الطهارة من صفات المؤمن
الطهارة من صفات المؤمنين والمؤمن دومًا له وصف الطهور على العموم بحسن تدينه وإسلامه، وقد يفقد طهارته التي تؤهله للعبادة بعض الوقت، بيد أنه يستعيدها بالغسل والوضوء، ولا يكون نجسًا على الإطلاق؛ فقد استغرب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك الوصف من سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه على نفسه قال: ((لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جُنُبٌ، فأخذ بيدي، فمشيتُ معه حتى قعد، فانسللتُ، فأتيتُ الرحل، فاغتسلتُ ثم جئتُ وهو قاعد، فقال: أين كنتَ يا أبا هرٍّ؟ فقلت له، فقال: سبحان الله يا أبا هرٍّ، إن المؤمن لا ينجُسُ))؛ [صحيح البخاري (285)].
فإن طهارة الأرواح حدٌّ فاصل في القبول في رحمة الله الرحيم في الآخرة، وسبب موجب للفلاح والنجاح الآني في الدنيا، والمستقبلي في جنات الخلود؛ قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، ومن طهَّر لله قلبه في الدنيا
وكما أن للأبدان نجاساتٍ يجب الاحتراز منها والتطهر إذا حلَّت، فكذلك القلوب والأرواح يجب غسلها دائمًا من الأحقاد العابرة فيها والمقيمة، بالحب والعفو والتخلي عن الكيد والحقد.
وقد بقيَ على الأمة المسلمة واجب كبير جدًّا تجاه دينها في تصدير المعنى إلى العالم بالنظافة أو ضدها، ونحن نملك ما لا يملكه غيرنا في ذات المضمار؛ وهو أن الفرد والمجتمع يؤجر على ارتياد الآفاق في التنظف والتطهر وإحراز الثواب؛ بمعنى: أننا يجب أن نرمم الجزء المتصدع من حضارتنا على أساسٍ ديني فبه نربح ونغنم ونسلم.
وعلى دعاة الإسلام دوامُ الترغيب في أمر النظافة وشرحها وبيان ثوابها المذخور، وكذلك بيان مذمة القذر والتنجس، وأن المسلمين يخسرون الكثير من طاقتهم وصحتهم وأموالهم وتقدمهم بإهمال أمر النظافة والتطهر.