ما حكم سجود التلاوة في الصلاة؟
يسأل الكثير من الناس عن ما حكم سجود التلاوة في الصلاة؟ فأجاب الشيخ محمد عاشور العالم بالاوقاف وقال إنَّ حكم سجود التلاوة في الصلاة كحكمه في غير الصلاة، فمن رأى أنَّ سجود التلاوة مستحب خارج الصلاة قال باستحبابه فيها، ومن قال بوجوبه خارج الصلاة فقد حكم بوجوبه داخلها، وقد فصّل الحنفية في أحكام سجود التلاوة في الصلاة، وبيّنوا ما يُجزئ عن هذا السجود وهل يجب قضاؤه أم لا.
كما أنّ أهل العلم ناقشوا مسألة قراءة الآيات التي تحتوي سجدة في الصلاة، فجاء في فقه السنّة لسيّد سابق جواز قراءة آية السجدة في الصلاة الجهرية والسرّية للمنفرد والإمام، وأداء سجود التلاوة عند قراءتها.
وذكر أدلّة على جواز ذلك، ومن هذه الأدلّة قول أبي رافع: "صَلَّيْتُ مع أبِي هُرَيْرَةَ صَلَاةَ العَتَمَةِ فَقَرَأَ إذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ فَسَجَدَ فِيهَا، فَقُلتُ له: ما هذِه السَّجْدَةُ؟ فَقالَ: سَجَدْتُ بهَا خَلْفَ أبِي القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فلا أزَالُ أسْجُدُ بهَا حتَّى ألْقَاهُ".
ومنها أيضًا الأثر المروي عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- سجَدَ في الركعَةِ الأُولَى مِن صلاةِ الظُّهْرِ فَرَأَى أصحَابَهُ أنَّه قَرَأَ تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ".
وعلى المأموم أن يُتابع إمامه في سجدة التلاوة فإذا سجد الإمام سجد المأموم، وإذا ترك الإمام السجود مع مروره في آية سجدة فلا يسجد المأموم.
وفيما يأتي تفصيل لأقوال أهل العلم في حكم قراءة آية سجدة في الصلاة: الحنفية قال الإمام أبو حنيفة: تُكره قراءة آية السجدة في الصلاة السريّة، ولا تُكره قراءتها في الصلاة الجهرية.
المالكية قال الإمام مالك: يُكره قراءة آية سجدة في الصلاة مُطلقًا.
الشافعية قال الإمام النووي وهو شافعي المذهب: لا تُكره قراءة السجدة في المذهب الشافعي، سواءٌ للإمام أو للمنفرد، وسواءٌ كانت الصلاة جهرية أم سريّة، ويسجد للتلاوة عند المرور بآية سجدة, وقال صاحب البحر وهو الإمام أبو المحاسن الروياني الشافعي: يُستحب للإمام تأخير سجود التلاوة حتّى الانتهاء من الصلاة لئلّا يحصل تشويش عند المأمومين.