السور المسبحات في القرآن الكريم.. تعرف عليها

 تعدُّ سورة الصف من السور المسبِّحات السبع في القرآن الكريم التي أشارَ إليها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وسمِّيَت بذلك لأنَّها تبدأ بتمجيد الله تعالى وتسبيحه، فقد قال تعالى في بداية السورة: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

 

و هذه المسبحات السبع هي: الإسراء، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، الأعلى، ويبدأ جميعها بكلمات مثل سبَّح أو سبحان أو يسبِّحُ أو سبِّح، وقد وردَ في الحديث عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- في فضل هذه السور: "أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يقرأُ المسبِّحات قبلَ أنْ يَرقدَ، وقالَ: إنَّ فيهِنَّ آيَةً أفضلَ منْ ألفِ آية".

 

ووردَ عن الإمام ابن كثير أنَّه قال: إنَّ هذه الآيةَ هي: {هو الأوَّل والآخرُ والظاهرُ والباطنُ وهوَ بكلِّ شيءٍ علِيم}، إلا أنَ القول الراجح أنَّها آية التسبيح التي بدأت بها كل سورة من المسبحات.

 

 حيثُ تعدُّ سورة الصف من سور القرآن الكريم المدنية، أي التي نزلت على رسول الله

-صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، أو نزلت بعد الهجرة المباركة من مكة إلى المدينة، تقع سورة الصف في الحزب الخامس والخمسين وفي الجزء الثامن والعشرين من القرآن الكريم، ورقمُ ترتيبها في المصحف واحد وستون بعد سورة الممتحنة وقبل سورة الجمعة، وعدد آيات السورة أربع عشرة آية، أُطلِقَ عليها اسم الصف لورود هذا الوصف فيها، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}.

 

 كما تُسمَّى أحيانًا سورة الحواريين بسبب ورود قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ}.