رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

طيور جارحة وكساد بالسوق.. صفقات مجزءات دواجن تُشعل فتيل أزمة بين الحكومة والمنتجين

تحقيق- نشوى النادي:

الحكومة: لامساس بالإنتاج المحلي وصفقة المجزءات معدة لإعادة التصدير

الحجر البيطري: صفقة مجزءات الدواجن لن تُطرح بالسوق

اتحاد منتجي الدواجن: صفقة مجزءات الدواجن تدمّر  السوق المحلي

صغار المنتجين: نطلب دعم الحكومة وبورصة عادلة

 

تسبب تراجع أسعار الدواجن في المزارع في خسائر فادحة لصغار المُنتجين، وأعرب عدد من صغار مُنتجي الدواجن عن صدمتهم من تراجع أسعار الدواجن بشكلٍ كبير، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة استيراد صفقة مجزءات دواجن بوزن  2000طن من إحدى الدول الأوروبية لصالح إحدى الشركات، رغم أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من إنتاج الدواجن والبيض.

 

ورغم انخفاض أسعار الدواجن محليًا، تم استيراد  شُحنة مجزءات  دواجن، وهو الأمر الذي أسفر عن تزايد حدة الغضب لدى صغار المنتجين؛ ليؤكدوا أن شحنة الدواجن تؤدي الي تراجع أسعارها محليًا بشكل أكثر .وتحمّل صغار المُربيين عواقب انخفاض أسعار الدواجن، دون حل من اتحاد الدواجن أو وزارة الزراعة، رغم المناشدات منذ سنين ببورصة عادلة وعددًا من الضوابط التي تحكم عملية إنتاج وصناعة الدواجن.

 

 وعلى صعيد آخر أكدت وزارة الزراعة أن صفقة الدواجن المستوردة لن تضر السوق المحلي نهائيًا كونها مُعدّة للتصدير مرة أخرى ولن تُطرح في السوق المحّلي، بالتالي لن تؤدي لتراجع أسعار الدواجن محليًا. الوفد استعرضت آراء عددًا من المختصين في إنتاج الدواجن، حول الأزمة المثارة؛ للوقوف على السبب الحقيقي لتراجع أسعار الدواجن.

 

الحكومة: ندعم صناعة الدواجن

 

قال  المهندس مصطفى الصياد؛ نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة, أن وزاره الزراعه  تدعم وتهتم  بقطاع الإنتاج الداجني اهتمامًا كبيرًا، كونه واحدًا من أعمدة الأمن الغذائي في مصر، وتُقدّر استثماراته بنحو 95 مليار جنيه مصري، ويوفّر ملايين الوظائف.

 

وكشف الصياد في تصريحات لـ"الوفد" أن وزارة الزراعة استوردت شحنة مجزاءت دواجن وزنها 2000 طن، مؤكدًا على أن شحنة الدواجن المستوردة لن تُطرح في السوق المحلّي، بل تم استيرادها بغرض إعادة التصنيع وسيتم تصديرها مُجددًا، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة يهمها جودة المنتج المحلي ودعمه، مؤكدًا على أن الشحنة المستوردة لن تتسبب في انهيار صناعة الدواجن.

 

ودعا الصياد صغار المربيين للتوجه الي الاستثمار بالأماكن المخصصة لهم من قبل الدولة في الظهير الصحراوي للمحافظات، لافتًا إلى أن الحكومة تسعى لإزالة عبء الضريبة العقارية على صغار المُربيين؛ لتقليل نفقات الإنتاج، مشيرًا إلى أن أسعار الدواجن تشهد تراجعًا موسميًا عقب عيد الأضحى مباشرة كل عام.

 

وأوضح نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، أن مشكلات صغار المنتجين لابد وان تأخذ عين الاهتمام من  الاتحاد العالم لمنتجي الدواجن بجانب الوزارة، داعيًا الاتحاد للنظر في مشكلات صغار المُربيين.

وشدد نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة على أن وزارة الزراعة اتخذت عددًا من القرارات والاجراءات لحماية المنتج المحلي من بينها تعليق استيراد الدواجن المجمدة من الخارج.

 

 

الحجر البيطري: صفقة الدواجن لن تطرح بالسوق المحلي

 

أكد الدكتور أحمد عبدالكريم؛ رئيس الحجر البيطري بوزارة الزراعة، أن كمية الدواجن المستوردة قليلة جدا، ولن تؤدي إلى خفض أسعار الدواجن في السوق المحلي، مشددًا على أن الدولة المصرية لاتمنع عمليات الاستيراد والتصدير، وأن صفقة الدواجن تم استيرادها وفقًا لشروطٍ وضوابط خاصة.وكشف رئيس الحجر البيطري بوزارة الزراعة للوفد، أن صفقة مجزءات  الدواجن لن تُطرح في السوق المحلي، بل سيتم إعادة تصنيعها وتصديرها مجددًا، والشحنة عبارة عن صدور دواجن منزوعة الجلد والعظم.وطالب عبدالكريم صغار المنتجين بالاتحاد في كيانات واتحادات، والتوجّه للحجر البيطري في المحافظات؛ لتصدير منتجهم، مضيفًا:"أعدهم بتذليل العقبات الفنية أمام تصدير المنتجات".

 

محمد الشافعي: صفقات مجزءات الداوجن قد تكون لطيورٍ جارحة

 

أكد الدكتور محمد الشافعي؛ نائب رئيس الاتحاد العام لمنتج الدواجن، أن قرار استيراد صفقة مجزءات  الدواجن يأتي على حساب صناعة الإنتاج الداجني في مصر، مشيرًا إلى أن الصفقة  تُشكّل خطورة شديدة على صحة المواطن، لافتًا إلى أن مجزءات  الدواجن يصعب معرفة تاريخ صلاحيتها أو بيانات إنتاجها، وتعد منتجات مجهولة الهوية والمنشأ، مُجمعة من عدة مناطق.

 

وتابع :"لايوجد تأكيد على أن الدواجن المستوردة ذُبحت وفقًا للشريعة الإسلامية، كما أنها تُشكّل خطرًا داهمًا على الصحة العامة بسبب معالجتها بالكلور".

طيور جارحة

 

وفجّر الشافعي مفاجآة من العيار الثقيل مؤكدًا على أنه من الوارد أن تكون صفقة مجزءات  الدواجن التي استوردتها وزارة الزراعة لصدور طيور جارحة وليس دواجن كما هو مفترض، مشيرًا إلى أن مجزءات الدواجن لاتأتي من مصنع واحد بل يتم جمعها من أكثر من مكان.

 

وأشار الشافعي إلى أن منتجي الدواجن يخسرون يوميًا 6 جنيهات في كيلو الدواجن الواحد والخسائرلا تلحق بصغار المربين فقط بل والكبار أيضًا ، مشيرًا إلى أن خسائر قطاع الدواجن تُقدّر بنحو 500 مليون جنيه حتى الآن.

 

وشدد على أن مستوردي مجزءات الدواجن يلجأون للاستيراد لرخص أسعارها؛ كونها مجهولة الهوية متسائلًا لماذا وافقت الحكومة على استيراد شحنة مجزءات الدواجن في الوقت الذي تُحقق مصر فيه الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الداجني بجودةٍ عالية؟.

 

ووصف صفقات استيراد مجزءات  الدواجن بالمساعي لتدمير الصناعة الوطنية والإنتاج الداجني.

 

وأشار إلى أن صغار المنتجين يُقدّمون مانسبته 70% من الإنتاج، مطالبًا كبار المربيين باحتضان صغار المُربيين، وتنظيم العمل فيما بينهم، ودعم سعر المُدخلات لصغار المُربيين، لافتًا إلى أن صناعة الإنتاج الداجني باتت تشهد منافسة عالية من قبل 135 شركة تعمل في إنتاج الكتاكيت، والاتحاد دوره أن يجتمع دوريًا مع صغار المُربيين، والاتفاق على خطوات دورة الإنتاج.

 

وأوضح أن ارتفاع أسعار الكتاكيت في بعض الأوقات جاء كنتيجة لقلة المعروض منه، تزامنًا مع ارتفاع الطلب.

 

وقال الشافعي :"إن المطلوب من وزارة الزراعة في الوقت الحالي هو وقف استيراد اي مجزءات من الدواجن؛ لدعم الإنتاج المحلي، مؤكدًا على أن صناعة الدواجن تواجه خطرًا داهمًا في مصر، في ظل تفشي فيروس

كورونا".

منتجو الدواجن: الحكومة لاتشعر بنا

يقول ماجد عتمان أحد صغار منتجي الدواجن:"إن الحكومة لاتشعر بصغار منتجي الدواجن ولا بمعاناتهم، مضيفًا نسعى لدخول اتحاد مُنتجي الدواجن، وصندوق الاتحاد به مايقرب من 800  مليون جنيه لصالح منتجي الدواجن" على حد ذكره.

 

وتابع :"تجار الجملة يشترون كيلو الدواجن من المزرعة بسعر 16 جنيهًا، ويصل سعره مذبوحًا في محال بيع الطيور إلى 42 جنيهاً".

 

وأضاف :"لا أرفض أن أبيع كيلو الدواجن بسعر 10 جنيهات، على أن تباع للمواطن بسعر بسيط".وأشار إلى أن صغار منتجي الدواجن لايُسمح لهم بتصدير إنتاجهم، مطالبًا الحكومة بدعم قطاع إنتاج الدواجن وخاصة صغار المنتجين الذين تأثروا بشدة جراء جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

 

وطالب عتمان بتحديد أسعار عادلة لبورصة الدواجن، لاتهضم حقوق صغار المنتجين، مؤكدًا أن صغار المنتجين بحاجةٍ لقروضٍ ميسرة بفوائد بسيطة؛ لدعمهم بمواجهة جائحة كورونا، وتعويض خسائر صغار المنتجين، والمنافسة مع كبار المنتجين.

 

 

هشام الحصري: نحمي الصناعة الوطنية بما لا يضر صالح المستهلك

 

أكد هشام الحصري؛ رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن مصر حققت  الاكتفاء الذاتي من إنتاج الدواجن، مشيرًا إلى أي خلل في المنظومة سيؤدي إلى نتائج كارثية، ونحن كلجنة الزراعة بمجلس النواب نحمي كبار وصغار المربيين، ونحافظ على الصناعة الوطنية.وتابع الحصري في تصريج لـ"الوفد"، يجب مراعاة الصناعة الوطنية، وإذا تعارضت صفقات الاستيراد مع مصلحة المنتج المحلي يجب إعادة النظر بها بما لايضر بالمستهلك.

 

وأضاف رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن هناك بعض الملفات الهامة التي سنناقشها مع وزير الزراعة خلال الفترة المقبلة، ومن بينها مشكلات صغار منتجي الدواجن، علاوة على ملفاتٍ أخرى لاتقل أهمية من بينها مشكلات مزارعي البطاطس وغيرها، ولانريد أن نكرر سيناريو ارتفاع أسعار البطاطس في مصر مُجددًا.

 

وشدد الحصري على أنه في حال استمرت خسائر المزارعين سيتوقفون عن الزراعة تمامًا ماينتج عنه نُدرة في المعروض يصاحبها ارتفاع في أسعار الخضر.

 

وحول صفقة استيراد مجزءات الدواجن قال الحصري:"إن مسؤول رفيع المستوى في الوزارة أكد له أن صفقة الدواجن التي تم استيرادها جاءت لحساب شركة قطاع خاص، لافتًا إلى أن الصفقة تخضع لنظام السوق الحر، والصفقة تم استيرادها لغرضٍ معين وسيتم تصديرها مُجددًا".

 

وشدد رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب، على أن المستورد مرتبط بأسعارٍ عالمية وأن التجارة لها أبعاد كبيرة وصفقة مجزءات الدواجن جاءت بمواصفات خاصة لاتتوفر في المنتج المحلي، مشيرًا إلى أن صفقة مجزءات الدواجن ستمر خلال دائرة مغلقة، وسيتم إعادة تصديرها مجددًا، ومن غير المقبول أن يتم طرحها في السوق المحلي وهذا أمر أرفضه.ووجه الحصري الدعوة لمنتجي الدواجن في مصر بدخول المنافسة وتقديم عروض جذابة للمستوردين؛ للوصول إلى اتفاقات لإبرام صفقات شراء الدواجن المحلية بدلًا من استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة، لافتًا إلى أن هذا الأمر يصب في صالح منتج الدواجن ومستوردها.وأوضح رئيس لجنة الزراعة بمجلس النواب أن حل أي مشكلة يكون تحديدها في البداية، والوصول لسببها، ومشكلة منتجي الدواجن في مصر تأتي بسبب ارتفاع اسعار المدخلات واستيراد نسبة كبيرة من مكونات الأعلاف(الذرة الصفراء ).

 

وأشار  الحصري إلى غياب دور الاتحاد التعاوني تجاه منتجي الدواجن في تحقيق منظومه الزراعات التعاقدية.

 

وأوضح أن مصر لديها فائض إنتاج في الأسمدة، ومع ذلك يتم تصديرها واستيرادها من الخارج، متابعًا :"مفهوم حماية الصناعة المحلية لايدوم طويلًا، ويجب أن يواكب عملية حماية الصناعة المحلية مجموعة من الممارسات الهامة  يقع الجزء الأكبر منها على عاتق المنتجين ذاتهم".

 

وشدد عضو مجلس النواب على أن الصفقة لن يتم طرحها في السوق المحلي، لافتًا إلى أنه في حال طرحها في السوق المحلي سيكون هنالك خلل كبير في السوق.وكانت الإعلان عن استيراد صفقة مجزءات دواجن  2000 طن أثار جدلًا بين منتجي الدواجن في مصر، تزامنًا مع تراجع أسعار الدواجن بشكلٍ كبير.