعادة

قالت أماني لـalwafd.news ، إن أصوات الطيور التي تأتي لزيارة القبور تمنحها السعادة والبهجة، مشيرة إلى أن أصحاب المقابر هم من ابتكروا فكرة وضع أواني فخارية أعلى شواهد القبور، ولكنهم لا يستطيعون مداومة وضع المياه والحبوب للطيور؛ نظرًا لكونهم لا يأتون بشكل يومي بل الزيارات تكون أحيانًا شهرية أو أسبوعية، وهناك آخرون يأتون بين شهر والآخر لزيارة أقاربهم.

وأضافت، أن الحياة في المقابر هادئة وتحتوي على الكثير من الجو الروحاني، لافتة إلى أنها نشأت داخل المقابر، ولا تخشى التجول فيها صباحًا أو مساءً.

وعن المتسولين لفتت أماني، إلى أن هذا هو مصدر رزقهم، ولا يستطيع أحد أن يمنعهم من التجول أو طلب الـ"حسنة" من الزوّار، موضحة أن هذا الأمر به سلبيات عديدة؛ ولكنهم

اعتادوا على وجودهم منذ سنوات عديدة.

كنت أدفن والدتي والمتسولون لم يحترموا ذلك

أمل محمد، في العقد الثالث من عمرها، وإحدى زائرات مقابر باب النصر، قالت إنها اعتادت زيارة قبر والدتها أسبوعيًا، التي توفيت منذ 40 يومًا إثر إصابتها بمرض كورونا، لافتة إلى أنها خلال مراسم الدفن تفاجأت من أسلوب المتسولين، الذين تجمعوا فوق رؤوسهم لتلقي المال، ولم يعبأوا بالحالة النفسية لجميع الحاضرين، وكأنه بالنسبة لهم مراسم فرح وليس عزاء.

وأضافت أمل، أنها استمرت في زيارة والدتها بعد الدفن صباح كل جُمعة، موضحة، أن هناك هذه الفئة من الناس يأتون للمقابر للتسول فقط، وكأنها مهنة يمتهنونها، رغم أنهم أصحاء وفي قدرتهم العمل بدلًا من اتباع هذا الأسلوب البلطجي.

المتسولون يسبون من لا يعطيهم المال

 وأكدت أمل أنها في حالة رفضها إعطائهم المال، تصبح تصرفاتهم عدوانية ويلقون بالكلامات غير اللائقة، مضيفة، أن المتسولين أعمارهم مختلفة، ما بين الشباب والمُسنين، وهناك بعض الأطفال الذين يأتون للزوّار طلبًا للمال.

وتابعت، كما هناك طريقة أخرى للتسول في المقابر، وهي أن بعض الرجال ممن يحفظون آيات من القرآن، يتجولون حول شواهد القبور، باحثين عن أشخاص يزورون فقيدًا لهم، ثم يهرولون تجاهه لقراءة القرآن بشكل إجباري لطلب المال، دون أن يأذن لهم أحد بذلك.

اقرأ أيضًا:

 رئيس وكالة الفضاء المصرية لـ الوفد: نمنح نماذج مُصغرة للطلبة لكسر الحاجز التكنولوجي (صور)
(صور) "لو أنت لوحدك إحنا معاك".. برج القاهرة يكشف سبب الاهتمام بالزائر الوحيد