تعرف على النفس ومقاصد الشريعة الإسلامية
إنَّ الشريعة الإسلامية قامت باستهداف مصالح الخلق ومراعتها، وما يدلُّ على ذلك أنَّها جاءت بضرورة الحفاظ على خمسِ أمورٍ سُميت بالضرورات الخمس وهي: حفظ النَّفس والدين والعقل والنسل والمال، وكلُّ أمرٍ يتنافي ويتعارض ويتناقض مع هذه الضروراتِ يعدُّ باطلًا، بشرط أن يكون هذا الأمر يناقضُ هذه المقاصد مناقضةً واضحة وأن يكون هذا التعارض لأصل هذه المقاصد.
ولتوضيح ذلك يُمكن القول بأنَّ الأمور الشرعية منها ما هو ضروريّ ومنها ما هو تكميليّ وعند تعارضهما فإنَّ الأمرَ الضروريّ يُقدَّم على الأمرِ التكميليّ، وما يهمُّ في هذا المقال هو مقصد حفظ النفس عند تعارضه مع أمرٍ آخر جاء الشرع بضرورته، وفي ظلِّ انتشار الأوبئة وإغلاق المساجد على أثر ذلك سيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عن حكم إغلاق المساجد عند تفشي الأوبئة. حكم إغلاق المساجد عند تفشي الأوبئة إنَّ خوفَ المرضِ وكذلك خوف زيادته أو خوف تباطؤ الشفاء يعدُّ من الأعذار المبيحة لتركِ صلاة الجماعة، وما يدلُّ على ذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه