عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العالم الإسلامى فى مفترق طرق

الدكتور أحمد سليمان
الدكتور أحمد سليمان

 

«التعددية» سنة إلهية تثرى المجتمع وتحميه من أعداء الداخل والخارج

 

أناشد الرئيس إطلاق حملة قومية لحماية لغة «الضاد» وإحياء القيم المصرية الأصيلة

 

الإبداع فى بناء الإنسان يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع ثورة العمران

 

الدكتور أحمد على سليمان عالم أزهرى، يمتلك شخصية ثقافية وأدبية وفنية متجددة والإبداع، فهو مفكر، أديب، أكاديمى، داعية، كاتب، خطاط، مدرب، خبير جودة التعليم والدعوة، استطاع أن يحجز لنفسه مكانًا ومكانة بين علماء الأمة وكُتَّابها الكبار، فتجد له حضورًا فى الفعاليات والدوريات والمجلات، وهوعضو كلٍّ من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، واتحاد كُتَّاب مصر، واتحاد المؤرخين العرب، والمدير التنفيذى السابق لرابطة الجامعات الإسلامية. شارك فى صياغة استراتيجية مواجهة مشكلات التعليم العالى بالعالم الإسلامى، وإعداد معايير تصنيف الجامعات واختيار أفضل جامعة إسلامية، وحصل على دورات تدريبية من الاتحاد الأوروبى والهيئة الألمانية للتبادل الثقافى. اختارته وزارة الأوقاف لتدريب الدعاة المتميزين وتثقيفهم بالعلوم والمهارات الحديثة، سافر مبعوثًا فى مهمات دعوية وعلمية حاملاً على عاتقه سماحة الإسلام وحضارة الرحمة إلى أكثر من ثلاثين دولة. قدم للمكتبة الإسلامية 18 كتابًا، 45 بحثًا منشورًا، 1500 مقالة. وتتويجاً لجهوده فى إثراء الفكر الإسلامى وخدمة الجامعات كرَّمته مفوضية الاتحاد الأفريقى، وبعض الجامعات في مصر، والسعودية، والسودان، والجزائر، والأردن، وفلسطين، وإندونيسيا، واستراليا، والدانمارك، وبلجيكا، وهولندا.. «الوفد» التقت به وهذا نص الحوار:

 

بداية أشرت فى كتابكم «لماذا تأخر المسلمون وتقدم آخرون؟» إلى معالم ومنطلقات تقدم الأمة الإسلامية، فما أهم معالم هذا المشروع؟

 

يَحار العقل... لماذا تقدم آخرون وتأخر كثير من المسلمين عن ركب التقدم على الرغم من أن المسلمين لديهم منهج كامل شامل لقيادة الحياة وتحقيق رقيها وجودتها وقد قادوا العالم وسادوه من قبل.

المسلمون هم أول مَن أبدعوا المنهج العلمى، وهم الذين أضاءوا مشاعل الحضارة الإنسانية، وقت أن كان الأوروبيون يعيشون تيه الظلام والتخلف، فقد نهضوا عندما تعلقوا بحبال الله، وبالوحى الشريف، وعندما أيقنوا أن العقل شريك النص فى معرفة الحقائق، وعندما تحررت عقولهم من أغلال الجهل وأسر التأثيرات الفلسفية الشاذة التى تسعى للتشويش على منظومة القيم التى جاء بها رسولنا الكريم ومن بينها القيم الدافعة للتقدم فى الفكر الإسلامى.. وعندما كانوا يحترمون الوقت باعتباره مطلبًا إيمانيًّا، تقدموا عندما تساموا فوق الاختلافات وغلَّبوا المصالح العليا على المصالح الشخصية، وعندما كانوا كثيرى العمل، قليلى الكلام، ملتزمين الصدق وحسن الخُلق، تقدموا وازدهروا عندما كانوا يحترمون مراد الله فى الخلق والكون والحياة، ويؤمنون بالتعددية ولا يلتفتون إلى الفوارق فى اللون، والجنس، والعرق، المعتقد... وعندما كان اختلافهم فى الرأى وسيلة للتقارب والتآلف وتعظيم الحق وإحقاقه، وتغليب المصلحة العليا للمسلمين، نهضوا عندما كانوا يَعلمون نواقض الوضوء، وفى الوقت ذاته يَعلمون نواقض الحضارات، نهضوا عندما كان الواحد منهم يفكر، ويعمل، ويبدع إلى آخر لحظات حياته، متمثلا حديث الفسيلة سادوا العالم عندما حرصوا على زراعة القيم فى قلب المجتمع، وعلى تنمية علاقتهم بالله على الدوام.

وهذا المشروع يرتكر على الإبداع فى بناء الإنسان المسؤول، وإحياء منظومة القيم (العليا، والحضارية، والأخلاقية) مع التركيز على القيم الدافعة للتقدم، وعلى منهجية التشابك القيمى، ويرتكز على التحليل الدقيق واستقراء نقاط الضعف فى حياة المسلمين ومعالجتها بالعلم، وتوظيف المنهج الإسلامى بشكل عصرى تجديدى لعلاج المشكلات وتقوية مواطن القوة وترتيب الأولويات وبناء العقل المسلم المعاصر وتوظيفه وتوجيه تركيز بوصلته على عمليات التقدم والازدهار.

 

 

ما المقصود بمصطلح التنمية الإيمانية والأخلاقية، وما علاقته بالتقدم والازدهار، وكيف يستثمر المسلم شهر رمضان لتحقيقه؟

 

الإسلام يستهدف فى الأساس: ربط الناس بخالقهم، وإشاعة الرحمة بين الإنسان وشتى مفردات الطبيعة والكون، ومجابهة العشوائيات الفكرية والسلوكية، وإنقاذ البشرية من الفقر والجوع والمرض والتخلف، ولن يتحقق ذلك إلاببناء المسلم بناء فريدا وتقاس قوة المجتمع بمدى قوته الإيمانية والأخلاقية والتربوية والاجتماعية والعلمية والاقتصادية والعسكرية و السياسية. قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) يقول النبى (صلى الله عليه وسلم): (الْمُؤْمِنُ القَوِى، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفى كُلٍّ خَيْرٌ...)، فالأمَّة إذن بحاجةٍ إلى المؤمن القوى فى عقيدته، القوى فى قيمه، القوى فى صلته بالله، القوى فى علمه وعمله وإبداعه، القوى فى مهاراته وخبراته، القوى فى احترام مخلوقات الله، القوى فى جميع مناحى الحياة، إن نمو الإيمان ينعكس إيجابيا على الفرد والمجتمع، فزيادة الإيمان والتفاؤل يعطيان للعبد دفعة قوية للعمل والإبداع والإتقان. وشهر رمضان، هو فرصة عظيمة يجب أن نستثمره لإحداث التنمية الإيمانية والأخلاقية والارتقاء فى مراتب القرب من الله، ومن ثم يكون مؤهلا للبناء والإعمار والإثمار.

 

إذن، ما الواجب على الأمة الإسلامية فيما يتعلق بالتربية والتعليم والبحث العلمى واستثمار عقول أبنائها فى العصر الراهن؟

 

 من أربح أنواع الاستثمار التربية فهى الموجه لضمير الإنسان، وأقواله، وأفعاله، وسلوكياته، ومنهجه فى الحياة، فإذا ما أحسنَّا التربية وبناء الإنسان؛ انضبطت حياة الفرد، والأسرة، والمجتمع، والإنسانية...وهكذا فإن الاستثمار فى التربية وبناء الإنسان -وهما من الصناعات الثقيلة- يعدُّ من أربح أنواع الاستثمار؛ لأنه سيبنى المواطن الصالح، القادر على العطاء وتحقيق الرخاء.. والعالم الإسلامى زاخر بعلماء وباحثين وخبراء على أعلى مستوى فى العالم، وعقول جبارة، بعضها هاجر إلى دول الغرب، وأسهم بسهم وافر فى الإرتقاء بالدول الغربية وما حدث فى كندا على سبيل المثال وفى غيرها على أيدى المصريين والعرب خير شاهد، والبعض الآخر لا يزال يتحين الفرصة والبيئة المحفزة. والعالم الإسلامى أيضاً يمتلك خبرات وقدرات هائلة، غير أنه فى حاجة إلى إرادة وإدارة، وعلى سبيل المثال فإن ما يحدث فى مصر حالياً من إنجازات بسواعد مصرية تكاد تشبه المعجزة.. ولعل حل مشكلة الزحام فى القاهرة وفى غيرها خير شاهد على قدرتنا على الإبداع فى علاج المشكلات الكبرى، فالإنجازات التى تحققت مؤخراً تبعث فينا الأمل والتفاؤل فى مستقبل زاهر.. إذن: نحن قادرون بتوفيق الله أولاً، ثم بالإرادة والإدارة، وتشجيع الناس على العلم والعمل والإبداع وتحفيز طاقاتهم الإبداعية، وتفعيل القيم الدافعة للتقدم فى الفكر الإسلامى، وتوظيف كنوز التراث الإسلامى وما أكثرها. والعالم الإسلامى اليوم فى مفترق طرق، ويجب أن يتكامل بشكل حقيقى ويعيد ترتيب أولوياته، وتوظيف ما تزخر به مؤسساته من معامل ومراكز بحوث وكوادر بشرية قادرة على التنبؤ بالتحديات والأزمات والجوائح والتصدى لها، ونقل وتوطين التكنولوجيا، ومعالجة القصور فى إتاحة الإنترنت، و(ربط مراكز البحوث والمختبرات والمعامل العلمية فى جامعات العالم الإسلامى تحت كيان موحد)، وتسخير كل الإمكانات لشتى الباحثين فى جامعاتنا، ومساعدتهم حتى يكون لهم قصب السبق فى اختراع علاجات الأوبئة والجوائج وما يستجد من مشكلات، وبما يدعم حركة التخصصات البينية بين العلوم المختلفة، بحيث نضمن تكامل المعرفة واشتراكها وتشابكها فى أكثر من تخصص، ودعم الابتكار والإبداع وتكامل المعرفة.

 

وأنتم تتحدثون عن واقع العالم الإسلامى والمشكلات التى واجهته إبان جائحة كورونا أشرتم إلى قضية الإنترنت والخلل الواضح فى الإتاحة والقدرات، نود توضيح ذلك، وما الواجب على الأمة حيالها؟

 

فى أوائل جائحة كورونا، ظهرت الأهمية البالغة للبحث العلمى والتخطيط وحتمية إعادة ترتيب الأمة للأولويات على شتى الأصعدة والمجالات، وظهرت الأهمية البالغة لشبكة «الإنترنت»، وانكشفت الفجوة الرقمية الواضحة فى استخداماتها، بل وفى الإتاحة نفسها سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المناطق، ومن ثم فإننى أجدد الدعوة من هنا بضرورة تكاتف الدول العربية والإسلامية للتعاون فيما بينها من أجل إطلاق قمر صناعى أو أقمار صناعية للدول الإسلامية تدعم إتاحة خدمات الإنترنت للطلاب والباحثين غير القادرين، وللمناطق المحرومة من الإنترنت مجاناً، لتقليل الفجوة الرقمية، ومن ثم المساعدة على دعم التعليم الإلكترونى، وما يستجد من متطلبات.

 

تتحدث دائماً عن ذكر الله، وأهميته للفرد والمجتمع، فهل له علاقة بالتقدم والازدهار؟

 

يقول الحق سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)، تأمل معى قوله تعالى: (اذْكُرُوا) فعل أمر، والأمر يقتضى الوجوب، ما لم تصرفه قرينة إلى الاستحباب، والأمر هنا ليس بالذكر فقط، بل الذكر الكثير، لأن الله حينما وصف المنافقين قال:(وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) فالمنافق يذكر قليلا، أما المؤمن يذكر ذكراً كثيراً، لأن الذكر من أقوى الروابط التى تربط الذاكر بمولاه؛ ومن مصادر استجلاب رحماته، ونيل محبته ومعيته، وفتح خزائنه وكنوزه... قال تعالى: (فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِى وَلَا تَكْفُرُونِ)؛ لذلك يجب أن نُكثر من ذكر الله تعالى بكل جوارحنا، ونستحضر عظمته، وقدرته، وجلاله على الدوام.

فالذكر يؤسس فى نفس المسلم أنه صاحبُ أخلاق قرآنية، وصاحبُ رسالة ومسئولية فى إعمار هذه الحياة، تدفعه إلى الأداء الحضارى المتميز بالعلم النافع والعمل المتقَن المبدِع لخدمة الإنسانية وترقية الحياة.

 

لماذا تركز فى كتاباتك ومحاضراتك على قضية التعددية؟

 

التعددية سر من أسرار الله فى خلقه، تعطى للحياة جمالاً على جمالها، وهى قاطرة الأخوة والتكامل وإثراء الحياة، وترسخ المواطنة وتثرى المجمع وتحميه من الداخل والخارج. لقد جاء بنا ربنا إلى الدنيا لكى يُكمل بعضنا بعضاً.. ويساعد بعضنا بعضاً.. ويحترم بعضنا بعضاً.. فاحترامنا لأنفسنا ولغيرنا هو احترام لصنعة الله؛ فالله خلقنا بيده وميزنا بمزية غاية فى التكريم والإجلال وهى العقل.. وأفاض على كل واحد منا فيوضًا عقلية وفكرية، ومنح كل واحد منا بصمة معينة فى التفكير والإبداع؛ لماذا؟؛ لكى نتكامل فى بناء الوطن والإنسان وإعمار الكون والحياة.. بأفكارنا جميعا.. وبإبداعنا جميعا.. وبعطائنا جميعا.. دون حجر على أحد.. ودون إقصاء أحد لأحد.. ودون تسفيه لفكر أحد.. فكلنا شركاء فى المسؤولية وفى بناء الوطن وإعمار الكون والحياة وإسعادها..لابد أن يطّلع كل منا على فكر الآخر ويستقرأه بتأنٍّ وروية وتجرد.. دون إصدار أحكام مسبقة؛ فالمخالف لك هو مرآتك وغالباً ما يرى فيك ما لم تره أنت فى نفسك وربما لا يراه مَن هو على شاكلتك وفكرك واتجاهك.. إننا فى حاجة ماسة إلى نشر ثقافة التعددية وتطبيقها وأن يُحسنَ كلُّ واحد منا الظن بالآخر.. فمخرجاته العقلية التى قد تخالف فكرك هى نتاج العقل الذى ميزنا الله به عن غيرنا من المخلوقات.. وقد تكون نتيجة لخطئك أنت، وقد تنير لك دروباً مهمة على طريق الصلاح والإصلاح والنجاح..

 

قلتم إن ثقافة المسئولية هى محرك التقدم والنهوض، لماذا؟

 

الناظر المدقق فى حال الدول المتقدمة يلحظ أن قيمة المسؤولية هى المحرك العملاق الذى يدفع الناس دفعًا نحو الارتقاء والتقدم؛ لذلك تسعى لتمكينها فى جنبات المجتمع. وتتعاظم المسؤولية فى خضم سباق الدول المحموم للصعود إلى القمم الاقتصادية والصناعية والتقنية...إلخ، أو البقاء عليها، وأيضاً فى سياق مواجهة كثير من دول العالم للتحديات والمشكلات والأزمات التى تواجهها. وفى إطار سعى الأمة العربية والإسلامية الحثيث للانطلاق إلى آفاق التقدم والازدهار، فنعتقد أنه لن يكون أمامها من بديل عن تمكين القيم الدافعة للتقدم فى الفكر الإسلامى والإنسانى لتكون بمثابة: القاعدة الصلبة لبنية مجتمعية تسودها المحركات الذاتية الداخلية، والمرتكزات والمنطلقات والمنصَّات المساعدة للإقلاع الحضارى، وعلى رأسها: قيمة المسئولية وزرعها، ونثرها ونشرها، وتجذيرها وترسيخها فى قلب المجتمع والناس. والمنهج الإسلامى بعالميته وصلاحيته لكل زمان ومكان، زاخر بمقومات المسئولية الشاملة والمتكاملة والقابلة للتحقيق والتطبيق، وما علينا إلا تمثلها حياتياً، حتى تعيش فينا ونعيش فيها، ومن ثم تصير منهج حياة لنا وللأجيال القادمة. والمسئولية القوة الذاتية التى تحرك قاطرة التقدم، وحماية الكون والحياة، وعندما تتمكن منَّا ومن حياتنا ونربى أولادنا عليها؛ فإننا سنجنى ثمارها (اتقانًا، إبداعًا، ازدهارًا، حوارًا، تفاهمًا، حفاظًا على الأوطان ومكتسباتها، وما أحوجنا إلى ذلك.

 

أخيراً ما رسالتك التى تريد توجيهها وإلى من ؟

 

أود أن أختم حديثى معكم بتوجيه برقية شكر إلى الرئيس وإلى كل العقول والسواعد المصرية التى تبدع وتبنى مصرنا الحديثة فى شتى المجالات، والتى تبشر بمستقبل يحمل الخير..

ونظراً لأن اللغة العربية تتعرض لمخاطر جمة فى ظل انتشار ما يدعى «الفرانكو آراب» وهو زاحف خطير على العربية، ونظراً لأن منظومة القيم هى الأساس والقاعدة الصُّلبة التى تُبنى عليها عمليات التقدم والازدهار، وأنها فى خطر، وتحتاج تدخلاً مبدعاً من رأس الدولة لتفعيلها وبعثها فى شرايين المجتمع وتشغيل المؤسسات المعنية عليها،ونظرا لأن بناء الإنسان يحتاج إلى إبداع، بل يحتاج إلى ثورة تصحيح، ليسير جنباً إلى جنب مع ثورة العمران والبنيان، فإننى أناشد الرئيس إطلاق حملة قومية لبناء الإنسان، وحماية اللغة العربية، وإحياء القيم الإسلامية والمصرية الأصيلة، وعلى رأسها القيم الدافعة للتقدم والإبداع، وثقافة شكر النعم وثقافة الرضا والقناعة واحترام الآخرين الضعفاء، وثقافة الإصرار على التعلم و النجاح والإبداع، وثقافة الوضوح والبعد عن الغموض، وثقافة الأمل التفاؤل، وثقافة الأناقة ولاشك أن إحياءها كفيل بإيجاد مجتمع مصرى فريد، يرتكز على بنية أخلاقية وقيمية وسلوكية مع بنية عمرانية وحضارية تكون نبراساً للشرق والغرب وتعيدنا إلى أيام الزمن الجميل.