رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرب أكتوبر المجيدة جسدت إرادة شعب وجيش لاستعادة الأرض والكرامة

بوابة الوفد الإلكترونية

ملحمة أكتوبر أكدت أن الشعب المصرى يستطيع تحقيق المستحيل

6 أكتوبر الحرب الوحيدة التى انتصر فيها العرب على جيش الاحتلال الإسرائيلى منذ نشأته

 

تظل حرب أكتوبر المجيدة على مر السنين ملحمة مصرية خالدة ، تلهم المصريين فى أوقات الشدة والمخاطر والتهديدات، لأنها الحرب التى استعاد بها المصريون كرامتهم وأرضهم واعتبارهم بين الأمم، كما كشفت للجميع أن المصريين قادرون على محاربة المستحيل وصنع المعجزات إذا تعلق الأمر بوطنهم وكرامتهم.

«السادس من أكتوبر» هى الحرب الوحيدة التى انتصر فيها العرب على جيش الاحتلال الإسرائيلى منذ نشأته، حيث وضعت هذه الحرب نهاية لطموح دولة الاحتلال فى نهب وسلب الأراضى العربية وأوقفت مشروع اسرائيل الكبرى الذى تحلم به دولة الاحتلال .

قبل حرب أكتوبر كانت اسرائيل تعتقد أنها أصبحت صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فى الأراضى العربية، لكن المصريين استطاعوا تحقيق المعجزة بعد 6 سنوات عجاف بين النكسة والانتصار، حيث سطرت بعدها القوات المسلحة أروع وأعظم ملاحم  القتال العسكرى بالأسلحة المشتركة، وحطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر.

كما استطاعت بقدرات أبنائها وايمانهم وعزيمتهم أن تعبر أصعب مانع مائى صناعى عرفته حرب فى التاريخ وهو «قناة السويس»،  واختراق « خط بارليف» أعتى مانع صناعى أقيم فى حرب، وتدمير نقاطه الحصينة كأقوى خط دفاعى أقامه جيش فى العالم.

لقد أصبح يوم 6 اكتوبر يوماً للعزة والكرامة المصرية والعربية وصفحة سوداء فى تاريخ ومستقبل دولة الاحتلال، وتحولت حرب اكتوبر 73 الى  مرجع وسند تاريخى فى المراجع العسكرية وتطوير الأسلحه فى العالم، لأنها الحرب التى غيرت العقيدة القتالية، حيث كانت كل الأسلحة التى شاركت فى الحرب تطويراً للأسلحة التى شاركت فى الحرب العالمية الثانية.

إن القوات المسلحة بما حققته من إنجازات عبقرية فى الحرب حطمت أحلام اسرائيل فى البقاء فى سيناء للأبد، ودمر الشعب والجيش على مدار ثورتين متتاليتين فى 25 يناير و30 يونيو مخططات الطامعين فى هدم الدولة المصرية.

فى الذكرى الـ47 لنصر أكتوبر المجيد ووسط ما يواجه الدولة المصرية من تهديدات ومخاطر على حدودها فى مختلف الاتجاهات الاستراتيجة التى لم يسبق لها مثيل، تبقى  القوات المسلحة التى شهدت طفرات واسعة فى نوعية ومصادر التسليح، محافظة على العهد بصون الوطن وحماية مقدرات الشعب، واقفة بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر واستقرارها أو الاقتراب من حدودها وتهديد أمنها القومى.

كما تشارك القوات المسلحة أيضا فى دعم مؤسسات الدولة فى البناء والتعمير وتنفيذ المشروعات القومية العملاقة التى تأخرت كثيراً، ثم جاء الرئيس السيسى ليسابق الزمن فى تنفيذ المشروعات الكبرى وإنجازها، بهدف تحقيق الطفرة الاقتصادية التى تستحقها.

عن ملحمة أكتوبر يؤكد اللواء فؤاد فيود أحد ابطال اكتوبر ومستشار اكاديمية ناصر العسكرية العليا أن حرب أكتوبر المجيدة جسدت ارادة شعب وجيش حارب من اجل استعادة الأرض والكرامة، بعد ان سلبها العدو فى 67 التى لم يعتبرها المصريون حرباً لأن جيشهم لم يحارب فيها .

وأضاف أن انتصار أكتوبر كان نتاج تضحيات من الشعب والجيش ، حيث رفض المصريون الهزيمة وسلب الأرض وقدموا حياتهم ثمناً للانتصار ، فخاضوا الحرب بإمكانات لا تقارن بنظيرتها فى جيش العدو ، وصنع المصريون المستحيل نتيجة ترابط الشعب مع جيشه .

وأوضح فيود  أن  حرب اكتوبر المجيدة مازالت تلهم المصريين فى انطلاقهم نحو المستقبل ، لأنها اخرجت أفضل ما فى هذا الشعب وأكدت بالواقع العملى أن الشعب المصرى يستطيع أن يحقق المستحيل إذا وضع فى موضع الاختبار .

واشار إلى أن التفاوت فى القدرات العسكرية كان رهيباً لصالح اسرائيل ، فالقوات المسلحة فقدت معظم عتادها وتسليحها فى النكسة ، فى الوقت الذى احتفظت اسرائيل بتفوقها نتيجة ان الترسانة العسكرية الأمريكية كانت مفتوحة امام اسرائيل وبدون حساب ، ولم تمنع عنها اى سلاح متطور ، بما فى ذلك انشاء مفاعلات نووية ، فى حين كان الجيش المصرى يبذل مجهوداً خارقاً فى اعادة بناء قدراته واعادة التسليح ، ورغم تلك المجهودات استطاع الجيش ان يدبر أسلحة فى مجملها دفاعية ، وكانت اهم مظاهر التفوق العسكرى الإسرائيلى سلاح الطيران الذى كان بإمكانه ان يوجه ضربات الى أى بقعة فى مصر ، كانت هذه الحالة بعد النكسة ، ولكن الجيش المصرى استطاع أن يتجاوز هذا التفوق ويحقق النصر .

ولفت فيود الى أن بناء حائط الصواريخ كان معركة مصير بالنسبة للجيش المصرى ، حتى يتمكن من وقف الغارات الجوية التى ينفذها العدو ضد الأهداف فى الأراضى المصرية ، وأيضا لتوفير الحماية للقوات أثناء تنفيذ خطط الهجوم خلال الحرب ، وبالفعل دفعت مصر ثمناً باهظاً خلال مرحلة بناء حائط الصواريخ ، حيث كان العدو يشن غارات متواصلة لتدمير ما يتم بناؤه، بأحدث الطائرات ( فانتوم ، سكاى هوك ) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت.

وأضاف أنه تم بناء الحائط وسط تضحيات مذهلة ، ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز ( فانتوم ، سكاى هوك ) ، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم وتوالت انتصارات رجال الدفاع .

كما اعتبر يوم 30  يونيو عام1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة، مشيرا  الى انه عقب النكسة عكف الجيش المصرى على دراسة العدو دراسة دقيقة ومتأنية تعتمد على الحقائق والدقة ، كما تم دراسة الأمن الاسرائيلى ونقاط القوة ونقاط الضعف ، ثم تحليل النتائج لبناء خطط الحرب .

وتابع: بعد 20 يوما وتحديدا يوم 1 يوليو 1967 دارت معركة رأس العش ، وتمكنا من عمل خط دفاعى امام القوات الإسرائيلية ، ودمرت 3  دبابات للعدو، وأجبرته على التراجع ، ثم عاود العدو الهجوم مرة أخرى وفشل فى اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف ، ودمرت قوات الصاعقه عددًا من العربات نصف جنزير وقتلت عددًا من القوات المهاجمة فأجبرتها على الانسحاب وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء تحت السيطرة المصرية حتى قيام الحرب .

وأضاف: فى  يوم 14 يوليو 1967 استهدفت القوات البحرية تشوينات أسلحة وذخائر الجيش

الإسرائيلى وتم تدميرها ، وفى 21 اكتوبر من نفس العام  استخدمت الصواريخ البحرية لأول مرة فى تدمير المدمرة ايلات وإغراقها امام بورسعيد وعرفت هذه المرحلة التى أعقبت النكسة بمرحلة الصمود، ثم بدأت القوات المسلحة تنفيذ مرحلة الدفاع النشط ، واستمرت هذه المرحلة من  سبتمبرعام 1968 وحتى  8 مارس 69، حيث نفذ الجيش غارات قوية على العدو وأقام  كمائن شرسة ألحق من خلالها خسائر فادحة فى صفوف العدو .

وقال إنه نتيجة للأعمال الانتقامية التى نفذها الجيش خلال تلك الفتره قرر العدو انشاء أقوى ساتر ترابى فى تاريخ البشرية وهو « خط بارليف» ، حيث أنشأت اسرائيل ساترًا ترابيًا على الضفة الشرقية للقناة وانشأت بداخله نقاطًا حصينة وسلحتها بأحدث المعدات القتالية ظناً أنها ستكون الحدود الأبدية لإسرائيل .

وتابع: كان قرار حرب الاستنزاف يوم 8 مارس 1969 وفى اليوم التالى استشهد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس حرب القوات المسلحة ، أثناء تواجده على الخط الأول للهجوم مع القوات عند النقطة نمرة 6 فى الإسماعيلية ، وتعتبر حرب الاستنزاف هى مفتاح النصر للعبور العظيم فى اكتوبر ، حيث أتاحت للقوات المسلحة  تحقيق المواجهة مع العدو ، ودرس القاده اسلوب وأفكار العدو ونقاط القوة والضعف، وقدراته وامكاناته فى مختلف الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والمدرعات والمدفعية، اضافة الى انها  كانت بمثابة مرحلة استعادة الثقة والروح المعنوية للمقاتل المصرى، فضلاً عن ذلك كانت حرب الاستنزاف هى فترة بناء منظومة الدفاع الجوى .

وأضاف: شهدت هذه الحرب عبور وحدات من القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت معارك الجزيرة الخضراء ثم عملية الزعفرانة ،ثم رادار خليج السويس ثم عملية جنوب البلاح ثم معركة شدوان، وفى 19 يونيو 1970 تقدمت امريكا بمبادرة « روجرز»  لوقف اطلاق النار بين مصر واسرائيل، ثم سقطت المبادرة روجرز فى عام  1971 عندما اعلن الرئيس السادات ان مصر ترفض وقف اطلاق النار اكثر من هذا التاريخ بسبب عدم تنفيذ  اسرائيل بند الدخول فى مفاوضات جديدة .

ويقول اللواء فؤاد فيود إن اسرائيل كانت متعنتة للغاية فيما يتعلق بأى محادثات، واتجهت لتكريس حالة اللاسلم واللاحرب، ولهذا كان قرار الرئيس السادات بطل الحرب والسلام ، بضرورة شن حرب شاملة لتحريك القضية وأعطى الأوامر بضرورة عبور  قناة السويس وتدمير خط بارليف والدخول بعمق 15 كيلو داخل سيناء ، وبدأت القوات المسلحة فى اعداد خطط الهجوم اعتماداً على العقول المصرية قبل السلاح ، لأنه لم تكن هناك مقارنة بين مستوى وحجم التسليح بين الجيشين ، ولكن تم وضع حلول لكافة العقبات التى تواجهنا على الجبهة اعتماداً على الكفاءة القتالية وإرادة المقاتل المصرى.

وأضاف أنه تم الاعتماد على تحقيق عنصر المفاجأة وهو أهم مبادئ الحرب ،وتم اختيار يوم الهجوم يوم سبت وهو يوم إجازة عند اليهود والحركة عندهم محرمة ويتزامن مع عيد الغفران، فضلا عن أن هذا الشهر كان وقت انتخابات الكنيست ومعظم أعضاء الكنيست من القادة الإسرائيليين فكانوا مشغولين بالانتخابات وكان يوم 10 رمضان اى أن ضوء القمر سيستمر حتى منتصف الليل مما سيساعد سلاح المهندسين في عمل الكباري، وتم استكمال كافة الخطط بأيدى وعقول الجيش المصرى.

وقال: كانت عبقرية التخطيط العسكرى تكمن فى الاختيار المناسب للوقت بهدف التأثير على الحالة العامة للتعبئة لان اسرائيل لا تتحمل معركة طويلة بسبب أن الشعب كله عسكرى ، وتم تنفيذ الضربات الجوية الساعة 2 ظهراً ، وهو وقت لم تكن تتوقعه اسرائيل ،وبالفعل حققت الضربة اهدافها ، كما ألحق سلاح المدفعية خسائر لا تحصى ، وقام سلاح المهندسين بعمل الكبارى  فى 8 ساعات فقط فى حين انها كانت تستغرق وقت التدريب 12 ساعة، وتمت الاستفادة من ظلام الجزء الاخير من الليل لضمان عدم رؤية العدو للمعدات والدبابات اثناء عبورها القناة ، وتحطمت فى هذا اليوم أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وكان هذا اليوم حافلاً بالبطولات التاريخية للمقاتلين المصريين  فلم تكن هناك مقارنة فى الكم والكيف والسلاح بين قوات العدو والجيش المصرى فهم الاقوى بحسابات المعدات ونحن الأقوى بالارادة والرجال، وهذا ما اكده بن عازر حينما قال إن لكل حرب مفاجأة وكانت مفاجأة اكتوبر هى المقاتل المصرى.