مقاصد سورة البلد
تتألف سورة البلد من عشرين آية فقط، وهي من سور المفصل، ومقاصد سورة البلد تتسلسلُ وفقًا لتسلسل الآيات، وقد تطرَّقت هذه السورة إلى غير موضوع واحد في محكم آياتها، وفيما يأتي مقاصد سورة البلد كما جاءت في آياتها العشرين:
مقاصد سورة البلد من الآية 1 حتَّى 10: أقسم الله تعالى بالبلد، والبلد هي مكة المكرمة، ثمَّ أقسم بآدم وذريته كاملة، أنَّه خلق الإنسان في تعب ومشقَّة، فهل يظنُّ الإنسان المخلوق من تعب ومشقة أنَّه غالب ولن يغلبه أحد، فيستكبر على ما أنفق من ماله ويحسبه كبيرًا، كلُّ هذا قليل أمام خلق الله تعالى فقد جعل له عينين ولسانًا وشفتين وبيَّن له طريق الخير والشر أيضًا، قال تعالى: {أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا * أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[٨].
مقاصد سورة البلد من الآية 11 حتَّى 20: يقول تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ
والآيات هذه تشير إلى أنَّه من بذل وأنفق في سبيل الله دون ندم أو بخل أو شحٍّ، فهو من الذين آمنوا وتواصوا مع بعضهم بالرحمة، هؤلاء هم أصحاب الجنة والفلاح، ومن كفر فهم أصحاب النار التي ستقفل عليهم ويخلدون فيها أبدًا.