عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرضى لـ الوفد: خضنا حروباً ضد الاضطراب الوجداني بحثاً عن الهوية

"أشعر بالحزن الشديد.. لا رغبة لدي في التحدث مع أحد.. أشعر بالسعادة الشديدة ولا أريد أن أتوقف عن الحديث.. لماذا الجميع يكرهني.. أكره الحياة، أريد أن أجلس في الظلام، أريد أن أموت".. جميعها أحاسيس هي جزء من حياة مرضى الاضطراب الوجداني أو ثنائي القطب، أفكار مُختلطة وغير منظمة مصحوبة بردود أفعال لا يقصدها المريض تصل إلى العنف والتصرفات العدوانية، ثم تصاحبها نوبات غضب مُدمرة قد يخسر على أثرها أقرب المقربين له، سواء الأم أو الأب أو الأشقاء، ويستمر عقل المريض خلال النوبة في حالة استرجاع للماضي باحثاً بين طياته عن كل ما أحزنه في يوما ما، وبعد انتهاء النوبة يتحول الشخص المريض إلى آخر متسامح مُحباً للجميع نادماً على ما حدث.

 

اقرأ أيضاً.. مُزقت يده ومُهدد بالحبس بسبب دفاعه عن "مُتقزم".. شاهد حكاية رمضان ضحية

 

أجرت "بوابة الوفد"، حديثاً مع عدد من المصابين بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، واكتشفت عالماً خاصاً لأشخاص محاربون يصارعون من أجل البقاء والاستمرار في الحياة بشكل طبيعي رغم ما يجول في عقولهم من حطام ودمار، قال ( أ . م )، وهو شاب يبلغ من العمر 28 عاما متزوج، لـ "الوفد" إن أعراض المرض ظهرت لديه خلال دراسته في الجامعة، لافتا إلى أن دراسته تأثرت بسبب ما عانه من نوبات وظل في الجامعة لمدة عامين إضافيين.

الاضطراب الوجداني

اقرأ أيضًا.. استشارى الطب النفسي: الاكتئاب الموسمي مرض جيني وراثي

 

قصص مصابي الاضطراب الوجداني 

 

وأوضح الشاب أن في بداية ظهور الأعراض كان يتوهم أن والده ووالدته يكرهونه ويحاولون تدمير حياته، مشيرا إلى أنه كان خلال النوبات الشديدة يسبهم وفي أحدى المرات تعدى على والده، ولكن بعد أن مرت النوبات وتناول دوائه وتحسن شعر  بحزن شديد مما فعله بعدما أخبرته أسرته بما حدث.

 

تناولت الدواء من أجل أسرتي

لفت أن النوبات كانت تأتي بشكل متكرر كل عام في نفس الموعد وتحديداً في آخر موسم الشتاء، وهو ما دفعه إلى الاستمرار في تناول الدواء كما أمره الطبيب  حتى لا يعرض أسرته لما حدث من قبل، مضيفاً، أنه عندما قرر الزواج أخبر الفتاة بمرضه الذي تقبلته تماما وتفهمت أسباب تغير حالاته المزاجية بشكل مستمر.

 

صعوبة الاستمرار في وظيفة بسبب المرض

وتابع، بعد التخرج قابلتني مشكلة أخرى وهي الاحتفاظ بوظيفة لمدة طويلة، فالأمر صعب بالنسبة لمريض الاضطراب الوجداني، هناك أوقات يشعر فيها بالتعنت والكره والضغط النفسي من المحيطين به وقد لا يكون هذا صحيح لأن المريض يكون في حالة من الحساسية المُفرطة،  وبسبب عدم قدرته الاستمرار في وظيفته لمدة طويلة استمرت فترة الخطوبة 5 سنوات، وبعد الزواج اعتقدت أنني لم أعد في حاجة للعلاج مرة أخرى، الأمر الذي أوقعني في انتكاسة أو نوبات، وكانت الحياة شديدة الصعوبة بالنسبة لزوجتي ولكنها صمدت وتحملت العصبية والمشاكل التي بدرت مني وبعد أن عدت للاستمرار في العلاج تحسنت الأمور.

الاضطراب الوجداني

الاضطراب الوجداني الناتج عن الصدمة

( و . م ) فتاة ذات الـ 23 عاما توفيت بعد زواجها بشهرين وكان زواجها سبب لصدمه نفسية كانت معبراً لأصابتها بمرض الاضطراب الوجداني، اعتقدت أن بعد زواجها ستعيش قصة حب مع جارها الذي شعر برغبة شديدة في أن تكون زوجته منذ أول مرة شاهدها فيها، ولكن بعد مضي عدة أيام في منزل أسرة الزوج الذي كان في محافظة أخرى، شعرت الفتاة بضيق بسبب أن حياتها لا تتماشي مع الحياة الريفية التي دخلت إليها وهي صغيرة فضلاً عن أمور أخرى تتعلق بعصبية الزوج وأسلوبه السيئ في التعامل معها رغم أنها مازالت "عروسة" صغيرة لم تمضي أيام على زواجها.

 

قالت والدتها إن أبنتها كانت آخر "العنقود" وكانت فتاة هادئة حنونة عاقلة لا يوجد بها أية اضطراب نفسي، ولكن بعد زواجها بأيام من شاب كان يملك سوبر ماركت، في الشارع المقابل لمنزلهم، تحولت حيات ابنتها إلى جحيم، وكان يعاملها بشكل سيء الأمر الذي تسبب لها في حالة صدمة، ودخلت المستشفي على أثرها، صاحبها حالات هلوسة وهياج شديد لم يكن أحد يستطيع السيطرة عليها.

الاضطراب الوجداني

جلسات الكهرباء حولت شعرها للأبيض ثم توفت

أضافت الأم، كان الأطباء في المستشفى النفسي التي حجزت فيها يعطونها جلسات كهرباء على المخ، بهدف السيطرة عليها وكان هذا يتم بشكل مُتكرر بهدف وضعها تحت السيطرة وإعطائها العلاج لأنها كانت ترفضه، حتى تحول شعر ابنتي ذات الـ 23 عاماً إلى الأبيض، وبعد أيام توفيت وهي لم يمضي على عرسها شهران.

أوضحت الأم، أن الأطباء أخبروها أن أبنتها أصيبت بمرض الاضطراب الوجداني وهو مرض أصابها بعد الصدمة التي تعرضت لها في منزل زوجها بسبب سوء المعاملة.

 

اضطراب هوية ونوبات مُتكررة

وصفت ( ع . أ )، شابة في العقد الثالث من عمرها، الحالة النفسية التي تمر بها خلال الفترة الحالية وهي بداية موسم الصيف، قائلة : "سلسلة من الأحداث المتكررة، مصحوبة بنوبات متكررة وغضب بشكل مُتكرر وآلام في العضلات وشعور بالذنب مع حالة من الاكتئاب والفرح والاشتياق المُفرط، وهوس عندما يجتمع الاثنان مع بعض وهي من أصعب النوبات التي تعاملت معها من أعراض مختلفة ومتناقضة، ثم تظهر عديد من الاضطرابات الجديدة مع مرور الوقت، فضلاً عن صدمات لعقل غير متزن وفرط حركه، مع شخصية حديه واضطراب هوية وهلع جميعها أعراض مؤلمة بشكل غير مُحتمل.

أعراض مرض الاضطراب الوجداني

رأي الطب النفسي: ما لا يعرفه أحد عن الاضطراب الوجداني

الدكتور علي نبوي استاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، أكد أن هناك العديد من المعلومات التي لا يعرفها أحد بخصوص الاضطراب الوجداني، أو ثنائي القطب، أن نسبة المصابين بهذا المرض في الأمراض النفسية حوالي 10%، مشيرا إلى أن جميع المرضى المحجوزين في المستشفيات النفسية اضطراب وجداني.

 

أهل المريض اعتقدوا أنه بمس شيطاني

تابع، مثال لأحد المصابين بهذا المرض، أن فتاة في أوائل العقد الثالث من العمر كانت متدينة ويشهد الجميع بأدبها وأخلاقها العالية، وبعد مشاكل أسرية فوجئ الجميع أن الفتاة خلعت الحجاب وارتدت ملابس غير لائقة، فضلاً عن الألفاظ والسباب والكلمات الخادشة التي تتحدث بها، وكلامها بشكل مفرط، ثم رغبتها في ترك المنزل والعيش بعيداً عن أسرتها"، لافتا إلى أن مثل هذه الحالة المجتمع المصري يسميها بـ "المس الشيطاني"، ولكنه في الحقيقة مرض يسمى الاضطراب الوجداني أو ثنائي القطب، أو نوبات هوس.

أشار نبوي، أنه في عصر الجهل كانوا يقتلون الفتاة التي تقوم بمثل هذه التصرفات دون أن تتطرق لهم عقولهم أنها مريضة، موضحاً أن المصابين به هم الإناث أكثر من الذكور ولم يصل الطب حتى الآن للسبب الرئيس.

الاضطراب الوجداني

المرض يٌصيب الشباب في أوائل العشرينات

لفت الطبيب النفسي، أن هذا المرض يصاب به الشباب في أوائل العشرينات، مؤكداً أن هذا المرض غريب لأنه يُغير مود الشخص في موسم معين بهذه الصفات الغريبة على شخصيته، متابعاً، يتناول المريض العقاقير المهدئة ليعود مرة أخرى لكامل طبيعته وهدوءه لدرجة أن المريض يندم على ما قام به خلال فترة المرض.

أكد الدكتور علي نبوي، أن من يصابون بهذا المرض لايفقدون عقلهم 100% بل يصبح المريض في قمة التركيز والتذكر للأحداث كاملة بتفاصيلها، لدرجة أن الأسرة في بعض الأحيان تعتقد أن المريض يدعي المرض وقد يصل بهم الأمر إلى ضرب المريض أو إيذائه.

قال نبوي، إن أغلب الأسر كانوا قديما يلجئون إلى الدجالين اعتقاداً منهم أن في مقدرتهم علاج المريض، ولكن لا يجدون في المقابل إلا استنزاف الأموال وسوء الحالة للمريض، مشيراً إلى أن هذا المرض كان في الماضي يعالج بأدوية تسبب أعراض جانبية، ولكن حالياً العلاج تطور ولا يحدث اضطرابات من الأدوية.

 

نظرة المجتمع للطب النفسي اختلفت

وتابع، قديما كان الجميع ينظر إلى الطبيب النفسي مثلما كانوا يرونها في أفلام إسماعيل يس على أنه طبيب مجانين أو شخص ساذج، ولكن اليوم النظرة اختلفت عن ذي قبل، فضلاً عن اختلاف صورة المستشفيات النفسية عن الماضي، لدرجة أن الأسر اليوم عندما يواجهون نوبات لمرضي الاضطراب الوجداني يتوجهون فوراً إلى المستشفيات للحجز لفترة لا تزيد عن أسبوعين إلى أن يستعيدون وعيهم ثم العودة للمنزل.

وحول علاج هذا المرض، أوضح علي نبوي، أن هذا المرض يختلف من مريض إلى آخر، وبناء على عدد النوبات يتحدد فترة العلاج، لافتا إلى أن هذا المرض يتعلق بالمزاج ولذلك يسمى "الوجداني"، وفي هذا الشأن المزاج يتغير بالأحوال الجوية والبيئة التي يسكن فيها الشخص.

الاضطراب الوجداني

الاكتئاب الموسمي وعلاقته بالاضطراب الوجداني

وأوضح نبوي، أنه غالباً ما نلاحظ أن حالات الانتحار تزداد بنسبة أكبر في الدول التي لا ترى الشمس لمدة شهور طويلة، لذلك اخترع العلماء علاج يسمى "الضوئي"، وهو تعرض المريض إلى موجات معينة ليتغير مزاجه بعدها، وقد يكون هذا الاكتئاب الموسمي بسبب تغير الطقس والظروف المحيطة وارتبط هذا باسم الاكتئاب الموسمي والهوس الموسمي، ويحدث بنسبة كبيرة في المواسم.

وأضاف الدكتور على نبوي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، اكتشف بعض الدارسين والباحثين أن هناك جين خاص بالاضطراب الوجداني ولذلك هو ينتشر بين أسر معينة، ومن المحتمل أن ترث الفتيات هذا الجين من أسرتها على عكس بعض الأمراض الأخرى التي لا تورث.

 

وحول المسائلة القضائية للمصابين بهذا المرض، لفت نبوي، أن المريض بهذا لمرض من الناحية القانونية والطب النفسي أو الجنائي يحدد موقفه القانوني أنه غير مسئول عن إزاء نفسه أو غيره خلال النوبة الشديدة التي تصل إلى أيام، ولكن هناك نوبات يكون المريض فيها مسئول عن تصرفاته فيكون غير مسئول عن البيع أو الصيام أو الشراء ويمكن استرداد أية شيء قام ببيعه، خاصة أن هذا الهوس مرتبط في بعض الحالات ببيع بعض الأشياء الباهظة بمبلغ صغير لأنه غير مسئول عن تصرفاته وتفكيره غير مستقر.

وأوضح على نبوي، أن المريض بهذا المرض لا يلجأ للانتحار ونادراً ما يصاب باضطراب في المزاج من الناحيتين، إما من ناحية الضحك والهزار ويلقي بنكات جنسية قليلة الحياء، أو يقوم بأمور عصبية وتكسير الأشياء، أما الحالات التي حدث فيها الوفاة فكان ذلك نتيجة لارتطامه بسيارة دون قصد وهو في أحد نوباته أو سقوطه من أعلى العقار لأن المريض في هذه لحالة لا يحكم الحركة الزائدة لأنه يتصف بالتهور والحركة فوق الطبيعية.

ولفت أن هذا المرض "عقلي" لأن المريض لا يرى أنه مريضاً وهذه هي الصعوبة التي يواجهها الأطباء خاصة عند كتابة الدواء فأنه لا يستجيب لذلك يتم إعطاء العلاج على شكل حقن أو مشروب يوضع على زبادي أو عصير.

 

الاضطراب الوجداني له 3 أشكال

قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، إن مرض الاضطراب الوجداني يُصنف بأنه مرض عقلي، مشيراً إلى أن هذا المرض له 3 أشكال الأول اكتئاب وجداني والثاني الهوس الوجداني والثالث ميكس بين الاثنين، والهوس بيكون على شكل الكلام أو الحركة المفرطة أو النشاط الزائد، والخروج من موضوع والدخول في آخر بشكل متسارع.

وأكد فرويز، أن المصابين بالاضطراب الوجداني من الممكن أن يمارسون حياتهم الطبيعية بل والوصول إلى أعلى المناصب، لافتا إلى أن علاج هذا المرض يكون مدى الحياة وهذا من أجل الوقاية من الانتكاسات بسبب تغيير الفصول.

 

جلسات الكهرباء للسيطرة على الأفكار الانتحارية

وأشار أستاذ الطب النفسي، إلى أن الطبيب يلجأ إلى جلسات الكهرباء عندما يسيطر على المريض الأفكار الانتحارية، أو يرفض تناول الأدوية وهنا دخول المصحة أمر ضروي له، موضحاً، أن تغيير المواسم وبداية كل فصل أوقات حدوث مثل هذه النوبات بسبب تعرض المرضي للاضطراب، حيث أن مادة السيرتورين  وهو هرمون السعادة عندما يقل يدخل المريض في حالة اكتئاب بينما عندما تزيد يدخل المريض في حالة نشاط، وهذه المادة تخرج من الأمعاء والجلد وعندما تتغير الفصول يتأثر الجلد وبالتالي يتأثر هذا الهرمون، وهذا المرض يصاب به 5% على مستوى العالم.

وبخصوص حالات الاكتئاب العادية التي يصاب بها الأشخاص العاديين خلال فترة المواسم، أوضح فرويز، أنها تسمي بـ "الشخصيات الوجدانية"أو الشخصيات الدورية، وهي تغير مزاجي نتيجة تغيير الفصول وهي تكون تحت السيطرة ولا تحتاج لعلاج.

 

كلمات مفتاحية ذات صلة

الاضطراب الذهاني

الاضطراب الوجداني

الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والحمل

الاضطراب الوجداني احادي القطب

الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والزواج