رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على النفس ومقاصد الشريعة الإسلامية

بوابة الوفد الإلكترونية

إنَّ الشريعة الإسلامية قامت باستهداف مصالح الخلق ومراعتها، وما يدلُّ على ذلك أنَّها جاءت بضرورة الحفاظ على خمسِ أمورٍ سُميت بالضرورات الخمس وهي: حفظ النَّفس والدين والعقل والنسل والمال، وكلُّ أمرٍ يتنافي ويتعارض ويتناقض مع هذه الضروراتِ يعدُّ باطلًا، بشرط أن يكون هذا الأمر يناقضُ هذه المقاصد مناقضةً واضحة وأن يكون هذا التعارض لأصل هذه المقاصد.

 

ولتوضيح ذلك يُمكن القول بأنَّ الأمور الشرعية منها ما هو ضروريّ ومنها ما هو تكميليّ وعند تعارضهما فإنَّ الأمرَ الضروريّ يُقدَّم على الأمرِ التكميليّ، وما يهمُّ في هذا المقال هو مقصد حفظ النفس عند تعارضه مع أمرٍ آخر جاء الشرع بضرورته، وفي ظلِّ انتشار الأوبئة وإغلاق المساجد على أثر ذلك سيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عن حكم إغلاق المساجد عند تفشي الأوبئة. حكم إغلاق المساجد عند تفشي الأوبئة إنَّ خوفَ المرضِ وكذلك خوف زيادته أو خوف تباطؤ الشفاء يعدُّ من الأعذار المبيحة لتركِ صلاة الجماعة، وما يدلُّ على ذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه

وسلَّم- عندما اشتدَّ عليه مرضه أمر أبا بكرٍ أن يصلِّيَ بالناس، فانطلاقًا من فعل رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- وانطلاقًا من القاعدةِ الشرعيةِ التي تقول: "لا ضرَرَ وَلَا ضِرَار" والقاعدة التي تقول: "درءُ المفسدةِ أولى من جلبِ المصلحة" يمكن القول بأنَّ حكم إغلاق المساجدِ عند تفشي الأوبئة يعدُّ أمرًا جائزًا، مع التنبيه إلى أنَّ الصلاة لا تسقط عن المسلم بأيِّ حالٍ من الأحوال لكن عند تعارض حفظ النفس مع صلاة الجماعة في المسجد فإنَّ المسلم يُقدِّم حفظ النَّفس على صلاة الجماعة ويقوم بأداء صلاته في بيته، ولا بدَّ أيضًا من الإشارة إلى أمرٍ قد لا يتنبَّه إليه الكثير ألا وهو أنَّ صلاة المسلم في بيته قد يكون لها أثرٌ كبير على أسرته حيث يكون الأب هو حلقة الوصل بين أبنائه وزوجته كما أنَّه قد يكسب أجرَ الجماعة من خلال الصلاة بهم.