مفهوم الأخلاق في الإسلام
حسن الخلق من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى ويُراد بالأخلاق في الدين الإسلامي: القواعد والمبادئ التي من شأنها تنظيم السلوك الإنساني، وهذه المبادئ يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان وتحقيق الغاية من وجوده في هذا العالم، ويتميز النظام الإسلامي في مجال الاخلاق بكونه ذا طابع رباني، أيّ أنّه من عند الله تعالى، وذا طابع إنسانيّ أي أنّ للإنسان دخلٌ في تحديده من الناحية العملية، كما أنَّ الأخلاق في الإسلام لا تقوم على مصالح فردية أو نظريات مذهبية، فهي لا تتبدل ولا تتغير، كما أنَّه لا يمكن الاستغناء عنها فهي ثوابت فطر الله تعالى الناس عليها، ومن الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحثّ العباد عليها التسامح
دعا القرآن الكريم المسلمين إلى التخلق بخلق التسامح، سواء مع بعضهم أو مع غيرهم من غير المسلمين ما داموا معهم في سلم، قال الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}،[٢].
فالإسلام يكفل لأهل الذمة الحرية؛ وقد أمر المسلمين بألا يتعرضوا لهم في عقيدتهم، ونهى عن مجادلتهم إلاّ بالتي
فالنبي صلى الله عليه وسلم قدوةٌ للمسلمين في التسامح، ويظهر ذلك جليًا عندما فتح مكة، فالإسلام يدعوا إلى الصفح والعفو عند المقدرة، والإسلام يجيز للعبد أن يعامل غيره بالمثل ولكنه يشجعه على العفو والصفح والمغفرة، وهذا يدل على العظمة الإنسانية والخلق الكريم، وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بحسن المعاملة ولين الجانب والتواضع للمؤمنين، قال الله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}.