عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أهم الدروس المستفادة من نصر أكتوبر العظيم تتجسد فى أن الحق لا بد له من قوة تحميه

بوابة الوفد الإلكترونية

صفقات التسليح وتنوعها جعلت القوات المسلحة قوة إقليمية يلتزم الجميع بخطوطها الحمراء

الشائعات وسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعى تشبه التمهيد النيرانى فى الحروب القديمة

أكد اللواء حسان أبوعلى، أحد أبطال سلاح الدفاع الجوى خلال حرب 6 أكتوبر، أن أهم الدروس المستفادة من نصر اكتوبر العظيم تتجسد فى أن الحق لا بد له من قوة تحميه، وأن التفاوض من مركز قوة يجبر العدو على الالتزام، مشيراً الى أن معجزة أكتوبر تمثلت فى قدرة الجيش المصرى على شن هجوم بأسلحة دفاعية، واستطاع تدمير خط بارليف الذى اعتبرته اسرائيل حدوداً أبدية آمنة لدولتها.

وأضاف أن عبور المانع المائى لقناة السويس واقتحام خط بارليف جاء بالعمل الدءوب والفكر السديد والإعداد الجيد وإصرار وعزيمة الرجال الذين قهروا المستحيل، لذلك حرص الرئيس «السيسى» على تطوير وتنويع التسليح للقوات المسلحة بمختلف الأفرع، من خلال صفقات سلاح من الشرق والغرب استطاعت مصر من خلالها أن تحقق قفزة نوعية، تجعل من يفكر فى الاقتراب من مصر، يعيد حساباته ألف مرة، ولولا قوة وقدرة القوات المسلحة لتم احتلال مصر، مثل غيرها من دول الجوار.

وأوضح أن نصر أكتوبر يمثل مرحلة من مراحل صمود الدولة المصرية التى اعتادت مواجهة التحديات على مر العقود، حيث إنه منذ العدوان الثلاثى فى 1956، وضعت مصر تحت المجهر من العدو الإسرائيلى لوضع العراقيل أمام نهضة الدولة المصرية، لأن اسرائيل تدرك جيداً أن مصر اذا أخذت مكانها الحقيقى بين الدول عبر تحقيق نهضة اقتصادية، فهذا يمثل التهديد الحقيقى لوجود لهذا الكيان، لذلك جاءت النكسة التى استطاع الجيش أن يمحو آثارها ويعيد الكرامة المصرية فى حرب أكتوبر المجيدة.

وأشار اللواء حسان أبوعلى إلى أن الحروب الحديثة أو ما يطلق عليها حروب الجيل الرابع لم تعد بالطيارة والمدفع فقط، ولكنها تستغل وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها من التقنيات الحديثة كتمهيد لتفكيك الدول وهو ما يشبه «التمهيد النيرانى» وهو ما حدث فيما يسمى بالربيع العربى، ثم تأتى بعد ذلك دور المعدات والأسلحة العسكرية فى احتلال الدول وتقطيع أوصالها واعادة تقسيمها مرة أخرى بما يحقق مصالح الدول الاستعمارية، التى لم ولن تتراجع عن مخططاتها فى تقسيم الدول العربية التى تجد فيها مطمعاً يضمن لها بقاء السيطرة على منابع الثروات الطبيعية فى العالم.

ولفت «أبوعلى» الى أن مصر استطاعت أن تحبط مخططات ما يسمى بالربيع العربى فى تفكيك الدولة المصرية، نتيجة قوة تماسك شعبها ووقوف القوات المسلحة بجانب الشعب فى اختياراته سواء فى 2011، أو فى ثورة 30 يونيه، وكانت القوات المسلحة كعادتها بجانب الشعب لأنها جزء أصيل لا يتجزأ من نسيج هذا الشعب، ثم أدرك الرئيس «السيسى» أن امتلاك الدولة المصرية لقوات مسلحة حديثة ومتطورة، هو الرادع أمام محاولات استكمال مخطط التقسيم، فكان قرار اعادة تسليح القوات المسلحة المصرية بأحدث الطائرات والصواريخ والقطع البحرية وحاملات المروحيات والغواصات، فى رسالة واضحة الى ان لمصر جيشاً حديثاً قادراً على حمايتها فى البر والجو والبحر، وهو ما تجلى واضحاً عندما أعلن «السيسى» أن خط «سرت – الجفرة» خط أحمر، ومنذ ذلك الحين لم يتم تجاوز هذا الخط، لأن الطرف الآخر يعرف جيداً معنى تحذير الرئيس «السيسى»، ويدرك أن القوات المسلحة المصرية لديها من الجنود والعدة والعتاد ما يضمن أمنها القومى على مختلف الاتجاهات سواء فى الداخل أو الخارج.

وشدد بطل حرب أكتوبر على أن استهداف مصر ليس جديداً، فقد عهدت الدولة المصرية على مدار تاريخها استهداف وتهديدات مستمرة، ولكنها فى معظمها كانت من قادمة من سيناء البوابة الشرقية لمصر، ولكن اليوم ليس من قبيل الصدفة أن تحاط مصر بالمخاطر والتهديدات على مختلف الاتجاهات، فعلى البوابة الشرقية لا يزال الإرهاب فى سيناء «رغم أنه يلتقط أنفاسه الأخيرة» إلا أنه لا يزال يشكل تهديداً على الدولة المصرية، لأنه يجد من يموله ويدعمه بالمال والسلاح من القريب والبعيد، وعلى الاتجاه الغربى نجد ليبيا المفككة والتى تمتد حدودها مع مصر بما يزيد على ألف كم، ودخلت تركيا عبر رئيسها الواهم لدعم الإرهاب فى محاولة لاستعادة خلافته المزعومة مستخدما جماعة الإخوان الإرهابية فى تحقيق أحلامه ومخططاته، كما تفتعل تركيا الخلافات مع مصر فى البحر المتوسط طمعاً فى ثرواته من الغاز الطبيعى، وعلى الحدود الجنوبية نجد السودان والذى لم يكن ليشكل يوماً تهديداً لمصر، ولكنه أصبح كذلك، ثم نجد مشكلة سد النهضة الإثيوبى وتعنت اثيوبيا فى المفاوضات مع مصر، وهو ما يشكل تهديداً لحياة المصريين.

كل هذه التهديدات والمخاطر ليست من قبيل المصادفة، لذلك نقول إن حرب أكتوبر هى مرحلة فى الصراع المستمر، انتصرت فيها مصر، وسوف تنتصر على من يعاديها بفضل الله وقواتها المسلحة.

ووجه بطل أكتوبر رسالة للشباب قائلاً: «عليكم يا شباب مصر أن تتحلوا بروح أكتوبر التى انتصرت فيها مصر بالعمل والتدريب والعلم وقوة الإيمان بوطنهم»، مشيراً الى ان الدولة المصرية وسط كل هذه التحديات والمخاطر تبنى وتعمر وتقيم آلاف المشروعات العملاقة، بعد ان تخلصت من الاستعمار الإخوانى، فالرئيس «السيسى» لا يمر يوم إلا ويطلق مشروع هنا، أو يفتتح مشروع هناك فى مختلف ربوع مصر، واستطاع الرجل أن يفصل بين تحديات الخارج وتحديات الداخل، ويقوم بجهود خارقة لإعادة بناء الدولة المصرية ومؤسساتها ومرافقها العامة، ونشاهد كل يوم ما يتم بناؤه سواء فى المدن الجديدة ودرتها العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، وغيرها من المدن الجديدة فى مختلف المحافظات، ثم يأتى ملف الصناعة كأولوية حياة للمصريين، حيث تم انشاء وافتتاح مئات المصانع خلال السنوات الخمس الأخيرة، ثم اقتحمت الدولة ملف العشوائيات ومواجهتها لوقف نزيف البناء على الأراضى الزراعية، لتحقق مصر معنى ومفهوم التنمية الشاملة ويعاد تنظيم مصر بأسلوب عصرى، يحافظ على ما يتم انجازه فى مختلف المجالات، لأن مصر إذا نجحت فى تحقيق طفرة اقتصادية مع حجم وقوة جيشها فسوف تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية.

وعن ذكريات حرب أكتوبر أشار «أبوعلى» الى أن نصر أكتوبر كان نتاج مجهودات خارقة قامت بها القوات المسلحة على أسس علمية تم الاستفادة فيها بما حدث فى نكسة 67 وحرب الاستنزاف، كما أن العقبات التى واجهت الجيش فى العبور فتحت المجال أمام إبداع المصريين، فهدموا خط بارليف المنيع باستخدام المياه، وتغلبوا على قدرات العدو التسليحية بالخداع والمفاجأة والتناغم بين الأسلحة لتوجيه ضربة شاملة أصابت العدو بالذهول والشلل، فقد وضعت خطط حرب اكتوبر المجيدة بحيث تعزف القوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوى سيمفونية متكاملة تحقق عنصر المفاجأة، وتغير الصورة التقليدية التى عرفها العدو، وفى الحرب نفذ كل سلاح مهامه ببراعة واقتدار، فقد نفذت الجيوش الميدانية مهامها القتالية فى تعاون تام ووثيق مع القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوى، وبالتالى شاركت جميع عناصر القتال فى المعركة، ولكن قوات الدفاع الجوى كانت السلاح الجديد فى الحرب، حيث وفرت التغطية والوقاية بدءاً من اكتشاف العدائيات الجوية والإنذار بها وتدمير هذه العدائيات حالة دخولها فى مدى وسائل الدفاع الجوى الإيجابية من الصواريخ والمدفعية.

وكان لخطة الخداع الاستراتيجى التى أدارها الرئيس «السادات» دور هام فى تحقيق عنصر المفاجأة، فقبل الحرب بساعات كان هناك جنود يقومون بالاستحمام على شط القناة، إضافة الى الاعلان عن بعثة الحج، كما اعتمد التمويه فى تحركات القوات، حيث تتحرك القوات فى اتجاه معاكس ثم تغير اتجاهها الى الجبهة للمشاركة فى الحرب، وظن العدو أنها مناورات الخريف التى اعتادت مصر تنفيذها، لقد استطاع «السادات» إقناع العدو بأن مصر لن تحارب ثم فاجأ الجميع بأن الحرب قد قامت.