فضل النفقة على العيال والزوجة ووجوبها
الإنفاق على الأهل والأولاد، أفضل من الإنفاق في سبيل الله، وأفضل من الإنفاق في الرقاب، وأفضل من الإنفاق على المساكين؛ وذلك لأن الأهل ممن ألزمك الله بهم، وأوجب عليك نفقتهم، فالإنفاق عليهم فرض عين، والإنفاق على من سواهم فرض كفاية، وفرض العين أفضل من فرض الكفاية.. وقد يكون الإنفاق على من سواهم على وجه التطوع، والفرض أفضل من التطوع.
وفي الاطلاع على سُنة نبيه –صلى الله عليه وسلم- وتطبيقها تطيب الحياة، ومن المواقف النبوية ما حدثت به أمُنا عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: "جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ، الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ» (رواه مسلم).
نظرت إلى هذا الحديث متأملاً فتملكني العجب فقد أوجب الله كما قال الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وهذا أوضح دليل على فضل رعاية الأولاد والنفقة عليهم وإيثارهم خصوصاً عند المسغبة وشدة الحاجة.. فيا الله ما أعظمه من عمل..! ويا الله ما أضخمه من جزاء، عملٌ في ظاهره يسير، ولكن ثوابه عند الله كبير.. فإيجاب الجنة والعتق من النار، هو مقصود العاملين ومرتجى المؤمنين وأمل الساعين! ها هو يتحقق لهذه المرأة بهذا العطاء..