رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفظ الله للعبد وماله وأهله وسعة الرزق

الاستقامة على منهج الله من اسباب حفظ الله للعبد و وذلك للمستقيم وأهله وولده وماله، كما قال صلى الله عليه وسلم : «احفظ الله يحفظك» (رواه الترمذي وغيره انظر: صحيح الترمذي ، وانظر صحيح الجامع) .

 

احفظ الله بالتزام شرعه وأوامره والاستقامة على دينه، يحفظك في الدنيا والآخرة ويحفظ أهلك وذريتك ومالك؛ قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا " [الحج: 38] .

وقال في الحديث القدسي : «من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب» .

 

وقال صلى الله عليه وسلم : «من صلى الفجر فهو في ذمة الله» [رواه مسلم] وفي رواية : «من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله» (صحيح الترغيب والترهيب) فأي جوائز أعظم من هذا ؟!

وكم وكم من الصالحين من حفظ الله له جوارحه وأعضاءه في كبره؛ لأنه حفظها في الصغر عن المحارم .

 

وكم قال بعضهم – وقد تجاوز المائة من عمره، وهو نشيط في عقله وبدنه؛ حتى قفز ذات مرة من السفينة قفزة لا يستطيعها الشباب : «تلك جوارح حفظناها في الصغر؛ فحفظها الله لنا في الكبر» (قالها الإمام أبو الطيب الطبري الشافعي) .

 

والجزاء من جنس العمل : «اعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به» (قطعة من حديث رواه الحاكم وصححه الذهبي وغيره عن سهل بن سعد من كلام جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم، وانظر: الصحيحة ، وصحيح الجامع) وأما حفظ المال والولد والذرية فيكفي فيها قوله تعالى : " وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا " [النساء: 9] فليس عليهم الرّزق ولا التكفل بهم، وإنما تقوى الله والقول السديد المستقيم الذي هو علامة للقلب والإيمان المستقيم كما تقدم .

 

ولعلك – أخي القارئ – تحفظ أو تقرأ سورة الكهف خاصة

يوم الجمعة؛ فتقرأ فيها حفظ الله لكنز الرجل الذي تحت الجدار، وذلك بإرسال العبد الصالح الخضر عليه السلام لبناء الجدار ليحفظ الله كنز الرجل وماله لأولاده من بعده .

 

فما هو السبب بعد فضل الله ؟ قال تعالى : " وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا " [الكهف: 82] .

إذًا صلاح الأب كان سببًا في حفظ المال لأولاده، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما فيما صحَّ عنه؛ فلا تأمينات على الحياة أو العقار أو الأولاد، ولا وضع للمال في البنوك الربوية بحجة الخوف على مستقبل الأولاد، ولا تضييع للصلوات والطاعات والانشغال عنها بالعقارات والبيع والشراء للحجة السابقة؛ لأن الله يرزقك وإياهم والعاقبة للتقوى، جعلنا الله من المتقين المستقيمين على شرعه، وصدق الله العظيم الذي يقول : " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى " [طه: 132] .

 

ولهذا قال تعالى : " وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا " [الجن: 16] أي لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمروا عليها لأسقيناهم ماءً غدقًا؛ أي كثيرًا، والمراد بذلك سعة الرزق (انظر: تفسير ابن كثير) والمقصود بالاستقامة الطاعة والإسلام وطريق الحق كما قال أئمة التفسير .