رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كباري الدقهلية في خطر

بوابة الوفد الإلكترونية

مسكنات المحافظة لا تجدى ونقل سوق بلقاس للماشية خطوة على طريق الإنقاذ

بعد 15 عامًا من التعثر وإزهاق مئات الأرواح ونزيف دم دون توقف، دفعت الدولة عجلة العمل لإنهاء وتشغيل أكبر محور تم تنفيذه فى الشرق «محور النيل طلخا» وطريق «المنصورة جمصة» أحد روافد الطريق الساحلى الدولى وتحويله إلى رافد «سياحى أمن» ضمن المشروع القومى للطرق.

وقع المشروعان الأكثر أهمية وحيوية فى الدلتا بين مطرقة «سوق المواشى وأطنان الزبالة» وسندان الإهمال واكتفاء الهيئة العامة للطرق والكبارى التابع لها الكوبرى والطريق ومحافظة الدقهلية بالفرجة على كارثة يومية تنذر بمخاطر حقيقية واهدار ما تم إنجازه بتكاليف قاربت الـ(2) مليار جنيه.

طين، أتربة، روث ماشية، قمامة تتطاير وتتناثر هنا وهناك تفترش الملوثات المتساقطة باختلاف أشكالها حارات الكوبرى ورافد مصيف جمصة بامتداد الطريق الدولى، ناهيك عن الرائحة الكريهة التى تحاصر المارة بامتداد الكوبرى والطريق وصولا إلى منطقة قلابشو!

أكد الخبراء المتخصصون خطورة تساقط المخلفات على فواصل الكوبرى والطريق حيث تتعرض المواد العضوية المتساقطة داخل «فواصل الكوبرى» للتحلل لتهدد بخطورة بالغة على جسم الكوبرى والطريق.

وانتقد المتخصصون استمرار الكارثة البيئية والحضارية التى يشهدها محور طلخا النيل والطريق الساحلى الدولى بالمخالفة لقانون البيئة والمرور رغم قيام الدولة بتغليظ العقوبات والغرامات بقانون المرور «الجديد» للحد من الحوادث وحماية المواطنين والاستهانة بالمال العام، وطالب المتخصصون بتطبيق القانون واقترحت مصادر أيدها عدد كبير من المواطنين إلزام هذا النوع من السيارات بسلك طريق جمصة القديم (بسنديلة) حفاظًا على الأرواح.

مهزلة الأضخم من نوعه

وصف محور طلخا النيل شربين بأنه الأضخم من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والأعلى تكلفة فى تاريخ الإنشاءات المصرية حيث أقيم بتكاليف قدرها 460 مليون جنيه، بدأ إنشاء هذا الصرح العملاق على أرض محافظة الدقهلية عام 2005 وتعثر تنفيذه (15) عاما وفى عام 2014 قررت الدولة انجازه فى وقت قياسى استغرق عامين وافتتاحه عام2016، يعد المحور نقلة حضارية للدلتا أكملها حيث يعبرالنيل بطول (630) مترا وعرض 21 مترا ، يربط محور النيل طلخا المعروف بكوبرى شرنقاش «شرق النيل» بين المنصورة دمياط والمحلة المنصورة شربين «غرب النيل» ومدخلى المنصورة الشرقى والغربى برافد حمصة الطريق الساحلى ويشمل عدة كبارى الأول أعلى السكة الحديد بطول 1174 مترًا أعلى ترعة المنصورية بطول 950 مترًا، أيضًا كوبرى رافد جمصة بطول 440 مترًا، أما الكوبرى الأخير أعلى المصرف بطول 101 متر ويخدم حركة النقل التبادلى بين محافظات شرق ووسط الدلتا.

 عقب تنفيذ وتشغيل المحور الحضارى والأضخم من نوعه على النيل اتخذه المواطنون ممشى لهم للاستمتاع بإطلالة مجرى النهر هربًا من الزحام والتقاط «الصور التذكارية» أعلاه، ولكن لم تدم فرحة الدقهلية طويلا بهذا الصرح التاريخى بعد أن أصبح يطلب الإنقاذ من يد الاهمال الحكومى والكارثة البيئية والصحية والمرورية التى يشهدها يوميا حيث يعانى المحور والمارون الأمرين من سيارات النقل المحملة بأطنان القمامة المتجهة إلى منطقة «قلابشو» يوميا حيث تلقى وتبعثر السيارات التى تعمل تحت «عباءة حكومية» كميات كبيرة من القمامة على امتداد سيرها لتشوه ملامح

الكوبرى ورافد جمصة وتنضم إليها الجرارات الزارعية التى تتساقط الملوثات منها هى الأخرى لتهدد الملوثات المتساقطة بانهيارات بجسم الكوبرى ناهيك عن الروائح الكريهة التى تفوح من هذه السيارات المخالفة فى الحمولة والوزن والارتفاع المحدد بقانون المرور.

نزيف الدم ومليار والنصف

أما الطريق الساحلى الدولى الرابط بين مدينة المنصورة عاصمة الدقهلية ومصيف جمصة والمنصورة الجديدة والمعروف «برافد جمصة» كان قد تم تنفيذه فى التسعينيات وظل الطريق مصيدة للأرواح لعيوبه الفنية، ومنحياته الخطرة وفشلت كل محاولات الصيانة والإصلاح التى تمت لأعمال رصف الطريق المار بأراضٍ زراعية ومصارف تتسرب منها المياه إلى طبقته مع عدم وجود طبان يحمى الطريق وعدم تدبيشه وفقا للاصول الفنية، إلى أن تدخلت الدولة وقررت إنقاذ أرواح المواطنين بإدراج الرافد ضمن «المشروع القومى للطرق» شرق الدلتا عام 2019 وتحقق الحلم الذى طال انتظاره.

حيث سرعان ما شهد الطريق عمليات إحلال وتدبيش وتوسعه وعلاج لكافة العيوب الفنية به بمسافة (50) كيلو مترًا، ورغم قيام الدولة بتأهيله وتوسعة الطريق لوقف نزيف الدم وتحويله إلى رافد سياحى آمن ومضى العمل به على قدم وساق لإنهائه فى أسرع وقت حيث من المقرر الانتهاء من كافة أعماله مع يونيو القادم، إلا أن الطريق محاصر هو الآخر بكارثة السيارات المحملة بأطنان الزبالة وشتى أنواع المخلفات يوميا.

ويحتل سوق بلقاس الأسبوعى للماشية «مسافة كبيرة من الطريق أسبوعيا» مواشى تجار، أعداد كبيرة من السيارات المحملة بالماشية تلوث البيئة، تكدس مرورى، زحام على طريق حيوى يصل ويخدم مصايف الدلتا والرافد الساحلى الدولى!

يذكر أن سوق بلقاس للمواشى يعد من أكبر أسواق الماشية بالمحافظة وكان مقررًا نقله سابقًا وحال تدخل أعضاء مجلس الشعب عن بلقاس دون النقل منذ سنوات إلى الآن.

نضع الكارثة التى تلاحق أضخم وأهم محورين بالدلتا أمام من يهمه الأمر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مع اكتفاء الجهات المسئولة برفع المخالفات التى تهدد ويشهدها المشروعان قبل زيارات المسئولين لتفقد العمل فى رافد جمصة والمنصورة الجديدة وسرعان ما تعود الكارثة مرة أخرى.