الياميش .. البيع والشراء مفيش
التجار:خسائرنا كبيرة.. والبضاعة للفرجة فقط
شهدت أسواق الياميش والمكسرات فى عواصم المحافظات تراجعًا ملحوظًا فى نسبة إقبال المواطنين على شراء الأنواع من ياميش رمضان، رغم تراجع أسعارها نسبيًا مقارنة بالعام الماضى، وشكا الكثير من التجار وأصحاب المحلات التجارية عزوف المواطنين عن الشراء والاكتفاء بمعرفة الأسعار ومشاهدة المنتج والمغادرة دون شراء.
وكانت البداية من محافظة الغربية بمنطقة «وكالة البلح» والتى شهدت ركودا نسبيًا إلى حد كبير، وعزوفا شبه تام عن شراء كافة أنواع المكسرات «البندق واللوز وجوز الهند» لارتفاع أسعارها 250 جنيها للكيلو، وطال ارتفاع الأسعار أيضًا «البلح» وهو الوجبة الرئيسية لأى أسرة متوسطة الحال نسبة وصلت نحو 50% زيادة عن الموسم السابق.
«فرحتنا بالشهر الكريم بتنسينا أى غلاء فى الأسعار».. بهذه العبارة بدأت هند السيد حديثها معنا بعد أن قطعنا نظراتها الحائرة بين أنواع البلح وأسعاره، مضيفة أن الأسعار زادت زى كل حاجة ما بتزيد والميزانية محدودة واضطر لشراء البلح أقل جودة وسعرا وسأكتفى بشراء بضعة كيلوات.
وتابعت «ميزة منطقة الأثرية بطنطا إن فيها بلح على قدر كل الفئات من 10 جنيهات إلى 100 جنيه وكل واحد بيشترى على حسب إمكانياته وظروفه وعن باقى المستلزمات التى تنوى شراءها قالت «سأكتفى بشراء نصف كيلو من كل الانواع كالزبيب وجوز الهند والسودانى لإدخال البهجة على أولادى».
«الحال واقف ومفيش بيع ولا شراء مثل السنوات الماضية» لسان حال تجار وكالة البلح بطنطا.
وأرجع عبدالعزيز عوف من سوهاج وأحد التجار هذا الامر لارتفاع أسعار البلح بسبب ارتفاع قيمة النقل، مشيرًا إلى أن تكلفة نقل عربة البلح الواحدة 6000 جنيه، فضلا عن تدهور الظروف المعيشية للكثير بسبب وباء كورنا، وارتفاع اجر العمالة وايجار المحلات.
وأكد عوف أن هذا العام يبشر بموسم سيئ نظرا لعدم الاقبال مثل باقى السنوات، وعن متوسط أسعار البلح يقول السعيد محمد أحد التجار إن أسعار التمور الجافة تتراوح بين (15- 60) جنيها للكيلو الواحد، وأسعار عبوات عصائر «قمر الدين» و«التمر هندي» بـ60 جنيها للكيلو الواحد.
وتبدأ أسعار جوز الهند من 60 جنيها لـ100 جنيه فى حين شهدت أسعار المكسرات زيادة بواقع 60% من أسعارها وتبدأ من 250 جنيها لـ400 جنيه عين الجمل واللوز.
لم يختلف الأمر كثيرًا بمحافظة المنوفية، التى أصبحت محلات مستلزمات رمضان بها خاوية على عروشها، الأمر الذى أكده أحمد محمد -تاجر ياميش رمضان- بدأت عرض المنتجات منذ شهر لكن يوجد ركود عام فى البيع لم نشهده من قبل حيث مازال المواطنون لديهم خوف وقلق من فيروس كورونا الذى أثر على التجارة، مضيفا: أحضر من محافظة أسوان كل عام لبيع ياميش رمضان وبسبب كورونا لم أحضر العام الماضى والآن حركة البيع ضعيفة وأوشك موسم البيع على الانتهاء وسوف أعود إلى أسوان مرة أخرى.
مضيفًا المواطنين يأتون لكى يشاهدوا أنواع البلح الموجود ومعرفة السعر فقط دون شراء وكل عام أحضر إلى محافظة المنوفية لعرض المنتجات خلال شهرى رجب وشعبان وعند بداية رمضان أكون أنهيت ما لدى وأعود مرة أخرى إلى أسوان لكن العام الحالى مازال جميع المنتجات التى أحضرتها كما هى وسوف أعود بها مرة أخرى خلال الأسبوع القادم دون بيع وذلك يكلفنى الكثير ويعود عليا بالخسارة، حيث إن متوسط أسعار البلح بين 15 جنيها و20 جنيها ويصل سعر المشمشية من 90 إلى 110 جنيهات للكيلو وهذه أقل أسعار البيع حتى نستطيع البيع ولا نضطر إلى التخزين للعام القادم، ما قد يضر بها أثناء حفظها فى الثلاجات، حيث
وفى البحيرة انتشرت محلات الياميش التى تقوم بعرض القراصيا، والبلح، التين، المشمشية، الجوز، واللوز، قمر الدين، حتى العرقسوس وذلك بكميات كبيرة، لكن يواجهها ركود شديد وعزوف من المواطنين عن الشراء لعدة أسباب منها ارتفاع أسعار جميع أنواع الياميش عن قدرة الشراء خاصة لمتوسطى الدخل، بالإضافة إلى انتظار الموظفين لاستلام مرتبات شهر إبريل من أجل الشراء.
وأكد عبدالحميد سليمان ــ عامل معمار ــ للعام الثانى على التوالى لا أتمكن من شراء الياميش لأبنائى بسبب توقف فرص العمل لأيام طويلة منذ ظهور فيروس كورونا وعدم وجود أى مصدر دخل للإنفاق على الأسرة سوى جنيهات قليلة من العمل بعض الأيام تكفى بالكاد لتوفير الطعام للأفواه الجائعة.
وقالت سلمى أحمد ــ ربه منزل ــ فى مثل تلك الأيام من كل عام اتجول فى أسواق الياميش لمعرفة الأسعار وتحديد أرخص الأماكن قبل الشراء، خاصة بعد أن تعودت على عمل (جمعية) كل عام من باقى مصروف المنزل حتى أتمكن من شراء الياميش لأنى لا أشعر بفرحة رمضان إلا بعد الشراء لإدخال السرور على قلب أولادى.
وفى سوهاج أكد محمود يوسف – عطار – ان أسعار الياميش هذا العام منخفضة نسبيًا عن الموسم السابق وأن سعر الياميش يصل إلى 60 جنيهًا والمشمشية بـ60 جنيهًا وقمر الدين بـ 30 جنيهًا وعين الجمل 100 جنيه واللوز 110 إلا أن أغلب مرتادى الأسواق يستعلم فقط عن الأسعار ولا يشترى شيئًا.
وفى سياق متصل، قال أحمد جمال – موظف – لا استطع شراء أية شيء هذا العام، فقط أبحث عن أرخص أنواع التمور فقط هو ما أقدر على تقديمه لأسرتى، الأمور المعيشية أصبحت صعبة، ولدى أولادى فى مراحل تعليمية مختلفة والحمدلله على كل شىء.
بينما قالت «أم حنان» ربة منزل، قاربت على الساعة داخل السوق لا أجد أية شيء أستطيع شراءه وميزانية المنزل لا تسمح، لدى 4 أولاد ابتدائى – إعدادى وتثنان فى الجامعة، ولم أقم بشراء أية حلوى جاهزة أو حتى ياميش فقط أبحث عن «التمور والكنافة» هذا يكفى لسد حاجتنا ولا أقدر على شيء آخر غيرهما.
