عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأسطى «سارة» أشهر ميكانيكى فى الدقهلية

لم تعبأ بكونها وسط مجتمع ريفى تحكمه عادات وتقاليد خاصة، يرى أن بعض المهن يجب أن تكون حكراً على الرجال فقط.. فتمردت على الواقع السائد، واقتحمت مهنة «ميكانيكا السيارات» التى كانت لا تزال حتى البارحة مصنفة بأنها «ذكورية».. استطاعت فى وقت قصير أن تصبح ممن يقال عنهم بلغة المهنة «أسطى»، متفوقة على العديد من أقرانها الذكور، محطمة أسطورة «المهن الشاقة» التى ارتبطت دائماً بـ«أصحاب العضلات»، لتثبت أن «ما التأنيث لاسم الشمس عيب، ولا التذكير فخر للهلال».

وقد عشقت سارة أحمد دياب، أو كما يطلق عليها «الأسطى سارة»، ذات الثلاثة والعشرين عاماً، ابنة قرية أبومبهان، التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، مهنة «ميكانيكا السيارات» منذ نعومة أظافرها، خاصة أنها قضت أغلب سنوات طفولتها داخل ورشة والدها الكائنة بالعقار ذاته الذى تقطن به.. استهواها هذا العالم الذى لا يخلو من ضجيج المحركات، وصوت المطارق، ورائحة العوادم، وملامسة الزيوت والشحوم، واعتبرته عشقها الأول والأخير.

رغم ما حققته من نجاح فى مجال عملها، لم تنسَ «سارة»، فى بداية حديثها لـ«الوفد»، أن تذكر فضل والدها عليها فى تعلم هذه المهنة الشاقة: «أبويا أول واحد شجعنى إنى أتعلم مهنة الميكانيكا، لما لقى عندى حب استطلاع وأنا أشوفه بيعمل إيه فى الورشة كل يوم، عمره ما اعترض إنى أشتغل الشغلانة دى، وفاكره كلامه ليا أنا وأخويا محمد وهو بيقولنا العربية دى حتة حديد لازم تتعلمى تفكيها مليون حتة وبعدين تجمعيها تانى وتشتغل زى الأول وأحسن».

لم يتوقف الأمر بالفتاة العشرينية عند ما تعلمته على يد والدها، وقررت أن تطور من نفسها: «أخدت دورات متخصصة فى تشخيص أعطال السيارة بالكمبيوتر، وتدربت على أيدى خبراء ومتخصصين فى موضوع كشف الأعطال، وهذا كما تقول «ساعدنى كتير فى الورشة إنى أقدر أشتغل فى العربيات الحديثة المعقدة».

وفى بداية عملها لم يتقبل المحيطون بـ«الأسطى سارة» هذا الأمر غير المعتاد، لكنها لم تفكر فى القيود الاجتماعية التى من الممكن أن تحرمها من حبها للميكانيكا: «الناس

فى الأول كلهم كانوا معترضين على فكرة أن تشتغل بنت بمهنة الميكانيكا، لكن مع الوقت الناس اللى كانت بتنتقدنى أصبحوا أول زباين عندى، وده شجعنى إنى أستمر أكتر وأتغلب على أى صعوبات، وأثبت للناس أن الرجولة صفة مش نوع، وفى النهاية الزبون ما بيفرقش معاه مين اللى هايتشغل لكن اللى بيفرق معاه أن عربيته مايبقاش فيها عيب».

ولا يقتصر عمل «ابنة الدقهلية» فى الميكانيكا على الأعمال البسيطة، لكنها تستطيع أن تقوم بما يسمى فى مجال إصلاح السيارات بـ«الأعمال الشاقة»: «شغلى مش الكشف عن الأعطال بس، أنا بأعمل كل حاجة فى العربية بأيدى من أول تغيير التيل لحد العَمرة الكاملة للموتور، وزباينى حالياً أنا ومحمد أخويا من كل مكان حتى القاهرة والإسماعيلية والشرقية، وفى ناس بيبقى عندها ذهول وأنا نازلة تحت العربية وباشتغل فيها، ولو الشغلانة فيها حاجة صعبة قوى بأستشير بابا».

وعن المستقبل والزواج قالت «الأسطى سارة»: «هأطلب من زوجى المستقبلى اللى لسه ما عرفوش إنى أفضل فى الورشة».. فارتباطها وزواجها فى المستقبل قد يتعارض مع مهنتها التى عشقتها منذ الطفولة وعملها فى الورشة، لكنها تقول: «ممكن ما اشتغلش بأيدى كتير لما أتجوز لكنى ما أقدرش أسيب الورشة أبداً، لأنى ما بلاقيش نفسى غير هنا، ومن الأول هايكون ده شرطى لأى حد يتقدم لى».