رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تأملات في سورة الفجر

التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الحق وقال بعض اهل العلم قوله تعالى: {وَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ}، وعلاقتهما بسورة البلد.

 

ففي سورة الفجر ذكر الله تعالى الإنسان الغنيّ والفقير، الذي أغناه الله تعالى، وظنّ بأنّه أحبّه الله فأكرمه، والذي قدر عليه رزقه فظنّ بأنّ الله تعالى كرهه فانتقم منه وأفقره، وفي سورة البلد ذكر الله تعالى الذي أهلك المال والفقير، وكذلك وصف الله تعالى الإنسان في سورة الفجر، بقوله: {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}.

 

وفي سورة البلد حضّ الله تعالى على الرّحمة بهذين الضّعيفين "اليتيم والفقير"، بقوله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ}، وكذلك هناك أمر آخر، وهو التّرابط بين السّورتين، بدليل قوله تعالى في سورة الفجر:

{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً}،[٥] وقال في سورة البلد: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}.

 

فعليك أن تُطعم كما تأكل، وتكسو كما تلبس، وللمفارقة بين البلاء والابتلاء، فالبلاء هو ما ينزل على الشّخص قدرًا، وتعتبر كلمة ابتلى أشدّ من "بلا" وتحمل معنى الاختبار أكثر، ولا يكون البلاء بالضرورة سيّئًا، بل قد يكون خيّرًا لصاحبه، لقوله تعالى: {ونَبلوكُم بالشّرّ والخَيرِ فِتنةً}.

 

وأمّا الابتلاء فهو اختبار كما في قوله تعالى في سورة الفجر:

{فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}، فهذه بعض اللّمسات البيانية والتأملات في سورة الفجر ممّا وقف عنده.