رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المنتصر بالله.. أضحك الملايين ومات حزيناً

بوابة الوفد الإلكترونية

عبر عن مأساة جيل كامل فى فيلم «يا تحب يا تقب»

 

كتب القدر على معظم نجوم الكوميديا أن يسعدوا الملايين ولكن يعيشوا حياة حزينة، وعند الرحيل يملأ الحزن قلوبهم، حدث هذا مع إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصرى ورياض القصبجى «الشاويش عطية» وزينات صدقى وغيرهم.

وبالأمس القريب فقدنا فنانا كوميديا من العيار الثقيل، المنتصر بالله، وكان بحق فنانا كوميديا من طراز فريد كافح بشدة حتى وصل لمرحلة النجومية فى مطلع الثمانينيات رغم أنه حصل على بكالوريوس 1969، وماجستير فنون مسرحية 1977.

بدايته الفنية كانت فى مطلع السبعينيات عن طريق فرقة ثلاثى أضواء المسرح، ولكن النجومية كانت مع مطلع الثمانينيات حينما شارك بدور رئيسى فى فيلم «تجيبها كده تجيلها كده هى كده» مع سمير غانم وفاروق الفيشاوى والراحلة مديحة كامل، وتوهجت نجوميته حينما شارك فى مسلسل «عيون» الذى عرض فى شهر رمضان 1982 مع العملاقين فؤاد المهندس وسناء جميل ويونس شلبى وشيرين، حيث جسد شخصية «صفوت» شقيق سناء جميل الشاب المستهتر الذى يتورط فى ارتكاب جريمة قتل ويكون زوج أخته متهما فى تلك القضية.

ما أكثر إبداعات المنتصر بالله فى السينما والمسرح والتليفزيون، ولكننا نتوقف أمام أبرز أعماله الفنية بشكل عام، مسرحية «شارع محمد على» فى منتصف التسعينيات، مع الراحل فريد شوقى وشيريهان وهشام سليم، أبدع بشكل لافت للنظر فى هذه المسرحية ونكاته وإفيهاته الشهيرة التى ما زالت عالقة بالأذهان، دور شديد الروعة.

وأيضاً تألقه فى مسرحية «عائلة سعيدة جداً» 1985 إخراج الراحل السيد بدير، جسد فى هذه المسرحية زوج الفنانة الراحلة زبيدة ثروت، ووقع فى مشكلة أن لديه ابنًا من امرأة أخرى وتظهر براءته فى النهاية.

ومن ينسى دور مساعد المحامى عديم الضمير فى فيلم «ضد الحكومة» مع الراحل أحمد زكى شخصية واقعية موجودة فى مجتمعنا.

ودور المحامى خفيف الظل فى فيلم «الشيطانة التى أحبتنى».

وتفوق على نفسه فى دور البطولة المشتركة فى فيلم «يا تحب يا تقب» و«هنحب ونقب» مع فاروق الفيشاوى وأحمد آدم.

جسد فى الجزءين دور جامعى يتخرج فى سن متأخرة ويضطر للزواج من امرأة عجوز طمعاً فى أموالها، وتكتشف خيانته وتطرده من حياتها ليعود فقيراً.

ومن ينسى دور الأسطى رمضان فى مسلسل «أرابيسك» مع صلاح السعدنى 1994 وأدواره المتميزة فى مسلسلات «بدارة» و«أنا وأنت وبابا فى المشمش» و«أبناء ولكن» و«أيام المنيرة».

ولا ننسى أدواره فى مسرحيات «علشان خاطر عيونك» و«العالمة باشا» مع سهير البابلى.

تلك كانت إطلالة على مشوار النجم الكوميدى الراحل، بعد أن أمتع الملايين لسنوات طويلة عانى طويلاً أيضاً فى رحلة المرض التى استمرت 12 عاماً إثر إصابته بجلطة فى المخ عانى الرجل كثيراً اختفت ابتسامته وحل بدلاً منها الحزن وعانى كثيراً من تجاهل زملائه.

رحل المنتصر بالله بجسده وبقى فنه الذى أسعد الملايين على مدى سنوات طويلة، مشاعر الحزن سيطرت على الوسط الفنى بأكمله بعد رحيله، ربما زاد الحزن لشعور الكثيرين بالتقصير نحو هذا الفنان الذى مات حزيناً.

وربما لا يعلم الكثيرون أن الفنان الراحل كان صديقا شخصيا ومن المقربين جداً للرئيس الراحل حسنى مبارك، حيث كان موضع إعجاب شديد من الرئيس الراحل مع الراحل طلعت زكريا، وحينما كان مبارك يريد أن يضحك وينسى همومه يستعين بالمنتصر بالله لخفة ظله الشديدة، ولم يحاول الفنان الراحل استغلال هذه الصداقة أبداً.

كان يعتز كثيراً بنفسه وبفنه، حققت معظم أعماله نجاحاً هائلاً لأنه كان ببساطة فنانا حقيقيا لم ينزلق أبداً للمشاركة فى أعمال دون المستوى، رحم الله الضاحك الباكى المنتصر بالله.

 

المنتصر بالله.. عانى من «قلة أصل» الوسط الفنى.. ورحل فى هدوء بعد صراع مع المرض

تغلب المرض على الفنان الكوميدى الكبير المنتصر بالله ليرحل بعد معاناة طويلة مع المرض بدأت معه منذ 2008، لينهى بذلك قصة طويلة من التألق الفنى، ويبدأ رحلة من الحزن والبكاء على أصدقاء العمر والمعاناه مع المرض.

الفنان القدير أثرى السينما والدراما والمسرح بمجموعة من الأعمال الفنية المتميزة، وبمرضه انفرط عقد الكوميديا، فكان فنانا صاحب إضافة فى كل الأعمال التى شارك فيها وخاصة المسرح الذى سجل فيه عددا كبيرا من الأعمال الناجحة، استطاع من خلالها أن يترك بصمة فى تاريخ الفن المصرى، فكان محبوبا بأدائه البسيط والمميز الذى كان يظهر من خلاله للمشاهدين.

منذ 2008، تعرض المنتصر بالله لجلطة فى المخ، غيرت ملامحه وأثرت عليه بمرور الزمن، لكنها لم تكن الأزمة الأساسية التى عانى منها، بل عانى أكثر بسبب تجاهل الوسط الفنى له، وهو الأمر الذى كشفته زوجته عن معاناة المنتصر بالله النفسية من عدم تواصل الكثير من الفنانين معه، وقالت زوجته عزيزة

كساب: «زوجى فنان ‏كبير وأصابه المرض منذ 12 عامًا لم تسهم النقابة أو النجوم ‏الكبار فى مصاريف علاجه»، مضيفة: «مش بيسألوا عنه ولكن ‏نشكر ربنا على نعمة الستر‎».

وأضافت أن رحيل المنتصر بالله فى 2020 كان متوقعاً لأنه منذ فترة طويلة وهو يعانى تجاهل أصدقائه ولم تكن تسأل عنه سوى الفنان شويكار التى رحلت فى نفس العام، وأضافت: للأسف الشديد منذ فترة لا يسأل عنه سوى نقيب الممثلين أشرف زكى والكاتب أكرم السعدنى والمخرج عمر عبدالعزيز.

وأضافت زوجة المنتصر بالله: «طبعا هو نفسياً تأثر بسبب قعدة البيت لأنه مكانش بيقعد وكانت حياته كلها حركة ونشاط وشغل، ولكن الأمر زاد بتجاهل أصدقاء عمره له».

وأكدت أن الشىء الوحيد الذى كان يخفف عن الفنان المنتصر بالله ويسعده هم أحفاده، فلديه أربعة أحفاد يحاولون دائماً التخفيف عنه.

وأشارت إلى أنها دائماً ما كنت تخفى عنه الأخبار السيئة حتى لا يتأثر نفسياً خاصة من وافتهم المنية مؤخراً بداية من وفاة فاروق الفيشاوى لأنه كان صديق عمره، والفنانة رجاء الجداوى التى كانت دائمة السؤال عليه، ووفاة جورج سيدهم.

وأضافت زوجته مؤخراً أنه زهد عن الكلام والتواصل مع الناس، وأوقف جلسات العلاج الطبيعى منذ فترة بسبب أزمة فيروس كورونا، ولم يعد يخرج من غرفته، حيث كان يقضى أغلب وقته نائماً.

وكان آخر ظهور للمنتصر بالله، فى يوليو عام 2018، حينما ‏أقامت منظمة الأمم المتحدة للفنون احتفالية كرمت خلالها عدداً من ‏نجوم الفن وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد الأب، ووقتها بدت عليه ‏علامات التقدم فى السن بشكل كبير.

وخلال الحفل لاحظت جيهان السادات وجود الفنان المنتصر بالله فقامت بنفسها واتجهت نحو المائدة التى يجلس عليها الفنان الراحل وسلمت عليه وأكدت له مدى إعجابها به ورغبتها فى الاطمئنان عليه، وشعر المنتصر بالله وزوجته عزيزة كساب بسعادة بالغة والتقطت العدسات صوراً لهذا المشهد.

وعن تفاصيل مرضه، قال المنتصر بالله فى آخر حوار صحفى أجراه عام ‏‏2011، أنه تعرض لجلطة فى المخ نتج عنها الدخول فى ‏غيبوبة طويلة تركت أثراً على الجانب الأيسر‎.‎

وأضاف: «أشرفت على الموت وقتها نتيجة موت ثلاثة فصوص ‏من المخ، وقال الأطباء لزوجتى إنهم قدموا ما استطاعوا عليه ولم ‏يبقَ لهم إلا أن ينتظروا رحمة الله لينجينى من الموت‎».

وتابع: «أحمد الله أننى كنت فى غيبوبة عميقة فلم أستمع لكلام ‏الأطباء، وإلا لساءت حالتى النفسية بشدة، فلم أستطِع عبور هذه ‏الأزمة إلا بالصبر والرضا بالقضاء والقدر، وما زلت أتلقى العلاج ‏منذ عام 2008».‏

 

أرقام فى حياة الراحل

1950 مولده

1969 تخرج فى معهد الفنون المسرحية

1970 انضم لفرقة ثلاثى أضواء المسرح

1977 حصل على ماجستير الفنون المسرحية

1981 شارك فى بطولة فيلم «تجيبها كده تجيلها كده هى كده»

1982 شارك فى بطولة مسلسل «عيون» مع فؤاد المهندس وسناء جميل

1985 شارك فى بطولة مسرحية «عائلة سعيدة جداً» مع زبيدة ثروت

1991 شارك فى فيلم «ضد الحكومة» مع أحمد زكى

1994 شارك فى مسلسل «أرابيسك» مع صلاح السعدنى

2008 أصابته جلطة فى المخ

2018 آخر ظهور له فى حفل منظمة الأمم المتحدة بالقاهرة