عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على مقاصد سورة التين

بوابة الوفد الإلكترونية

تنوَّعت مقاصد سورة التين على صغرها وقصرها، فسور الكتاب لا تُقاس بآياتها وإنَّما باتساع آفاق كلماتها وعظمة مداها، ومقاصد سورة التين على وجه الخصوص عظيمة، تتضح من خلال إلقاء نظرة على تفسير آيات هذه السورة المباركة، قال تعالى في سورة التين: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُون * وَطُورِ سِينِين * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِين}.

 

التين والزيتون هما الشجرتان المعروفتان، شجرة التين وشجرة الزيتون، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ شجرة الزيتون ذُكرتْ في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة النور: {للَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ}.

 

أمَّا طور سينين فهو جبل الطور الذي تجلَّى الله عنده لموسى وكلَّمه هناك، أمَّا هذا البلد الأمين فهو مكة المكركة، يقول ابن كثير: "ولا خلاف في ذلك، وقد أقسم الله بمكة لأنَّها أحبُّ البقاعِ إلى الله، وأشرفُ البقاعِ عند الله".

 

أمَّا مقاصد سورة التين فيما تبقَّى من آيات هذه السورة المباركة، فيقول الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِين}.

 

في هذه الآية جواب القسم الأول، فقد أقسم الله بالتين والزيتون وطور سينين والبلد الأمين بأنَّه خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل

ومظهر، خلقه تامَّ الأعضاء سويَّ الخلقة، قال ابن العربي: "ليس لله تعالى خلق أحسن من الإنسان، فإنَّ الله خلقه حيًّا عالمًا قادرًا مريدًا متكلِّمًا سميعًا بصيرًا مدبرًا حكيمًا"، أمَّا ردة الإنسان إلى أسفل سافلين فقد قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: "ثمَّ بعد هذا الحسن والنَّضارة مصيرُهُ إلى النَّار إنْ لم يطعِ الله ويتبعِ الرسلَ"، ثمَّ يستثني الله تعالى المؤمنين الذين عملوا الصالحات من هذا المصير المؤسف ويعدهم بالأجر غير المنقطع في قوله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون}ويختم الله تعالى هذه السورة بالاستفهام والتعجب بقوله: {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّين * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِين}.

 

أي ما الذي يجعل الإنسان عاصيًا مكذبًا بالدين الصحيح وقد رأى هذه الآيات البينات بأمِّ عينيه، وإنَّما هذا العدل في المصير هو دليل على حكمة الله وعدله وكرمه، والله تعالى أعلم.