رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رواية لـ بسام عبد السميع .. الأرض ترتدي كمامة الخوف والألم في "صرخة 2020”

فرحنا حتى الصراخ.. ودوى صوتنا فلم نسمع ما نقول ولم نفقه ما نشاهد.. وغابت شمس التواضع فسطع ظلام الغرور.. وتحول الزمن إلى ليل دائم.. واصطدمنا بأنفسنا فتباعدنا ضماناً للبقاء.. وارتدت الكرة الأرضية كمامة الألم والخوف.. ارتسمت هذه الإشارات عبر رواية “صرخة 2020"الصادرة اليوم للكاتب الصحفي بسام عبد السميع .

وقال المؤلف:" سجل العام 2020 الطاعة الكاملة من البشر بإخفاء الوجوه، فلا يظهر منها إلا عيون تذرف حذراً وتنمراً، مفصحة عن كثير من الألم، وذلك في سابقة فريدة وعجيبة تمنحنا الذهول وتلزمنا التأمل والتدبر"!!.

 

وأضاف : أطلقنا الصيحات عبر التنبؤات، والفضائيات، وهوس تواصل الاجتماعيات قائلين :"وصلنا للذروة"، فيما صرخ العام 2020 قائلاً :"لا صوت يعلو فوق صوتي" بصوت مدوي في الوجدان، والتاريخ، والبشر، وذلك بعدما كثرت صرخاتنا، وعلا ضجيجنا، ونزفنا الدماء بمختلف أركان الأرض.

وتابع الكاتب الصحفي في رواياته التي يرصد فيها مشاهد الحياة بمختلف أطيافها خلال كورونا ورسائل العام 2020 :"جاء العقاب و المنحة من جنس آمالنا وطموحاتنا بحياة استثنائية، فاتسم 2020 بالغرابة، والدهشة، والسرعة، والضراوة ليُحدِثَ على الأرض حالة من التيه داخل البيوت والطرقات بدرجة فاقت الضال في الصحراء".

وأشار إلى أن ممارسة 2020 الضارية، أرهبت الجميع فهرب الكبار قبل الصغار، فقد أسمعت صرخات مولده ومراحل حياته الكوكب كله، فجلس الجميع بين الجدران في صمت وأدب جم!!.

وقال الكاتب الصحفي بسام عبد السميع :"مع هذا المولود توقف كل شيء.. وغاب كل شيء.. وفقدنا كل شيء.. إنه عام 2020 الأب الشرعي لكورونا الفتي المدلل، الذي تباهي بسرعة الحركة.. فالتقيناه مفتخرين بسرعة السكون" !!.

كما أعلمنا هذا المولود 2020 ، أن الأزمان ليست بطولها وقصرها، وأن الأحداث ليست بضجيجها وسكونها.. فها هو كائن ليست له حياة وبه قوة أشد من الأحياء!!، ليسقط كل المقارنات والمتقابلات والمتناقضات والثوابت والرياضيات!!.

وتابع الكاتب :” سارعت تأثراً بأحوال المولود والكائن الغريب 2020، أن أصدر هذه الكتاب قبل أن يفارقنا 2020، لأحقق السبق عليه ولو لحظة واحدة فقد أسقطنا جميعاً برمية واحدة وموجة واحدة”!!.

وتناول الكاتب الصحفي بسام عبد السميع مؤامرة كورونا، مشيراً إلى أن تفنيد المؤامرة أفضى إلى دلائل صحتها، متسائلاً عما جرى في مناطق حول العالم وفي الفضاء خلال وقف حركة الطيران والسفن والتنقل !!.

كما ألقى الضوء على مراحل نمو العام 2020 معتبراً واصفاً هذا العام في روايته بـ "المولود العجيب”، الذي نما أضاعف أقرانه وفاقهم أثراً وقوة مدوناً مع كل يوم من أيام عمره المعدود والمحدود حقبة زمنية جديدة .

كما استعرض الكاتب في روايته “صرخة 200” انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 ونبؤات العرافين برحيل ترامب وأمريكا مع نهاية الفترة الرئاسية الأولى أم مع الفترة الثانية والتي أكد عليها العراف الشهير غالتونغ ، حيث توقع رحيل أمريكا قبل 2025.


الجائحة القادمة

ونوه إلى أن الجائحة كورونا أدت إلى وقف العولمة الاقتصادية مع بقاء العولمة التكنولوجية ، متوقعاً أن تكون الجائحة المقبلة "تكنولوجية "، ليكتمل سيناريو العودة الإجبارية للحياة الأولى ولأزمان بعيدة، منوهاً إلى أن التنافس التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية أسهم بشكل متزايد في الاندفاع الأوسع نحو عالم متعدد الأقطاب، مشيراً إلى أن الخطر الأكبر هو في الانزلاق إلى الفوضى الناجمة عن الانهيار الاقتصادي الواسع النطاق.

ولفت الكاتب الصحفي بسام عبد السميع إلى أن العالم يتجه نحو التعددية القطبية مع تعددية محدودة، فقطبية ثنائية بين الصين وروسيا وشركائهم في مواجهة الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وحلفاء آخرين، وفي هذه القطبية تتصاعد فرص الحرب العالمية أو الإقليمية.

وأضاف : سيواجه العديد من البلدان الفقيرة والتي زادت حدة الفقر بها نتيجة كورونا تحديات وجودية نتيجة سوء الإدارة، والصراعات الداخلية، والزيادة السكانية وستتركز هذه الأزمات في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.


فرضيات إجبارية

وقال الكاتب الصحفي بسام عبد السميع :":امتثالاً لمنهج التفكير الاستراتيجي بالتعامل مع الواقع وطرح التصورات والفرضيات نعثر على فرضيات ضائعة لدى الأفراد والحكومات وعلينا طرحها والاستعداد للتعامل معها ومنها: ماذا سيحدث إذا جاءت عاصفة الجائحة عبر التكنولوجيا وفقدان الاتصال؟.. وماذا سيحدث عندما لم تعد أمريكا القوة العظمى بلا منازع؟.. وماذا سيحدث إذا تحول العالم إلى متعدد الأقطاب؟.

كما تتضمن الفرضيات، التساؤل عن ماذا سيحدث إذا جاءت أوبئة جديدة ؟.. و ماذا سيحدث إذا أغرق إعصار عالمي كل المدن الشاطئية حول العالم ؟.. وماذا سيحدث إذا استمر الوضع الحالي عبر دوامة من الفوضى المتزايدة والمواجهة؟.. وماذا سيحدث مع   موجة جديدة من الصدمات غير المعروفة ؟.

وماذا سيحدث إذا تعددت أقطاب السيطرة على العالم؟!..وماذا سيحدث إذا عدنا مسلمين متمسكين بديننا ووحدتنا ؟.. وماذا سيحدث إذا سرنا إلى ما كنا عليه قبل الجائحة؟.


شهادة الحال

وقدم الكاتب خلال روايته الجديدة شهادة على الإعلام لأكثر من 25 عاماً أمضاها في هذا الميدان قائلاً:” إن الإعلام صار صانع الأكاذيب ومروج الفساد في كثير من الأحوال عبر مختلف وسائله التقليدية والتقنية”.

وتابع الصحفي بسام عبد السميع “أقدم شهادة حق من داخل المطبخ الإعلامي لأكثر من 25 عاماً وسأحاسب عليها أمام الله فأقول :" إن كثير من وسائل الإعلام تديرها أجهزة أمنية بمختلف دول العالم وتمولها شركات اقتصادية كبرى يتنوع من خلالها المصالح والاستفادات المتبادلة، وهنا مكمن النفاذ للتصديق بالمؤامرة في أي مرحلة أو حدث، لوجود دلائل

رسختها ممارسات سابقة في مجالات مختلفة".

 كما أن ما ينشره الإعلام لمختلف الأطراف يدخل ضمن دائرة نقل الكلام عن المتحدثين وليس حقيقة الواقع، كما أنه وظيفة وليس صوتاً يعبر عن الحق في أغلب الممارسات، وكل موظف ينفد تعليمات من يدفع له المال سواء حكومة أو أشخاص ويرتبط بتوجهات الجهة الممولة للإنفاق على الوسيلة الإعلامية.

وأوضح الصحفي بسام عبد السميع أن الإعلامي اليوم مثل أي عامل في أي مهنة، بل يكون أقل في كثير من المراحل والحالات، فالعامل ينتج ما يحتاجه البشر من خبز، وأدوات استهلاكية وغيرها، بينما يقدم الإعلامي وعياً زائفاً وكذباً وتضليلاً في غالبية أحواله عمداً أو جهلاً، والأكثرية اليوم يتسمون بالجهل الفكري والأخلاقي والنفسي.

 كما تحول كثير من العاملين في الإعلام إلى "سعاة بريد" يقدمون خطابات المسؤولين أو الجهات المسؤولة إلى الجمهور على أنها الحقيقة وهي ليست حقيقة الشيء، وإنما حقيقة التكليف بالحديث في هذا الاتجاه أو ذاك الموضوع.

 وقال الصحفي بسام عبد السميع :” قد يكون الأمر المطروح عبر الوسيلة الإعلامية كله كذب أو وهم، لكن الإعلامي يعتبره نوعاً من العمل، لأن وظيفته تتطلب تنفيذ الأوامر وذلك في كثير من المواقف”، لافتاً إلى وجود قلة تحاول الثبات على القيم والمبادىء في معركة الحياة ملتزمة منهج المصداقية، مهما كلفها الأمر من فقد للعمل أو تعرض للبطش، وذلك كحال كل المهن أيضاً.  

ونوه إلى أن مهنة ساعي البريد التي تطورت بسبب التقنيات هي مهنة عظيمة، وأهلها أناس فضلاء والتشبيه هنا ليس للتقليل من المهنة أو ازدرائها وإنما للتوضيح.

 وقال الكاتب الصحفي بسام عبد السميع :” إن كل عمل يحقق للناس فائدة بطريقة مشروعة فهو شرف وقيمة كبيرة، ولا يمكن الاستغناء عن أي مهنة أو التقليل منها وإنما التقليل والرفض يكون في نوعية الممارسة وحجم الأداء، فرئيس الجمهورية أو الملك أو الأمير هو شخص في أعلى درجات المسؤولية لكنه لا يستطيع العيش بدون الطبيب والممرض والخباز والطباخ وعامل النظافة والسائق”.

 ويستكمل بالقول :” بدون هؤلاء الناس لا يستطيع أي مسؤول في الحياة القيام بأداء عمله، فكل شخص في حال أداء وظيفته بصدق ومشروعية وإخلاص هو أمير، وملك، ورئيس، والحياة تحتاج الجميع وتتسع للجميع لكن من يعي ومن يفقه ومن يعتبر فالكل سيرحل عن الحياة في أي لحظة”.

الجدير بالذكر أن الكاتب  الصحفي بسام عبد السميع، كان قد أصدر مؤخراً أخطر كتاب حول سد النهضة تحت عنوان "رسالة النيل إلى السيسي" والذي تناولته مختلف وسائل الإعلام عربياً وعالمياً.

كما أصدر الكاتب أول كتاب عن موسم الحج للعام الجاري وذلك قبل نهاية شهر ذي الحجة، مقدماً فيه رؤية خاصة لهذا الموسم تحت عنوان "الحج الاستثنائي" ومستعرضاً جهود المملكة العربية السعودية في إقامة شعائر الحج رغم الجائحة "كورونا".

ويعد الكتاب عمل توثيقي لموسم حج استثنائي بكل المقاييس فاق ما تم توفيره للرؤساء والملوك على مدار التاريخ الإسلامي خلال رحلات الحج.

كما أصدر أول رواية تسجيلية لتجربة ذاتية خلال التعايش مع إجراءات الحظر بعنوان "مسافر في زمن المنع " والتي تضمنت مشاهد الخوف التي ارتسمت على الكوكب ومفارقات وتنبؤات برحيل دول وسقوط أخرى.

وشغل الكاتب منصب رئيس تحرير لعدد من الصحف المصرية خلال الفترة من 1998 وحتى العام 2005 ومنها "أخبار دمياط" أول صحيفة إقليمية في مصر مطلع الستينات، وصحف "المصير"، و"حديث الأمة"، و" مصر اليوم".

كما حاز الكاتب عدة جوائز صحفية منها جائزة الإبداع الصحفي لعام 2006، وجائزة الصحافة العربية لعام 2017.