رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العمر واحد والرب واحد | 5500 طبيب بالمنيا دروع بشرية في مواجهة كورونا

الدكتور محمود عمر
الدكتور محمود عمر

ما يقرب من 5500 طبيب وطبيبة منتشرون بمستشفيات والمراكز الصحية، شمال وجنوب محافظة المنيا، أقدموا على الشهادة، ونصبوا أنفسهم (حماة الحياة)، ليكونوا دروعا بشرية في حرب ضروس، من أجل البقاء والحياة، خاضها ومازال يخوضها بكل نفسا راضية (الجيش الأبيض)، من أطباء وممرضين، في مواجهة فيروس كورونا المستجد، تصدوا وكانوا في الصفوف الأمامية للمعركة، حتي يجنبوا الشعب المصري الإصابة بهذا الفيروس اللعين  والذي أرعب القاصي والداني، وألزم الغالبية منازلهم، ضمن إجراءات احترازية، كانت أشبه بمن يتسول الحياة.

أطباء كانوا ومازالوا جنودا بواسل في معركة التصدي لفيروس كورونا المستجد، ضحوا بأنفسهم وكانوا يعلمون أن وقوفهم في الصفوف الأمامية، ليس له سوي معني واحد، وهو الموت أو بالمعني الصحيح نيل الشهادة، بعدما اعتبرت الدولة المصرية، أن وفاة الأطباء وكوادر التمريض في معركة كورونا ترتقي إلي درجة الشهيد، ويعامل معاملة الشهيد.

وإذا كنا نتحدث عن الصحة، فالأطباء، هم العمود الفقرى للعلاج والذين يديرون عملية العلاج، والمستشفيات والعيادات والمرضى، وإذا نظرنا إلى حال الطب فى مصر، من منظور المستشفيات والنظام الطبى، فإن علاقة ومهنة الطبيب إنسانية، والمريض بصفته إنسانا، فكان وما يزال الطب فى مصر يرتبط بالحكمة، والطبيب لم يكن فقط يمارس العلاج، لكنه كان يتصل بمرضاه ويطلع علي مشكلاتهم الاجتماعية، ويحارب الجهل مع المرض، لهذا كان الأطباء فى مصر دائما نجوما يعرفهم الناس، أكثر من أى شخص آخر، وكان يلقب قديما بـ(الحكيم).

وقصة المصريين مع الطب قديمة، منذ أيام الفراعنة عندما ارتبط الطب بالمعابد والكهنة وتطور الأمر وامتد فى الثقافة المصرية، حيث كان الأطباء هم الذين أخرجوا المرض من دائرة السحر والأعمال الشريرة، بوصفه خطرا يمكن مواجهته والتعامل معه وقهره، وعرفت مصر أطباء كبارا طوال الوقت أغلبهم كان الطب بالنسبة لهم رسالة أكثر، من كونه وظيفة أو عملا يدر أرباحا ضخمة، ومرت أحوال الأطباء فى مصر بمراحل ارتبطت بمراحل التحولات الاقتصادية والاجتماعية.

 

هناك أطباء حملوا رسالة الطب الإنسانية، ولم يقدموا حساباتهم فى البنوك على تحقيق انتصارات على بعض الأمراض الفتاكة، وبين هؤلاء أطباء يواجهون المرض بنفسية محاربين، وتحدث للوفد أحد جنود الجيش الأبيض، والذي يعد من الأطباء البارزين في محاربة ومجابهة فيروس كورونا، والذي تطوع شأنه شأن الآلاف من الأطباء وكوادر التمريض، في التصدي لهذا الفيروس اللعين، إيمانا منه بحب الولاء والانتماء لمصر المحروسة، والزود عن أهلها، مضحيا بالغالي والنفيس، من أجل قهر الفيروس والقضاء عليه.

 

أنه الدكتور محمود عمر، مدير الإدارة الصحية بمركز مطاي، شمال المنيا، والذي كان يشغل مدير الطب الوقائي بمركز بني مزار، واحد الدروع التي واجهت وتواجه بصلابة مدهشة فيروس كورونا المستجد، مشيرا أنه يتابع حوالي 42 حالة إصابة بفيروس كورونا، عزل منزلي، في متابعة يومية، لمعرفة مدي تحسن الحالات، وتحويل ما يستعصي منها علي العلاج بمستشفي مطاي العام، والتي تستقبل حالات بشكل يومي، طبقا للمبادرة الرئاسية للرئيس عبدالفتاح السيسي للعزل المنزل، وتعافي 92 حالة إصابة بفيروس كورونا.

 

وأوضح الدكتور عمر أن الصعوبة تكمن دائما في حالات السن المتقدم، أي كبير السن، ونجحنا في شفاء وتعافي الكثير من المرضي، والتي تجاوزت أعمارهم 80 عاما،

موضحا الدكتور عمر، أنه يوجد بالإدارة الصحية لمركز ومدينة مطاي، 24 وحدة صحية ومركز طبي، يتم العمل بها علي نظام فرز المرضي لمعرفة المريض المشتبه به، وتحويله لأقرب مستشفي، لافتا عمر، إلي ضرورة الالتزام بارتداء الكمامة الواقية، والتباعد المسافي، وأن الدولة المصرية ووزارة الصحة، اتخذت إجراءات حاسمة في هذا الشأن، طبقا لتعليمات الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، والدكتور محمد نادي، وكيل وزار الصحة والسكان بمحافظة المنيا، والتي تتضمن متابعة دقيقة للأسواق والمحلات التجارية والمقاهي، والتباعد المسافي في مواصلات النقل العام، وكذلك ارتداء كمامة الوجه.

 

وأضاف أنه تم البدء في تطعيم الكوادر الطبية، ضد فيروس كورونا المستجد، والمواطنين أصحاب الخطورة، وكذلك توفير أدوية خاصة لمجابهة فيروس كورونا، باهظة الثمن، وعلي نفقة الدولة، وتزويد الوحدات الصحية والمستشفيات بكاشف حرارة وأجهزة قياس الأكسجين من قبل وزارة الصحة، وكذلك تزويد مستشفي مطاي العام، بقسم العناية المركزة بأجهزة حديثة، وأجهزة تنفس صناعي، وتستقبل المستشفي مرضي المركز، وبعض مرضي من المراكز المجاورة، واليوم ومنذ ما يزيد عن عام تقريبا.

 

ما زال الجيش الأبيض يواجه الفيروس بشجاعة، مضحيا بحياته من أجل أن ينعم الشعب المصري بالحياة، نعم ثمانية أطباء بمحافظة المنيا، ضحوا بحياتهم من أجل أن ينعم ما يزيد عن 6 ملايين منياوي بالحياة، الجميع ينظر للجيش الأبيض بفخر واعتزاز في معركتة النبيلة ضد فيروس كورونا المستجد، والذي سبب الرعب للقاصي والداني.

 

وطبقا للسجلات الرسمية، يذكر أن شهداء المنيا من الأطباء والطواقم الطبية منذ ظهور جائحة كورونا، هم، الدكتور عاطف محمود سالم، استشارى الجراحة العامة ومكافحة العدوى، والدكتور سيد نادى كامل، أخصائى الحميات بمستشفى سمالوط، داخل مستشفى العزل بملوي، والدكتور عماد حبيب، استشارى الباطنة، بمستشفى مغاغة، والمنتدب بمستشفى عزل ملوى، والدكتور محمود البطل، استشارى النساء والتوليد بمستشفى مغاغة، والدكتور حنا نجيب، الصيدلى بمستشفى بنى مزار العام، والدكتور وردانى حسن عيد، استشارى الجراحات العامة، والممرضة شروق محمد، والممرضة سحر فرغلي، مفتشة التمريض بإدارة المنيا الصحية، جميعهم تجرعوا الموت مبتسمين، شهداء عند الله في معركتهم مع فيروس كورونا المستجد.