رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا الخائن

فقدت نصف عقلها وكادت تفقد ما تبقى منه عقب الحادثة البشعة من وجهة نظرها والتى لن تنساها طيلة حياتها المتبقية. شابة هى فى العشرينات من عمرها وفى بداية حياتها تتمتع بجمال أخاذ جلب لها التعاسة كانت محط أنظار كل من عرفها والكل حلم بالزواج منها فهى ابنة الأصول.

ذات التربية الراقية والتعليم العالى. وعقب انتهائها من دراستها مباشرة طرق بابها عدد من الشبان الذين تحلم بهم الأسر والبنات كى تكون من نصيبهم ولكن هى تمنعت ورفضت قبول العشرات منهم حتى طرق بابها هذا الشاب الذى جاء عن طريق احد اصدقاء والدها وسمع عنها الكثير وحلم بالارتباط بها. صاحب وظيفة مرموقة وابن ذوات، كما يقال، وعضو فى ناد عريق واسرته من الأسر المعروفة للجميع واذا كانت هى حلم الشبان والعائلات فهو ايضا هكذا.

 أرسل اليهم رسولاً كى يعرف رأيهم فى الأمر فهو لا يرغب فى ان يدخل البيت ثم يرفض. وسألها والدها رأيها هل يأتى أولا ودون تردد قبلت ووافقت على التعرف عليها اصابت الأب الدهشة من موقف ابنته والتى اعتادها ترفض كل من يتقدم لها. حتى اصابه اليأس. وبدأت امها فى طرق بيوت المشايخ كى تفك عقدها أو السحر الذى اصاب ابنتها. شعور الأب والأم متناقض هل يفرحان أم ان ابنتهما سترفضه كمن سبقوه ولكن أرسلا مع الرسول موافقتهما على حضوره للتعارف ورؤية ابنتهما وكلهم دعاء ورجاء ان تحل عقدة ابنتهم وتوافق على هذا العريس الذى لا يُرفض جهزت الأم كل ما لذ وطاب لاستقبال الشاب واسرته وجاء الموعد واستقبلوهم بترحاب وفرحة خائفة. وتبادل الشاب والفتاة النظرات وبعض الكلمات الضرورية فى تلك المناسبات وانتهى اللقاء بعد اتفاق بين الشاب والفتاة على اللقاء مرة أخرى لمزيد من التعارف على بعضهما والغريب فى الامر ان الفتاة وافقت ولاحظت امها ان ابنتها تنتظر موعد لقائها مع العريس المنتظر بلهفة وترتدى أجمل ثيابها وتكون فى كامل جمالها وتعددت اللقاءات ودبت السعادة فى قلب الفتاة فقد غزا حب الشاب قلبها واحتل كيانها وأعلنت موافقتها على الزواج منه.

 كانت سعادة اسرتها لا توصف ولا تقدر. أخيراً ابنتهم دقت السعادة باب قلبها. بدات تحهيزات الشقة الفاخرة التى يمتلكها العريس على قدم وساق. واختاروا محتوياتها بدقة وعناية وتحولت الشقة الى ما يشبه القصور. تم تحديد موعد الزفاف وإقامته فى أحد الفنادق الـ٧ نجوم على نيل القاهرة الخالد ووسط فرحة الجميع.

 كان الفرح الأسطورى، العروس كفراشة طائرة من فرط سعادتها وسط صديقاتها وبين احضان زوجها فقد انتهى المأذون من كتب الكتاب. لم تكن تصدق نفسها فهى تزوجت من فتى أحلامها والذى تمنته الكثيرات وحلمت به الفاتنات. انتهت ليلة العمر والتى تمنت ألا تنتهى.

 اصطحب العريس عروسه الى جناح فى ذات الفندق قضيا فيه أياماً فى جنة الحب والسعادة التى لا تنتهى ولم يكتف العريس بذلك بل اخذ عروسه الى احد المنتجعات الفاخرة وقضيا أسبوعاً آخر من الاحلام مضى على زواجهما ١٥ يوماً امطرها فيهما بكلمات الحب والسعادة حتى صدقت انها فى جنة وليست فى الدنيا وفى ثانى أيام عودتهما الى منزلهما الفاخر وفى اليوم الـ١٧ لزواجهما طلبت العروس من زوجها ان يذهبا الى منزل اسرتها لانها تشتاق لرؤية والدتها واخوتها ولكنه رفض الذهاب معها، حيث تحجج بالإرهاق من السفر وأنه يرغب فى اخذ قسط من النوم حتى يستعد للسهرة التى اعدها للاحتفال بعودتهما من أيام العسل. صدقت روايته وتوجهت بمفردها لزيارة

اسرتها وقضت معهم بعض الوقت وطمأنتهم على سعادتها وانها تعيش فى الجنة. سعدت امها ووالدها بسعادتها وتمنيا لها دوامها واوصياها بزوجها وحملتها امها كل ما لذ وطاب لزوجها وأرسلت السائق لتوصيلها. اوصلها السائق الى باب شقتها وطلبت منه الذهاب وفتحت الباب واثناء تواجدها فى صالة الشقة سمعت أصوات ضحكات سيدة آتية من غرفة نومها. كذبت اذناها وربما يكون صوت التلفاز. ولكن إحساس الانثى بداخلها مرعب من القادم أسرعت الى غرفة النوم وفتحت الباب لتجد المفاجأة القاتلة. الطامة الكبرى. الجريمة التى لا تغتفر. امرأة أخرى فى حضن زوجها..عريسها الذى لم يمر على زواجهما سوى ١٧ يوماً. نعم هذا عمر زواجهما وأحضر ساقطة فى سريرها.

لم تنطق بكلمة وخرجت من حيث اتت تهرول فى الشارع ودموعها تسبقها. كانت محط أنظار الجميع حتى وصلت الى حضن امها منهارة لا تستطيع الكلام ساعات حتى هدأت وأخبرت اسرتها بالكارثة التى حلت بزواجها. أسرع الأب الى منزل والد عريس ابنته وأبلغه بما حدث وطلب منه إنهاء الامر وان ابنته لن تعود مرة اخرى حاول والد العريس التخفيف من حجم ما حدث وانها مجرد نزوة من ابنه ولن تتكرر ولكن الزوجة اصرت على الفراق واصر الزوج الخائن على إبقائها على ذمته وعقابها ولكنها لم تنتظر رحمته.لجأت الى محكمة الأسرة بمصر الجديدة وهى فى طريقها الى مكتب التسوية لرفع دعوى خلع من هذا الخائن عيناها معلقتان بالسماء ودموعها لا تتوقف وكأنها تعاقب نفسها على اختيارها سقطت وتعثرت فى سيرها وتجمع حولها كثر لمساعدتها نظرت اليهم وهى فى حالة من التوهان، فأوصلها أحدهم الى باب مكتب التسوية وعندما جلست بدا القائمون عليه فى نصحها بالعدول عن رأيها فى طلب الخلع وهدم حياتها الزوجية. هاجت وكأن لدغها ثعبان لا احد يطلب منى التفكير او العدول عن رأيى او محاولة إصلاح ما بيننا، لا شىء يصلح الخيانة،  لقد خاننى بعد ١٧ يوماً فقط من زواجنا وفى غرفة نومى. هل هذا يستحق أن أتردد أو أفكر أو أعود اليه وتم إعلان الزوج بدعوى الخلع التى اقامتها ضدها عروسه. وجاء الزوج الى مكتب التسوية وقال نعم انا الخائن ولكن أريد فرصة للعودة والتوبة. ولكن العروس أصرت على السير فى دعوى الخلع ورفض العودة. وما زالت تنتظر!